حملات تنظيف وتشجير كبرى تغيّر وجه أحياء وبلديات
تشهد مختلف ولايات الوطن، خلال هذه الصّائفة حملة لنظافة وتزيين المحيط، انخرطت فيها الّسلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني إضافة إلى رؤساء الأحياء والمواطنين، وهي حملة نظافة “غير مسبوقة” ساهمت في تهيئة كثير من الأحياء والمساحات الغارقة في النفايات والأوساخ. والعملية لقيت استحسانا كبيرا من العائلات.
وكانت حملات النظافة وتهيئة المحيط، وإلى وقت قريب تتم بصفة فردية وغير منظمة، سواء من طرف السلطات المحلية، أم بتطوع مواطنين لتنظيف أحيائهم. ولكن خلال السنوات الأخيرة لمسنا تنسيقا وتعاونا في حملات النظافة، وبالخصوص مع ازدياد عدد الجمعيات التطوعية، وغالبيتها تنشط في مجال المحافظة على البيئة وتشجيع التشجير، وفي ظل انتشار الأحياء السكنية الجديدة من مختلف المشاريع السكنية، والتي يحرص ساكنوها على تهيئة محيطها عن طريق تبرعات مالية دورية.
وفي هذا الصدد، أطلقت كثير من ولايات الوطن حملات تنظيف وتزيين للمحيط، شاركت فيها جميع فعاليات المجتمع المدني ومواطنون.
ومنها ولاية الجزائر، والتي أطلقت حملة تنظيف واسعة تحت شعار “نتعاونوا شوية حومتنا تبقى نقية” في طبعتها الأولى شارك فيها شباب مختلف أحياء الولاية، رفقة جمعيات وعمال مؤسسة “إكسترانات”.
ولقيت الحملة التي تم إطلاقها منذ تاريخ 8 أوت الجاري، مشاركة قوية من طرف المواطنين ومختلف فواعل المجتمع المدني، إلى جانب مصالح ولاية الجزائر، التي سخّرت إمكانات مادية وموارد بشرية هائلة للحملة.
بينما تم التشديد على المواطنين بضرورة المحافظة على نظافة أحيائهم، واحترام مواقيت رمي النفايات في الأماكن المخصّصة لها، حفاظا على الصحة العمومية، وللعيش في بيئة صحية ونظيفة.
“نتعاونوا شوية حومتنا تبقى نقية”
وشاركت الجمعية الجزائرية للبيئة والمواطنة، بقوة في حملة “نتعاونو شوية تبقى حومتنا نقية” عن طريق إطلاق حملات نظافة في مختلف أحياء الجزائر العاصمة، وعنها قال عضو بالجمعية، ياسين بن سحنون لـ”الشروق”، بأن الهدف الرئيسي الذي قامت على أساسه حملة تنظيف الأحياء، هو ترسيخ مبادئ المحافظة على البيئة ونظافة الأحياء، مع تدعيم روح المواطنة والعمل الجمعوي، بالإضافة إلى غرس روح التعاون لتحقيق التنمية المستدامة.
وقال، بأن إشراك الجميع في العمل الجماعي وغرس روح التعاون من أجل المنفعة العمومية، بهدف الحفاظ على نظافة المحيط “يجعل المواطن الذي يشارك في الحملة، مسؤولا أمام نفسه وأمام الله على مواصلة عمليات التنظيف، والحفاظ على البيئة لأنه ساهم بيده في تنظيف حيه، ولن يتوانى في الحفاظ عليه مستقبلا”.
ومن جهة أخرى، تشهد عدة ولايات داخلية حملات تشجير كبرى، يساهم فيها أفراد ومؤسسات عمومية وخاصة، وبفضلها تم تحويل مساحات جرداء وقاحلة إلى جنة خضراء. وحتى بولاية الجزائر، أطلق ناشطون جمعويون نداءات للانطلاق في حملات تشجير بالعاصمة، والتي تعرف حسبهم شبه تصحر بسبب قلة الغطاء النباتي، وعدم التركيز على عملية التشجير إلا في بعض الأحياء.
وتبقى مبادرة أمام كل بيت شجرة والتي تحولت إلى اسم “الجزائر الخضراء”، أكبر حملة تشجير وطنية أطلقها صاحبها فؤاد لعلى منذ قرابة الـ 5 سنوات، والتي بدأت من مسقط رأسه بولاية باتنة.
وانطلقت إلى جميع ولايات الوطن حتى بولايات أقصى الجنوب، وانخرطت فيها فعاليات ومواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية، لدرجة يتم غرس مئات وآلاف الأشجار يوميا بولاية واحدة فقط.
وساهمت مبادرة “الجزائر الخضراء” وعبر حملاتها التحسيسية والتوعوية اليومية، في تخليص مجتمعنا من سلوكيات سلبية وغير مسؤولة ومتهورة، ومنها اقتلاع النباتات الخضراء والأشجار، عدم الاهتمام بتشجير المحيط، الحرق العشوائي للحشائش والفضلات النباتية صيفا ما يساهم في اندلاع حرائق كبيرة خاصة بالغابات وحقول القمح.