“بناشي” طبق ينافس “حمص دوبل زيت” بقسنطينة
شاع في الفترة الأخيرة طبق يتناوله شباب مدينة قسنطينة، في البرد والحر، في منطقة رحبة لجمال، التي اشتهرت بالحمص القسنطيني، وبالرغم من غرابة الطبق الذي سمي منذ ظهوره، حوالي ثلاث سنوات بـ”بناشي”، من حيث مكوناته، إلا أن لذته تجاوزت الحدود، وسعره جعله المطلب الأول للشباب ولزوار المدينة، ومنهم السياح الأجانب كالإيطاليين والأمريكيين، الذين صاروا يتوافدون بقوة على المدينة في الفترة الأخيرة، ومن كل قارات العالم، فيتناولون الشخشوخة والتريدة والشربة الحمراء والحلويات التقليدية وأيضا “البناشي” التي خصها “يوتوبور” إيطالي بفيديو تابعه مئات الآلاف عبر العالم.
وقال رمزي عامل في مطعم صغير برحبة لجمال، لا تزيد مساحته عن مترين على ثلاثة أمتار، إن “البناشي” صار يهدد فعلا الحمص الشهير، خاصة أن الحمص يتربع على عرش مأكولات المطاعم في فصل البرد فقط، ويفقد متذوقيه في فصل الصيف، بينما يبدو “البناشي” مطلوبا في الحر والبرد والربيع، ومنهم من ينقله إلى البيت كوجبة غذاء أو عشاء أو حتى فطور في شهر رمضان.
ويشرح الطباخ رمزي بكثير من التركيز: “ما يشدّ في البناشي هو شكلها الجميل خاصة مع أصفر البيض وأخضر المعدنوس وحمرة مرق اللوبيا، وبمجرد تذوقها حتى يبرم الزبون صفقة معها أو قصة غرامية لا تنتهي.
ويضحك رمزي وهو يحكي عن الحاج عمار وهو أحد أقدم الطباخين في رحبة لجمال، من الذين انتقدوا هذه الأكلة وحاربها وأقسم بأنه لن يدخلها مطعمه الصغير حتى ولو نال منها الثراء الفاحش، ولكنه مع مرور الوقت صار يطلبها لتناولها في وجبة غذائه، بالرغم من أنه بقي مصرا على عدم إدخالها محله لمنافسة طبق الحمص الذي اشتهر به.
وأوضح رمزي أن طبق البناشي يسميه البعض “الخالوطة”، والبعض الآخر، “الشبّاعي”، ومنهم من يسميه بطبق الفقراء، لأن فيه من كل شيء، وسعره لا يزيد عن 200 دج، مهما غلى سعر البيض أو الطماطم أو البصل أو اللوبيا أو البطاطا.
وأما عن كيفية تحضيره، فالأمر بسيط ولكنه يحتاج إلى فنان يشكله بطريقة بديعة على الصحن ليقدم للزبون، أما عن مدة تحضيره فهي متعبة، عكس بقية الأطباق التي تطهى بشكل جماعي، بينما يضطر طباخ “البناشي” إلى طهي كل طبق على حدة وتزيينه.
حيث يضع البطاطا المقلية في الصحن، ويضع فوقها ما يسمى في قسنطينة بشطيطحة البصل أو “الشكشوكة” مع البصل والطماطم والفلفل مع نكهة التوابل من ملح وفلفل أسود وهريسة، ثم يصب فوقها قليلا من اللوبيا القسنطينية بمرقها اللازج، وحينها ينهي تشكيلته بكسر حبة بيض، ببياضها وصفارها وتكون دون الطهي الكامل، ويرش عليها المعدنوس، فتبدو مشهية برائحتها وطبعا بذوقها.
وأكد أصحاب البناشي من الذين تحدثت إليهم الشروق اليومي، أن سياحا من ليبيا ومن ماليزيا وتركيا وإسبانيا وأمريكا تذوقوها، ومنهم من أصر على أن يأخذ منها، واستحسنوها بزيت الزيتون والرغيف القسنطيني المعروف بـ”الرخسيس”، بينما يقول الحاج عمار بالرغم من رفضه طبخها أو بيعها، بأن ثراء الطبخ القسنطيني الأصيل، يترك بعض الشباب بالخصوص يبدع أطباقا جديدة هي في الحقيقة من قلب الأكلات القسنطينية التي وصفها بالعالمية.