-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لاخضر وكيس الدقيق بـ100 دولار

جنوب غزة ترزح تحت وطأة الجوع والحصار

جنوب غزة ترزح تحت وطأة الجوع والحصار

يعيش سكان جنوب قطاع غزة في حصار تام والمجاعة تعود من جديد بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال المساعدات، فيما باتت أسواق غزة فارغة من المواد الغذائية، والأسعار ملتهبة.

ويعاني جنوب غزة تعاني من انتشار المجاعة بشكل كبير بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع الاحتلال الصهيوني لإدخال بعض المواد الغذائية والدقيق إلى الأسواق، ما دفع الناس للبحث عن بدائل الحصول على الطعام وما تبقى في الأسواق هو القليل من المواد الغذائية وهي بأسعار غالية، حتى الخضار قليلة وبأسعار مرتفعة وهي من الانتاج المحلي داخل أراضي القطاع، كما تقرر الدخول في إضراب احتجاجا على ممارسات التجار الذين احتكروا السلع ورفعوا من أسعارها لمستويات قياسية.

وتقول الصحفية سماح قديح من مخيم المواصي للنازحين: “كل النازحين يبثحون ي عن احتياجاتهم الغذائية ولكن لا يجدون شيئا. يوميا نأتي ولا نجد شيئا أصلا، الطماطم غير موجودة موجودة، ولا البطاطا ولا البصل ولا حاج ولا الأرز حتى إذا تبحث نصف يوم لا تجد الأرز. وصلنا الى هذه المرحلة لا نتحملها لماذا نعيش في هذا الوضع؟ نحن مجرد شعب عادي يريد أن يعيش وأن يعيش في سلام، يريد أن يأكل. نقوم صباحا ولا نجد شيئا للأكل. والله ما لنا غير طعام العشاء .. (نتألم) من قلة العشاء وقلة النقود وقلة الشغل والحصار الشديد”.

وأفادت الصحفية قديح، أن النازحين بالمخيم شرعوا منذ الثلاثاء، في إضراب سبب هذه الوضعية المزرية واحتجاجا على ممارسات كبار التجار، كما منعوا التجار من نصب طاولاتهم، وإغلاق بعض المستودعات، التي يتم فيها إخفاء السلع وعدم عرضها على المواطنين، الأمر الذي ألهب أسعارهاط، وأوضحت “الإضراب جاء بسبب الغلاء الفاحش في المواد الغذائية وندرتها، لا يمكن لك أن تجد شيئا لا في المنطقة الوسطى ولا في النصيرات ودير البلح وهي التي تحتوي على السوق المركزي ويقطنها مليون شخص لا يوجد فيها شيئ، إضافة إلى المواصي وخان يونس”، وتتابع ” وصل سعر البصل إلى 70 شيكل –ما يعادل 19 دولار، والبطاطا الى 50 والسكر إلى 50 شيكل كذلك، ولتر من الزيت بخميس شيكل، أما الدقيق بـ100 دولار لكيس 25 كغ…هذه أسعار لا يمكن لأحد أن يقبل بها كما لا يوجد من يملك هذه المبالغ المالية أصلا”.

وتؤكد الصحفية قديح، انه عند التجول في أسواق دير البلح ومواصي خان يونس ترى البسطات –الطاولات- فارغة من الخضروات والفواكه، رغم أن عددا من الشحنات قد دخلت المنطقة قبل أيام، ما جعلها حلمًا بالنسبة لمعظم المواطنين الذين يعانون أيضًا من الغلاء الفاحش، وانعدام السيولة النقدية، ما أدى لتعاظم المأساة والمعاناة.

وعاينت “الشروق”، في مكالمة مرئية مع الصحفية قديح، عددا كبيرا من الأطفال لحظة تسلمهم كميات من الخبز، عبارة عن تبرع من شخص من الخارج، فيما تعذر على آخرين الحصول على الخبز نظرا للعدد الكبير من الطلبات”، فيما قالت سيدة أخرى كانت في الطابور لـ”الشروق”، “لم يعد لنا ولأطفالنا من نأكله، كميات قليلة جدا متوفرة من المعلبات كالفاصولياء والبازلاء والتونة، لكن ستنتهي في غضون أسبوع، وبعدها لا نعلم ما نسد به جوعنا وجوع أبنائنا”.

ومنذ 7 ماي الماضي، تواصل دولة الاحتلال احتلال معابر قطاع غزة وإغلاقها، وتمنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع.

ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم البعثة الدولية للصليب الأحمر، هشام مهنا، أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل خطير، مشيرًا إلى أن موجة الجوع تمتد لتشمل مناطق جنوب القطاع، وليس فقط شماله.

وأفاد “مهنا” أن حوالي 1.8 مليون مواطن يعيشون في الجنوب يعانون من نقص حاد في المساعدات والسلات الغذائية، موضحًا أن السكان باتوا في حالة عوز شديد، حتى في الأساسيات مثل الدقيق، مما يتطلب وقف العمليات القتالية للسماح بإدخال المساعدات للنازحين.

وأكد “مهنا” في تصريحات صحفية تابعها مراسلنا، أن الدعم الإنساني المحدود في كل من شمال وجنوب القطاع ينذر بكارثة إنسانية أكبر.

وأشار إلى أن المنطقة الجنوبية تأوي عددًا كبيرًا من النازحين في ظروف قاسية، دون توفر المواد الغذائية أو المياه أو الرعاية الصحية أو أدوات النظافة الشخصية، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

وضع إنساني مقلق

وفي السياق، أكد المستشار الإعلامي لـ “أونروا” عدنان أبو حسنة، أن الأوضاع الإنسانية في غزة، وخاصة في جنوبها، في غاية الخطورة.

ونبه “أبو حسنة” إلى أن عدم التدفق الآمن والجاد للمساعدات يمثل تحديًا كبيرًا أمام عمل المؤسسات الإنسانية، بما في ذلك الأونروا، التي تواجه ضغطًا هائلًا من المدنيين النازحين.

وأضاف أن الوضع الإنساني مقلق، خاصة مع ارتفاع مستويات البطالة والفقر والأمراض في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات.

ودعا “أبو حسنة” إلى وقف الحرب التي تستهدف المدنيين، محذرًا من أن الأطفال والنساء وكبار السن هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذه الأوقات العصيبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!