-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ضرورة الاستعداد لما هو قادم… لِنبقى!

محمد سليم قلالة
  • 2888
  • 14
ضرورة الاستعداد لما هو قادم… لِنبقى!
ح.م

ينبغي أن نُهيِّئ أنفسنا في السنوات القادمة إلى تبدلات متسارعة في أكثر من مجال إذا أردنا البقاء ضمن هذا العالم وتفادي الاندثار. يُخطِئ من يعتقد أن السياسة ستبقى هي السياسة والاقتصاد هو الاقتصاد والصحة هي الصحة والتعليم هو التعليم… كل شيء سيتبدل بسرعة فائقة في اتجاهات جديدة ينبغي رصد مؤشراتها من الآن بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا والجراثيم الأخطر والأكثر فتكا من “كورونا”….

في ظل وجودها سيُصبح الحديث عن  الديمقراطية وحقوق الإنسان بالمقاييس الغربية المتعارف عليها اليوم من الماضي، ذلك أن نمطا جديدا من الحكم سيفرض نفسه باعتباره الأقدر على مواجهة الأزمات وحماية البشر. وسيكون هذا النمط في أغلب الاحتمالات مستلهما من تجارب الدول التي تمكنت أو ستتمكن من مواجهة الأوبئة والأزمات الجديدة، حيث الدولة استعادت دورها، والسلطة المركزية أصبحت هي من تقرر وتتحكم فيما ينبغي أن يكون للناس من حقوق وما لا ينبغي.

كما سيُصبح الحديث عن الحرية الاقتصادية وعولمة السلع والخدمات من الماضي أيضا، ذلك أن قوانين جديدة ستَحْكُم الاقتصاد العالمي، وقِوى غير الاحتكارات التقليدية ستَتَحكَّم فيه، ولن تستطيع القوى الصغرى التي لم تُحسِن التكيف سوى الانصياع، والاكتفاء بالدور الذي ستكلَّفُ به من قبل الأكثر قدرة على الاستمرار.

وكذلك التعليم والصحة والحياة الاجتماعية  والثقافية برمتها ستعرف تغييرات جوهرية مختلفة كل الاختلاف عما تعتقد بعض القوى السياسية اليوم أنه سيكون من أهدافها المستقبلية، باعتبار  أن المستقبل القادم لن يكون أبدا صورة لما كان عليه ماضي الآخرين الأكثر تقدما وتنظيما وقوة، أي القِوى الغربية المعاصرة…

لن  يتكرر النموذج الغربي ثانية.

أي أننا سنجد أنفسنا مضطرين لدخول عالم الموجة الخامسة الذي توقعه كثير من علماء الاستشراف والدين وكُتُاب الخيال العلمي، حيث ستتبدل طبيعة الدولة والسلطة والمجتمع  وأدوات الصراع والتعاون زمني الحرب والسلم.

كيف سيكون موقعنا ضمن هذا العالم الخامس، ونحن مازلنا نُراوح مكاننا عاجزين حتى عن إدارة الدولة بأساليب عصر ما قبل الموجة الثانية؟ كيف سيكون حالنا وحال الشعوب العربية والإفريقية والمسلمة عامة، تلك التي مازالت لوحدها تتطلع لديمقراطية أمريكية أو فرنسية تحتضر وتعتبرها هي المستقبل المأمول!؟

إنها بالفعل إشكاليات حقيقية وليست وهمية ينتظرنا التعامل معها بجدية إذا أردنا تجنب الاندثار، وبأسوأ طريقةْ في العقود القادمة…

إننا في حاجة إلى إطلاق تفكير جماعي مُعمَّق للإجابة عن أسئلة تتعلق بطبيعة الدولة والسلطة وحقوق الإنسان وأساليب الدفاع عن النفس وأشكال الحروب القادمة ووسائل التكيف والاستمرار في الوجود في جميع المجالات…

إنها ليست مزحة، ولا انغماسا في الخيال، أو هروبا من الواقع، أو تنصلا من المسؤولية، بل حقيقة جادة حقيقة “كوفيد 19”.. وحقيقة الفيروسات والجراثيم والبكتيريا التي ستظهر بعده في السنوات القادمة، والتي لن تكتفي بحجرنا في البيوت، بل بحجر الماء والهواء عنّا… حتى نقول ما ألطفَكَ يا “كورونا.”…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • بن مداني عبد الحكيم

    يحدث التغير في موازين القوى العالمية اما نحن سنظل تابعين نحن أطراف مستهلكة

  • sinbad

    اود تحليل مضمون خطابكم، فهل تسمحون بذلك؟

  • عيساني خثير

    من الطبيعي ان يعد االانسان العدّة ثم يتوكل على الله في بلادنا لم يعد مسؤولونا العدّة ولم يتوكلوا على الله فبقينا اسفل سافلين ومازال في أذهانهم ان البترول سوف ينقذنا من الانهيار وكانهم لايعرفون ان العالم بعد كورونا لن يعتمد على البترول

  • جزائري

    هناك تصور افتراضي اخر وهو ان كورونا ارهاص من ارهاصات قيام الساعة . وجه الشبه هو 1. الناس سواسية امام كورونا وهكذا يكون الناس سواسية ايضا يوم القيامة. 2. يوم القيامة كل واحد يلتهي بنفسه خوفا مما سيحدث وهذا ما يحدث مع كورونا وها هي اوروبا تدير ظهرها لايطاليا رغم محنتها لان كل واحد منشغل بما هو فيه وخاءف من القادم. 3. لا احد يعلم نهاية مطافه تماما كما غي يوم القيامة . 4. الانسان لم يعد قادرا على فعل اي شيىء تجاه ما يحدث تماما كما في يوم القيامة وقد سمعت طبيب بريطاني يتحسر قاءلا من المحزن اننا كاطباء لا نستطيع فعل اي شيىء . ربما نحن ازاء نموذج افتراضي من يوم القيامة الاكثر جدية بل الاحق .

  • عيسى العزاوي

    المشكلة التي يعاني منها العالم الإسلامي، وكله يندرج تحت تسمية الدول المتخلفة، انه لا يوجه تفكيره، حاليا، إلى إستشراف المستقبل ،وإن أراد ذلك، لأنه منكب على توفير لقمة العيش اليوميه ?

  • دوادي

    (ذلك أن نمطا جديدا من الحكم سيفرض نفسه باعتباره الأقدر على مواجهة الأزمات وحماية البشر.....والسلطة المركزية أصبحت هي من تقرر وتتحكم فيما ينبغي أن يكون للناس من حقوق وما لا ينبغي...)
    و هذا يتفق مع أهم ما جاء في رسالة الرئيس إلى مستخدمي الصحة : العالم بعد كورونا لن يكون كما هو الآن ! و المؤسف ان الكثيرين ممن لا يفقهون ابسط مفاهيم و تعاريف الدولة يخوضون في ما موراء ذلك.

  • Karim

    الأقلية التي تملك 90% من ثروات العالم لن تتخلى بسهواة عن مصالها و لو أدى ذلك إلى كوارث عالمية يكون ضحيتها نصف سكان العالم.فما هو الحل للنجاة من طغيان هذه الأولغارشية المتكونة من المال اليهودي الربوي و من رأس المال المتوحش المسيحي؟

  • مواطن

    يجب أن لا نستعجل في استخلاص الدروس الى أن تمر عاصفة كورونا كاملة. فمثلا هناك من يمجد النموذج الصيني و هذا خطأ جسيم. صحيح أن الغرب بدا مرتبكا و قليل الحيلة و لكن ما ألاحظه خاصة قي أمريكا هو كيف يقومون باستخلاص الدروس و اتخاذ الاجراءات و تجميع القدرات بما فيها البحوث الطبية و تكييف الصناعات لانتاج المعدات الطبية اللازمة و خاصة الكاشفات و ادوات الحماية و أجهزة التنفس. و لكن الأهم هو أنهم يتكلمون الآن على إعادة توطين الصناعات و تقصير سلاسل التوريد. و هذا كله مؤشر على التغييرات القادمة التي لن تكون في مصلحة الصين خاصة و أن الغرب يحملها مسؤولية هذا الوباء بسبب عاداتها في الاكل و عدم شفافيتها.

  • ALMANZOR

    انتهى زمن الدكتاتورية الذي سيطرت فيه الانظمة السياسية، و انتهى زمن الديمقراطية الذي كانت فيه السيطرة للبنوك و ارباب المال، و ها نحن ندخل عصر المعلوماتية و الذكاء الاصطناعي الذي ستكون فيه السيطرة لعمالقة التكنولوجيا مثل غوغل، هواوي و تسلا.
    و أما الدول المتخلفة فيقال لهم : " نوموا و لا تستيقظوا***فما فاز إلا النُوَّم"

  • ابن الجبل

    البقاء للأقوى ، شئنا أم أبينا !. العالم كله ، استقبل وباء كورونا بامكانيات هائلة ، مادية وبشرية ، ولم ينج من ذلك ...!! أما نحن فكان استقبالنا له، بأيد فارغة ،وامكانيات بسيطة . اللهم الطف بنا... !. اذن استعدادنا للقادم يكون بالعلم والانضباط وحسن التسيير . المؤمن لا يلدغ مرتين ، ولكن نحن لدغنا عدة مرات ،ولم نحفظ الدرس بعد !!. فالى متى ؟!.

  • محمد حشيش

    مقال شاف وكاف لاءحوالنا.حياك الله يااستاذنا وسدد خطاك

  • جزائري

    كورونا أو لا كورونا ، لن يتغير شيء في الجزائر ، نفس المافيا التي حكمت منذ 62 ستظل موجودة ، تتغير الوجوه ولكن الطبيعة و السلوك بقية على حالها.

  • جزائري حر

    ولاه كاش ما خلاونا ولاد فرنسا نهزو روسنا (وكلاء فرنسا)

  • لزهر

    بدأت الحرب العالمية الأولى و الثانيه في أروبا وكان سببها الكبار على الجانبين و ستنتهي الثالثة هنا كذالك و يشارك فيها الجميع من كل الجوانب.