المولودية بطل بامتياز.. الشبيبة وبلوزداد يتألقان.. بسكرة ومقرة يستسلمان

عرفت بطولة القسم الأول مسارا استثنائيا خلال هذا الموسم، حيث اختلطت فيه الأفراح بالأحزان، خاصة بعد الذي حدث في ملعب 5 جويلية بين مولودية الجزائر ونجم مقرة في جولة اختتام الموسم، ناهيك عن ظاهرة العنف التي خلفت الاستياء في عديد المناسبات، في الوقت الذي افتكت مولودية الجزائر لقب البطولة بامتياز، وهذا للموسم الثاني على التوالي، رغم العودة القوية لشبيبة القبائل وشباب بلوزداد، في الوقت الذي تألق الهداف عادل بولبينة الذي خطف الأضواء بـ 20 هدفا، فيما سجلنا استسلام اتحاد بسكرة ونجم مقرة اللذين غادرا حظيرة الكبار بعد عدة مواسم من الصمود.
خرج المتتبعون بعدة نقاط ميزت بطولة الموسم المنقضي، ففي الوقت الذي عرف سيطرة مولودية الجزائر على مقاليد البطولة للموسم الثاني على التوالي، مكسرا قاعدة الجار شباب بلوزداد الذي كان قد توج بطلا في 4 مواسم متتالية، كما سجلنا عودة قوية لشبيبة القبائل التي طوت صفحة النكسات التي مرت بها في الجولات الأخيرة، وقدمت أداء راقيا ينبئ بإمكانية عودة شبيبة القبائل بطبعة الزمن الجميل، خاصة في ظل قدرتها على تشريف الكرة الجزائرية محليا وقاريا، كما عرف هذا الموسم بروز هداف شاب عرف كيف يتصدر المشهد الكروي، ويتعلق الأمر بلاعب نادي بارادو عادل بولبينة الذي أنهى الموسم ب 20 هدفا و7 تمريرات حاسمة، بعدما لعب 26 مباراة كاملة، وهي معطيات توحي بأن الموسم كشف عن عدة نقاط إيجابية رغم الكثير من السلبيات والصور المؤلمة التي عرفها على وقع العنف والأحداث المؤسفة، آخرها ما حدث في مدرجات ملعب 5 جويلية في إطار الجولة الأخيرة من الموسم بين الرائد مولودية الجزائر ونجم مقرة، اثر سقوط خطير لحوالي 30 مناصرا من المدرجات العلوية، أودى بحياة 4 مناصرين فيما يوجد آخرون تحت المتابعة الصحية.
المولودية تبرهن مجددا.. الشبيبة وبلوزداد في الملاحقة حتى النهاية
ومن بين الجوانب الإيجابية التي عرفتها بطولة هذا الموسم، هو التنافس الحاد على مستوى المقدمة. فرغم أن مولودية الجزائر تحكمت في مقاليد الريادة منذ البداية، إلا أن تتويجها لم يكن سهلا، بدليل أن أبناء المدرب بن يحي لم يحسموا حسابيا في أمر البطولة إلا في الجولة الأخيرة، ولو أن الأمور اتضحت أكثر في الجولة ما قبل الأخيرة، بعد اكتفاء الوصيف شبيبة القبائل بالتعادل في مستغانم وعودة مولودية الجزائر بتعادل من الشلف، في الوقت الذي لعبت جولة الاختتام على وقع جس النبض، بحكم أن مولودية الجزائر كانت تكفيها نقطة أمام نجم مقرة لتضمن اللقب، وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا، ما جعل المرتبة الأولى تعود للعميد برصيد 58 نقطة متقدما على الملاحق المباشر شبيبة القبائل بنقطتين، فيما اكتفى شباب بلوزداد بالمرتبة الثالثة برصيد 55 نقطة. وإذا كان لقب البطولة قد كان منحصرا بين الثلاثي المذكور مولودية الجزائر وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد، فإن هذا الأخير عرف كيف يعود بقوة بعد جملة من المتاعب التي مر بها في مرحلة الذهاب، بسبب توالي التعثرات وغياب الاستقرار، فيما ظهر فريقا مولودية الجزائر بوجهين، واعتمدا أيضا على مدربين (مدرب في كل مرحلة).
الوفاق والاتحاد و”السي آس سي” يخيبون.. الساورة مرّت جانبا
وإذا كان التنافس على المراكز الأولى قد انحصر بشكل أساسي على 3 فرق هي مولودية الجزائر وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد، فإن بعض الأندية خرجت من السباق قبل الأوان بسبب غياب الاستقرار وتذبذب النتائج رغم الإمكانات التي تتوفر عليها بعض الأندية، والبداية باتحاد الجزائر الذي فقد بوصلته في مرحلة العودة، ما جعله يكتفي بالرتابة الثامنة، وهي مكانة لا تعكس طموحات وأهداف الإدارة، ما يجعل الرهان منصبا على مراجعة الأوراق تحت قيادة العائد سعيد عليق، والكلام ينطبق على وفاق سطيف الذي خيب الآمال بسبب تذبذب النتائج وغياب الاستقرار بسبب ضغط المحيط، بدليل إرغام المدرب بن دريس والمدير الرياضي بيرة على الانسحاب في مرحلة الذهاب، ما جعل الإدارة ترغم على اتخاذ إجراءات بديلة لم تمنح الإضافة، وفي مقدمة ذلك الاستنجاد بالمدرب التونسي نبيل الكوكي الذي قرر الاستقالة مع نهاية الموسم، في وقت كان يفترض أن يكون وفاق سطيف واحدا من الأندية البارزة خاصة بعد إيجاد حلول مهمة من الناحية المالية، والكلام ينطبق على مولودية وهران التي أرغمت على الاكتفاء بلعب ورقة البقاء، فيما كان مشوار شبيبة الساورة متوسطا، بدليل الاكتفاء بالمرتبة الرابعة بعيدا عن صاحب المرتبة الثالثة برصيد12 نقطة.
بارادو تحافظ على تقاليدها.. بولبينة هدافا ويدشن صادرات البطولة
بقي نادي بارادو محافظا على تقاليده التي تصب في سياسة التشبيب والاهتمام بالمواهب الكروية، وهو الأمر الذي جعله يخطف الأضواء وينصف في خانة الفرق التي صنعت التميز هذا الموسم بتعداد أغلبه من الشبان، حيث حقق أبناء دزيري بلال نتائج ايجابية من خلال الاعتماد على ورقة الشبان، وهو امتداد لسياسة التكوين التي يقوم بها الفريق على مدار عدة سنوات، ما جعله الفريق الأقل عدد من ناحية الانتدابات، والأول من ناحية تصدير اللاعبين نحو أندية محلية وعربية وأوروبية، ناهيك عن المشوار الإيجابي المحقق بميزانية متوازنة ومعقولة، حيث أنهى الموسم في المرتبة الخامسة برصيد 41 نقطة، في الوقت الذي تصدر مهاجمه عادل بولبينة ريادة هدافي البطولة برصيد 20 هدفا و7 تمريرت حاسمة، بعد مشوار مميز مكنه من خطف الأضواء في 26 مباراة لعبها، معبدا طريقه نحو الاحتراف من بوابة نادي الدحيل القطري، في انتظار إمكانية تصدر لاعبين آخرين نحو بطولات عربية أو أوروبية، على خطى عطال وبن سبعيني وزرقان والبقية.
أقبو ومستغانم يصمدان.. مقرة وبسكرة يستسلمان
وقد انتهى الموسم الكروي على وقع سقوط حر لاتحاد بسكرة الذي لم يتمكن من مواكبة تحديات البطولة، ما جعل يرفع الراية البيضاء قبل عدة جولات من انتهاء الموسم، وهذا رغم الجهود التي بذلها المدرب بوغرارة، إلا أن توالي التعثرات في عقر الديار وخارج القواعد جعل أبناء الزيبان يستلمون للأمر الواقع، على خلاف نجم مقرة الذي واصل مسيرة الصمود أملا في النجاة، إلا أن تضييع عدة نقاط ثمينة اخلط عليه الحسابات، آخرها الهزيمة خارج الديار أمام نادي بارادو وقبل ذلك الخسارة في عقر الدسار أمام شبيبة القبائل، وهذا رغم الجهود التي بذلها المدرب عز الدين آيت جودي، فيما عرف الصاعدان الجديدان ترجي مستغانم وأولمبيك أقبو كيف يصمدون ويضمنون ورقة البقاء، بعد تنافس حاد عرفته الجولات الأخيرة من البطولة، ما يجعل هذا الموسم بمثابة وقفة مع الذات لتصحيح أخطاء هذا العام أملا في وجه أفضل خلال الموسم الكروي المقبل.
أرقام من حصيلة بطولة القسم الأول:
ـ بطل الموسم مولودية الجزائر برصيد 58 نقطة، وهو اللقب الثاني له على التوالي.
ـ أفضل هجوم لشباب بلوزداد برصيد 44 هدفا.
ـ أفضل دفاع كان لمولودية الجزائر برصيد 19 هدفا.
ـ هداف البطولة هو لاعب نادي بارادو عادل بولبينة بـ 20 هدفا.
ـ الهداف عادل بولبينة لعب 26 مباراة وسجل 20 هدفا وقدم 7 تمريرات حاسمة.
ـ أفضل هداف أجنبي هو لاعب جمعية الشلف أغبانو بـ 10 أهداف.
ـ المباراة التي عرفت أكبر عدد من الأهداف هي مولودية الجزائر 2/5 ترجي مستغانم.
ـ أضعف هجوم لفريق اتحاد بسكرة بـ 12 هدفا.
ـ أضعف دفاع كان لنادي بارادو الذي تلقى 39 هدفا.
ـ صاحب أكبر عدد من الهزائم هو اتحاد بسكرة بـ 16 هزيمة.
ـ صاحب أقل عدد من الهزائم هو مولودية الجزائر بهزيمتين طيلة الموسم.
ـ أفضل فريق فوق ميدانه هو مولودية وهران التي نالت 35 نقطة.
ـ أفضل فريق خارج الديار هو مولودية الجزائر التي عادت بـ 30 نقطة.
ـ صاحب أكبر عدد من التعادلات هما مولودية الجزائر وأولمبي الشلف بـ 13 تعادلا.
ـ صاحب أقل عدد من الانتصارات في عقر الديار هو نجم مقرة بـ 4 انتصارات فقط.
ـ أفضل معدل تهديف لصالح شباب بلوزداد بـ 1.9 هدف في كل مباراة.
ـ أضعف معدل تهديفي كان لاتحاد بسكرة بـ 0.4 هدف في كل مباراة.
ـ خطف مدرب شبيبة القبائل الألماني جوزيف زينباور الأضواء في مرحلة العودة حين حقق 9 انتصارات و4 تعادلات في 15 مباراة. منهيا فريقه الموسم في المرتبة الثانية.