-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تمهيدا لـ"لقاء القمة" قريبًا في الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى

العلاقات الجزائرية – التركية.. زخم سياسي واقتصادي كبير

وليد. ع
  • 461
  • 0
العلاقات الجزائرية – التركية.. زخم سياسي واقتصادي كبير

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، الخميس، بمناسبة زيارة العمل التي قام بها إلى أنقرة بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن العلاقات الجزائرية – التركية تشهد “زخما قويا وتطورا لافتا على الصعيدين السياسي والاقتصادي”.

وأوضح عطاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، هاكان فيدان، أن كل اللقاءات والمحادثات التي جمعته بكبار المسؤولين خلال تواجده بأنقرة “سمحت بإجراء تقييم شامل لمدى تقدّمنا في تجسيد الأولويات النوعية، وتحقيق الأهداف الكمية التي حدّدها الرئيسان، عبد المجيد تبون ورجب طيب أردوغان، تمهيدا وتحضيرا لتجدّد لقائهما قريبا على أرض الجزائر، بمناسبة الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى”، مؤكدا أن العلاقات الجزائرية -التركية تشهد “زخما قويا وتطورا لافتا على الصعيدين السياسي والاقتصادي”.

وأبرز الوزير أن التوافق السياسي الجزائري – التركي حول أبرز الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك “لا يزال قائما ويتعزز ويتقوى عبر الالتزام المشترك بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك عبر المساعي الدؤوبة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية لتغليب منطق الحوار والتفاوض لحل الأزمات وفض النزاعات، مهما كانت درجة تعقيدها أو مستوى خطورتها”.

اتفاقيات للتجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والثقافة مبرمجة خلال زيارة أردوغان

وفي هذا الإطار، أوضح عطاف أنه تقاسم مع الرئيس، رجب طيب أردوغان والوزير فيدان “النظرة الجزائرية التحليلية حول التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الساحل الصحراوي، والانشغال العميق حول تردي الأوضاع بشكل متسارع في هذا الفضاء الإقليمي”، والذي أضحى -كما أضاف- “موطنا لأكبر عدد من بؤر التوتر والنزاع والصراع على وجه المعمورة”.

“كما أطلعت”، يقول الوزير، “الأشقاء في تركيا على المساعي التي بادر بها رئيس الجمهورية، لضمان التكفل السلمي بالأزمة التي خلّفها التغيير غير الدستوري في النيجر، وعلى جهوده الرامية لتعزيز مكانة المقاربة التنموية الشاملة في معالجة التحدّيات متعدّدة الأبعاد التي تفرض نفسها على دول وشعوب هذه المنطقة، وهي الجهود التي لاقت ترحيبا كبيرا ودعما قويا من الشقيقة تركيا”.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أنه تم تناول الأجندة الأساسية خلال المحادثات مع نظيره الجزائري، والتطرق إلى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس التركي للجزائر، بالإضافة إلى القضايا الإستراتيجية بين البلدين، كما تم التطرق -يضيف- إلى التعاون في إطار حل المشاكل في القارة الإفريقية وكيفية معالجتها.

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، كشف عطاف عن التحضير لمجموعة من الاتفاقيات الثنائية بين الجزائر وتركيا، تشمل عدة مجالات، سيتم التوقيع عليها خلال زيارة أردوغان إلى الجزائر.

وأوضح عطاف، خلال الندوة نفسها، بمناسبة انعقاد أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية – التركية للتخطيط، أن هذه الاتفاقيات تشمل التجارة والاستثمار، والطاقة، والتعليم والثقافة، وهي “اتفاقيات نعمل على تحضير مشاريعها في صيغتها النهائية، ليتم التوقيع عليها خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس، رجب طيب أردوغان، إلى الجزائر في مستقبل جد قريب”.

تركيا أول مستثمر خارج المحروقات واستهداف مبادلات بـ10 مليارات دولار

وعلاوة على قطاعات هامة، مثل الحديد والصلب والنسيج والبناء، والأشغال العمومية، التي “صنعت أهم النجاحات الثنائية”، أكد عطاف أن “الشراكة الاقتصادية الجزائرية – التركية أصبحت تتوسّع إلى مجالات جديدة، على غرار الطاقات المتجدّدة والمناجم والزراعة الصحراوية والصناعة الصيدلانية”.

وشدّد على” مواصلة الجهود لتعزيز الأبعاد الأخرى للعلاقات الثنائية، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالتعاون في مجالات الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة، والتي من شأنها جميعا تقوية الأبعاد الإنسانية لعلاقاتنا الثنائية”.

وأبرز الوزير أن البلدين “يقتربان، تدريجيا وبخطى ثابتة، من تجسيد الأهداف التي كلفنا بها من قبل قائدي بلدينا الشقيقين، لا سيما ما تعلق بالعمل على رفع حجم المبادلات التجارية لـ10 مليار دولار على المدى المتوسط”، منوها بأن الجزائر أصبحت “ثاني شريك تجاري لتركيا في إفريقيا بتجارة بينية يفوق حجمها الـ5 مليار دولار، والوجهة الأولى للاستثمارات التركية المباشرة التي تفوق قيمتها حاليا الـ6 مليار دولار”.

وتابع عطاف أن هذا التطور “يجعل من الشقيقة تركيا أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر”، لافتا في ذات الصدد، إلى “توسّع نشاط المؤسسات التركية بالجزائر والتي يبلغ تعدادها اليوم حوالي 1500 شركة، تغطي مجالات مختلفة وتساهم في توفير أكثر من 30 ألف منصب شغل”.

من جهته، أشاد فيدان بالتعاون بين تركيا والدول الإفريقية، قائلا: “إن الدول الإفريقية تقدّر المساعي والمبادرات التركية، وترى أن هذه المبادرات قائمة على التعاون المشترك وتخلق الفرص المشتركة للعمل الإفريقي ولإنعاش الاقتصاد والقطاعات الأخرى في القارة الإفريقية”، مبرزا الطابع الإستراتيجي للعلاقات الإفريقية – التركية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!