-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قضى أيامه الأخيرة في مصلحة الإنعاش بمستشفى البويرة

الكاتب الموسوعي سهيل الخالدي يرحل في صمت

الشروق أونلاين
  • 2476
  • 5
الكاتب الموسوعي سهيل الخالدي يرحل في صمت
ح.م
سهيل الخالدي

إنتقل إلى رحمة الله تعالى، الأحد، الأستاذ الكاتب سهيل زرقين المعروف بـ “سهيل الخالدي” في مستشفى البويرة بعد صراع طويل مع المرض، بعدما قضى الأيام الأخيرة في حالة غيبوبة بعد تردي وضعه الصحي.

وعرف عن الكاتب الموسوعي جهده المضني في التأليف والتحقيق، هذا الجهد الذي لم ينقطع عنه رغم قساوة الظروف الاجتماعية التي عاشها، والوضع الصحي الذي عاناه، فقد كان متابعا للشأن السياسي والفكري والثقافي في الجزائر والوطن العربي، رغم المرض الذي أقعده منذ نحو عامين وأفقده النطق بشكل شبه كامل، وعانى الرجل في سنوات عمره الأخيرة أزمة سكن خانقة قبل أن تمنحه ولاية البويرة سكنا اجتماعيا يأويه رفقة زوجته السورية التي ظلت ملازمة له في سنوات المرض والشيخوخة.

الفقيد من من مواليد 1942 بفلسطين لأسرة جزائرية مهاجرة من وادي البردي في مداشر البويرة، عرف عنه غزارة إنتاجه الصحفي والأدبي الذي أثرى المكتبة الجزائرية والعربية. اشتغل كمحرر مختص في أسبوعية “المجاهد” الجزائرية في الفترة الممتدة ما بين 1972 و1975، وكان رئيسا للقسم الثقافي في مجلة “وعي العمال” من 1975 إلى 1979 في بغداد.

انتقل خلال الفترة الممتدة ما بين 1979 و2001 بين أكثر من صحيفة عربية وجزائرية، مارس خلالها مهام الكتابة والإشراف على التحرير، حيث مرّ بجريدة الرأي الكويتية، والشعب واليوم والجزائر نيوز في الجزائر، كما كان أيضا مستشارا في التلفزيون الجزائري، وعمل منذ نحو عشر سنوات كاتبا في “الشروق اليومي” التي أقامت له مهرجانا تكريميا عام 2016 بحضور رجالات الفكر والثقافة في الجزائر.

سهيل الخالدي الذي كتب في مجالات عدة، من الاقتصاد والسياسة إلى الثقافة، راسل عدة مؤسسات إعلامية عربية، من بينها الراية القطرية، البريق اللبنانية، السفير، وكالة الأنباء الإماراتية، جريدة عكاظ السعودية، وخلال هذا المسار الصحفي الغني والمتنوع، قام سهيل الخالدي بتغطية العديد من المؤتمرات العربية والإفريقية في مجالات اقتصادية وثقافية وبرلمانية، وكانت له لقاءات صحفية مع كبار المسؤولين في الوطن العربي والعالم.
في رصيده العديد من المؤلفات والإصدارات، تنوعت بين التاريخ والرواية، التحليل الصحفي، أدب الرحلات، النقد الأدبي، من بينها “الثورة الزراعية في الجزائر”، “الرقص من أول السطر”، “الشيخ الطاهر الجزائري”، “انطباعات عائد من الكويت”، “تاريخ الزواوة”، “الإشعاع المغربي في المشرق”، “دور الجزائريين في حركة التحرير العربي وبلاد الشام”.

إلى جانب إسهاماته كصحفي، كانت له أيضا نشاطات ثقافية وفكرية في إطار الجمعيات والمنظمات المهنية، حيث كان عضوا في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، اتحاد الصحفيين العرب، جمعية الأمين العمودي الثقافية، مستشار المنظمة الوطنية للمصالحة والعفو في الجزائر، كما كان صاحب فكرة إنشاء مؤسسة دولية باسم الأمير عبد القادر.

حاضر وشارك في عدة برامج تلفزيونية وإذاعية، وفي سجله أيضا تكريمات من جامعات وجمعيات في الجزائر وخارجها، كما كانت أيضا إسهاماته الثرية في مجال الإعلام والفكر موضوعا لرسائل جامعية.
وأمام هذه الفاجعة الأليمة، يتقدم كل العاملين في مجمع الشروق وعلى رأسهم الأستاذ رشيد فضيل بأخلص عبارات التعزية والمواساة إلى أسرته الصغيرة والكبيرة، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة برحمته الواسعة وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • Mohamed

    رحمه الله

  • mehdi

    هكذا هم الرجال المخلصون يرحلون من هذه الدنيا و الكل يشهد لهم بالخير.
    للأسف الشديد أنهم لا يحصلون و لو على أدنى الامتيازات المادية لكي يتفرغون لمهمتهم النبيلة.
    ببساطة هؤلاء الرجال لا يعرف قيمتهم عبيد الدرهم و الدينار.
    رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جنانه.
    و ألهم ذويه جميل الصبر و السلوان.
    إنا لله و إنا إليه راجعون.

  • ايت ساعد العربي-الشرفة

    الله يرحم الكاتب العصامي المثقف سهيل الخالدي ابن فلسطين والجزائر . للكاتب اسلوب فكري سلس وعذب،يصوغ عباراته بشيئ من الاحساس الراقي،لا يتنكر لاصوله ولا لاماكن راها وسمع عنها، كنا نقرا له على صفحات المجاهد الاسبوعي وجريدة الشعب.كان متواضعا يتناول وجباته معنا في الاحياء الجامعية واحيانا يبيت معنا نحن طلبة ذلك العصر الجميل. كان محبا لشارع طنجة وتسحره توابل الحمص واللوبيا وشرائح الشواء والمرقاز.كان فقيرا مسالما وثائرا في ان واحد. كان عاشقا للشاي والقهوة المعتقة والمعطرة بالهيل رغم غلائه-انذاك- كان يحب فلسطين كثيرا كثيرا ويدافع عنها كقضية كان يحب ويعشق دمشق وبيروت وبغداد والجزائر العاصمة.تعازينا.

  • ابن الجبل

    الله يرحمك رحمة واسعة ويدخلك فسيح جنانه ... انك لنعم الأستاذ... لم ولن أنسى ماتلقيته عندك من علم في مجال الأدب ، في العام الدراسي 1971 بولاية سطيف . تذهب الأجساد وتبقى الأعمال خالدة .

  • العراب النبيل

    تغمده الله بواسع رحمته, انا لله و انا اليه راجعون,, كان نعم الرجل,