-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فاشهدوا…!

عمار يزلي
  • 3047
  • 0
فاشهدوا…!

الاستعمال المفرط لسلطة السياسي والإداري والأمني والمال السهل، وسحب ذلك على كل مناحي المجالات الحيوية في البلاد، هو ما جرّ هذا البلد إلى ما نحن عليه من انعدام قيمة العمل وقيمة العلم، فعندما يتدخل السياسي في العلم ويتدخل الأمني في التعليم وتتدخل الإدارة والمال في العلماء، اعلم حفظك الله، كما يقول ابن خلدون، أن العلم ما عاد يعمل! وعندما لا يعمل العلم، لا شيء آخر يعمل خارج دائرة “العمل المافياوي” ينطبق هذا على كل القطاعات الأخرى. لهذا، قلّت قيمة العلم عندنا وقلّ معها العمل بالعلم وأصبحت الشهادات لا قيمة لها، تُمنح في البلدية كأية وثيقة حالة مدنية، وسوف نعرف كثيرا من التدهور مستقبلا إن نحن بقينا على هذا النهج.

نأتي إلى مصير الجامعة بعد تعميم “الآلام ده” فلقد قلنا ونكرر ما قلناه، إن “الإصلاحات التعليمية عندنا” كانت دوما مرتبطة بما يجري في فرنسا أصلا بداية من إصلاح 71 وإلى اليوم، فنحن لا نقوم إلا “بالغش” وننقل ما يفعله الآخرون لصالح اقتصاد بلدانهم، والذي لا يكون بالضرورة صالحاً لاقتصاد بلدنا.. هكذا، سوف نجد أنفسنا أمام ملايين الحاملين للدكتوراه لا تصلح حتى لإشعال مجمر النار أو 10 “دنا نار” كاوكاو للأسف، وسيكون هذا الجيش قادرا على غلق الوزارة والحكومة والجامعات كلها مطالبين “بحقهم” في التوظيف بالجامعات “من أجل تطوير التعليم العالي”.. نحو الأسفل، وقد بدأنا نرى ذلك وسنرى أكثر!

نمتُ على هذا التخوّف لأجد نفسي أجري وأهكش وأسعى مع تسعة، لأكوّن ملفا للتوظيف بالجامعة بعد أن حصلت على الدكتورة “آلام ـ ده” حصلت على شهادة الميلاد من الداخلية وشهادة أن لا له إلا الله من وزارة الدين، وشهادة “الغش” من وزارة “النقل” وشهادة “السياقة” من وزارة الصحة (نعرف نسيّق!) وشهادة حسن “السلوك” من شركة الكوابل المعدنية، وشهادة “الوسخ” من وزارة العدل وشهادة الباك من وزارة المجاهدين والليسانس من نفطال وشهادة شرفية “العلم نور” من سونلغاز وماستر من “جامعة مصطفى غير هاك” ودكتوراه من جامعة بني أمية! ملف ثقيل يسمح لي أن أكون أستاذا “مهادرا” بعد عام لما أتقدم بملف التأهيل من خلال منشورات أنشرها “على حبل الغسيل” كما ننشر ألبستنا الداخلية.. في الخارج!. المشكل، أني وقعت في لجنة سماع رئيسها بروفيسور كبير سامط.. وحمار! قال لي: أكتب اسمك بالعربية والفرنسية في السبورة.. فكتبت اسمي “موراد” وبالفرنسية “Mourrad “، فتهكّم الجميع مني، رغم أني كنت لابس مليح.. الـ Gel في الشعر، وسلسلة ذهب وخواتم تبهر، وحبة آريني في الكرع ومرشق بقارو كيف وحبة إكستا وحبة سروال لايكيدو وقمجة ستافسكي وكرافاطا طاليان! داخو في!.. لابس خير منهم وشباب عليهم! غاروا مني ومنعوني من الدخول للتدريس في الجامعة، ماذا أفعل؟ خرجت وأغلقت الجامعة مع أصحابي وزملائي في الحومة من الشباب إياهم.. 3 أيام لم نترك أحدا يدخل أو يخرج رغم الشرطة والماء والغاز إلى أن رضخت الوزارة وأمرت بإنجاح كل من يحمل ملفا مثل ملفي أو أقل! أما من عندهم ملف أكبر، فهربوا إلى الخارج، وأما القدماء من الشيوخة البغولة، فاستقالوا أو خرجوا تقاعد لكي يتركوا أماكنهم للجيل الجيد.. جيل الـ Gel! والراحة والمال.. وقلة العلم و.. الأعمال!

وأفيق وقطتي بجانبي “تهدر”.. قلت لها: ديري ملف تأهيل، وروحي ديري “أستاذ مهادر” علاه هوما خير منك؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • la creche نتاع لمساطيش

    كان من المفروض ان تكون صياغة الفقرة الاخيرة هكذا : ومنعوني من الدخول للدرس دراس الحمير في الجامعة ، أو الدريز اي كثرة الهدرة .........

  • الورثلاني

    خير البلية ما اضحك. شكرا.

  • جمال

    هذا وضع الجامعة الآن..وليس غدا..