-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تستعمل تقنيات طبية بعيدا عن المعايير

صالونات حلاقة تتحوّل إلى عيادات تجميل خارج القانون

راضية مرباح
  • 853
  • 0
صالونات حلاقة تتحوّل إلى عيادات تجميل خارج القانون
أرشيف

لطالما كان البحث عن الجمال للمرأة أهم ما يشغل بالها، فلم تعد الطرق التقليدية والمواد الطبيعية تلبي الرغبة الملحة في الظهور بأحسن صورة والتمسك بشباب الوجه والمظهر لسنوات طويلة، بل أصبح البحث عن طرق سريعة النتائج أكثر ما ترجوه النساء في زمننا هذا تماشيا وما تقدمه الموضة في عالم الجمال تتماشيا مع ما تظهره مختلف وسائل الاتصال من صور للمشاهير الذين ازدادوا جمالا، رغم كبر سنهم، ولعل انتشار “الفيلر” و”البوتوكس” بصالونات الحلاقة أكثر ما شجّع الجنس اللطيف على عمليات الحقن غير مباليات بالأخطار والعواقب.

وتعرف العديد من صالونات الحلاقة والتجميل تسابقا معلنا، لتقديم خدمات تجميلية عصرية، حيث عكف أصحابها على إدخال عروض جديدة لمسايرة الموضة بعد إجراء تكوينات كتقديم حقن “البوتوكس” و”الفيلر” وهناك من أدرج خدمة “PRP” أي تقديم الحقن عن طريق البلازما بعد إجراء عمليات سحب الدم، فرغم الأخطار التي قد تلحق بصحة الزبائن غير أن الكل لا يبالي أمام الطموح الزائد للربح السريع مقابل الطلب المتواصل للحصول على وجه المشاهير..

فيديو لجنة الصحة يقلب الموازين!

وأثار فيديو نشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ضجة كبيرة بين روّادها بخصوص الوقوف على مخالفات عديدة تم ضبطها بأحد صالونات الحلاقة والتجميل بغرب الوطن من طرف لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، حيث أثبتت اللقطات وجود نشاطات طبية وشبه عمليات جراحية، استعملت مواد قد تضر بصحة الزبائن في حالة عدم تعقيمها أو إتباعها للطرق الطبية المتعامل بها، فضلا عن العثور على مواد تخدير وأخرى منتهية الصلاحية، وأظهر الفيديو وجود حقن للبوتوكس، نصف مستعملة وما تبقى منها يمكن استغلالها في وجه زبونة أخرى وغيرها من الخروقات العديدة كوجود كميات من الدم، يفترض أن توجه لأغراض عمليات PRP.

الفيديو من شأنه تحريك العديد من الجهات التي لها علاقة بمثل هذه القضايا، من خلال إجراء مراقبات دورية على صالونات الحلاقة وتقديم عقوبات للمخالفين، سيعيد نشاط صالونات الحلاقة والتجميل إلى نصابه، وإبقاء عمليات التجميل بمواقعها الأصلية لدارسي الطب والتجميل الجراحي.. وغيرها من الخروقات الأخرى التي وقفت عليها اللجنة رفقة الأمن وممثلي التجارة وطبيبة مفتشة ومنظمة حماية المستهلك والحماية المدنية وذلك بعد مراقبة 6 محلات مختصة في الحلاقة والتجميل والتدليك.

“بوتوكس” و”فيلر” منتهية الصلاحية وحلاقات برتبة دكتورة!

من جهتها، كانت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك “آبوس”، قد أكدت عبر منشورها بالفايسبوك، تعقيبا على الفيديو الأخير، أن العملية تعتبر جانبا من المراقبة لبعض صالونات الحلاقة والتجميل والتدليك للجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة لبلدية غليزان مكتب وهران. وقد وقفت اللجنة على مخالفات وممارسات طبية وشبه عمليات جراحية، حيث استعملت معدات معقدة وغير صالحة فضلا عن فيتامينات ومواد تخدير تكاد تنعدم حتى بالمستشفيات وهي مخصصة للاستعمال الاستشفائي.

ووقفت اللجنة كما أشارت إليه المنظمة، على عدم احترام شروط الحفظ والنظافة واستعمال مواد يتم حقنها منتهية الصلاحية كالبوتوكس والفيلر مع أخذ عينات من الدم وتحاليل مخبريةPRP  والطب الفيزيائي والتأهيل بدون شهادات أو تكوين مختص يسمح لهم بذلك، أما الأخطر من ذلك -تضيف المنظمة- أن بعض الصالونات أصبحت مختصة في طب التجميل والأسنان وطب الجلد من دون أدنى تكوين أو منح شهادات من طرف بعض المراكز بعد تكوين مدته لا تتجاوز أسبوعين ويكتب فوقها الدكتورة بالاسم الكامل، ثم طبيبة تجميلية!

القوانين تقنن النّشاطات المرخصة في صالونات الحلاقة

وأكّدت من جانبها، المكلفة بالتنظيم في المكتب الولائي للمكونين والمهنيين بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، اسمهان بن طيب، في تصريح لـ”الشروق”، أن قوانين الجمهورية واضحة في النشاطات المقننة بصالونات الحلاقة والتجميل، كاشفة عن مضمون الجريدة الرسمية في عددها 63، الصادرة المؤرخة في 31 جويلية سنة 2017 ضمن قرار وزاري مشترك يحدد تعليمات الأمن الخاصة المطبقة في قاعات الحلاقة والتجميل، وعن الممنوعات مثل الحقن والإبر والآلات الخاصة بالطبيب وكل ما له علاقة بالدم.

وأشارت بن طيب أن اللغط الحاصل حاليا والفوضى السائدة سيتم التعامل معها بتنظيم حملات توعية وتحسيسية، لأن القانون واضح –حسبها وتفوق مثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تفرزها المراقبات الدورية، الإعذارات أو الغرامات المالية.

وتطرقت المتحدثة لقضية النشاطات الإضافية التي تتطلب مشاورات مع الجهات الرسمية حتى تضمن للصالونات إدخال الأنواع المصرح بها أو المنع في حالة عدم مطابقتها للقوانين والتعليمات.

وعن تهافت النساء والفتيات على مثل هذه الصالونات لإجراء حقن “الفيلر” و”البوتوكس” بشكل لافت خلال هذه السنوات الأخيرة، ذكرت اسمهان بن طيب، أن مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها الانستغرام مع تقنية الفيلتر، دخلت الحياة الخاصة للجزائريين وأصبح معها هوس الجمال والبحث عن المثاليات يتضاعف تأثرا بالمشاهير، حيث لم يعد –حسبها معيار البحث عن الوزن المثالي وطول الشعر إسقاطا للجمال، بل أصبح الوجه هو الهوس الرئيس في الجمال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!