-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جمعية الجاحظية تنفض الغبار عن بيتها

ماجيد صرّاح
  • 434
  • 0
جمعية الجاحظية تنفض الغبار عن بيتها
ماجيد صرّاح/الشروق أونلاين
المقر الوطني للجمعية الثقافية الجاحظية الواقع في شارع رضا حوحو.

بعد إعادة فتح مقرها الوطني نهاية العام الماضي بعد سنوات من الغلق والغياب، تحاول الجمعية الثقافية الجاحظية استعادة مكانتها في الساحة الثقافية الجزائرية والمساهمة في الحياة الأدبية والفنية في الجزائر معولة في ذلك على التكوين.

أثناء فترة نشاطها في التسعينات، كانت الجاحظية واحدة من أبرز الجمعيات الثقافية في الجزائر، حيث ساهمت في تنشيط الإبداع في المجالات الأدبية والفكرية والفنية. وذلك بعقد الندوات الأدبية والفكرية، والمعارض الفنية، إضافة إلى إصدار مجلات أدبية ونقدية منها مجلة “التبيين”، مجلة “القصيدة” ومجلة “القصة”، كما نشرت الجاحظية كذلك عديد العناوين لأسماء أدبية وثقافية ونظمت مسابقات أدبية.

إسهام كبير في الثقافة والأدب

يحدثنا عبد الحميد صحراوي، الذي استقبلنا بحفاوة في مقر الجمعية، وهو فنان تشكيلي، فيزيائي التكوين بشهادة عليا في الطاقويات من جامعة باب الزوار، عن الجمعية التي يرأسها “الجاحظية كما لا يخفى على الجميع لها تاريخ عريق. وهي تعتبر من الجمعيات الأوائل التي اعتمدت في عام 1989 ومن بين المثقفين الكبار الذين أسسوها، الطاهر وطار، يوسف سبتي، عبد الحميد بن هدوقة وآخرون ممن ساهموا في خلق ذلك الزخم الثقافي في مرحلة صعبة جدا وتمكنوا من ترسيم الجاحظية على المستوى المغاربي والوطن العربي”.

فكان للجاحظية حضور سواء على المستوى الوطني، والمغاربي والدولي من خلال تنظيم والمشاركة في تظاهرات فكرية وثقافية داخل وخارج الوطن. منها ملتقى دولي حول محمد ديب نظمته الجمعية عام 1992، أو المشاركة في مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة عام 1995.

مكتبة الجمعية الثقافية الجاحظية. صورة: ماجيد صرّاح/الشروق أونلاين

وسميت الجمعية بالجاحظية نسبة إلى الجاحظ (775-868) وهو الفقيه اللغوي والكاتب والشاعر والمؤرخ الذي عاش في العصر العباسي، والذي عرف عنه نزعته إلى القراءة والمطالعة لدرجة أنه كان يكتري دكاكين الورَّاقين ويبيت فيها للنهم من الكتب، كما أنه كان غزير الكتابة، فألّف 360 مؤلفا في مواضيع مختلفة.

المقر الوطني للجمعية يقع في حي شعبي في شارع رضا حوحو، وهو الشهيد الذي يعد واحدا من مؤسسي الأدب الجزائري الحديث المكتوب باللّغة العربية إضافة إلى نشاطه في المجال الثقافي.

وعلى بعد أمتار من ساحة موريس أودان وسط العاصمة وغير بعيد من “مكتبة الثقافة العربية”. وهو المقر الذي استفادت منه الجمعية كهبة من ولاية الجزائر عام 1993 والذي كان طيلة سنوات مقصدا “للجاحظيين” من أدباء، مثقفين وإعلاميين.

مرحلة الفراغ.. 

يعتلي مدخل المقر لوحة مكتوب عليها “لا إكراه في الرأي”، وهو شعار الجمعية. ويتكون هذا الفضاء الثقافي من بهو فيه مكتبة بها آلاف الكتب وسلالم تؤدي إلى دور علوي مطل على البهو الذي يتوسط المقر، إضافة إلى قاعة محاضرات، وقاعتين أخريين ومكتب سكريتاريا واستقبال.

منذ تأسيسها عام 1989 عملت الجمعية على تحقيق أهدافها التي حددتها بـ”المساهمة في تنشيط الإبداع في المجالات الأدبية والفكرية والفنية”، “رفع مستواه بدراسة ونقده ونشره بمختلف الوسائل”، “عقد ندوات”، و”إصدار مجلات.”

مع الوقت، عصفت عديد الأزمات بالجمعية، كالاختلافات وحتى الخلافات بين أعضائها، وشح الموارد المالية، ووفاة رئيسها الطاهر وطار عام 2010 ثم خلفه محمد تين عام 2020، وهو ما أدى لتراجع نشاطاتها ثم غلق مقرها الوطني لمدة 5 سنوات.

وهو ما يتحدث عنه عبد الحميد صحراوي “في الآونة الأخيرة مرّت الجمعية بمرحلة عويصة جدّا حيث أغلقت (مقر الجمعية) وكانت الأماكن في حالة يرثى لها. استطعنا بمساعدة بعض الأخوة ترميم هذا المقر الكبير من جديد وفتحه أواخر ديسمبر 2023”.

مدخل الجمعية الثقافية الجاحظية. صورة: ماجيد صرّاح/الشروق أونلاين

ليضيف صحراوي أنّ في هذه المرحلة الحالية والتي تلت إعادة فتح مقرها من جديد، تعمل الجمعية على استرجاع “محبي ومنتسبي الجاحظية”، كذلك بناء “قاعدة تكوينية للطفل”.

الطفل في مركز برنامج الجمعية

وسمي هذا الموسم  بـ”موسم أطفال غزّة”، وهذا يقول رئيس الجمعية “لما يجري في غزّة من اعتداءات على المدنيين الفلسطينيين لا نستطيع وصفها”. أما عن برنامجه، فإضافة إلى النشاطات الأسبوعية التي تنظمها الجمعية كل يوم سبت، من محاضرات، مسرح، وعرض للوحات الفنية، فإنها افتتحت حصصا تكوينية في الكتابة والرسم والشعر.

وخلال “موسم أطفال غزة” تسعى الجمعية إلى تنفيذ برنامج نشاطات خصص 50 بالمئة منه للطفل “الطفل الشاعر والطفل الأديب والطفل الموسيقي والطفل الفنان”. أما 50 بالمئة المتبقية من النّشاطات فتخصص للأدباء والمثقفين والفنانين، وهذا “حتى يكون هناك جسر تواصل بين الطلبة والتلاميذ والمفكرين الجزائريين”، يقول عبد الحميد صحراوي.

رئيس الجمعية الثّقافية الجاحظية، عبد الحميد صحراوي، كشف أيضا للشروق أونلاين عن تحضير الجمعية لتنظيم جائزة أحسن قصة للطفل حيث سيتم اختيار 10 قصص كتبها أطفال فائزة في المسابقة وطبعها على نفقة الجمعية وهذا تحفيزا للأطفال للإهتمام بـ”الكتابة والثقافة” يقول محدثنا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!