-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا غفران ولا هم يحزنون!

جمال لعلامي
  • 4137
  • 3
لا غفران ولا هم يحزنون!

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال بالفم المليان: “لا نكران.. لكن لا ندم”، وهذا يعني فيما يعنيه، أن فرنسا لا تنكر جرائمها الاستعمارية بالجزائر، لكنها “غير نادمة عليها”، وبالتالي فإن شرح المفردة التي وردت على لسان ماكرون، تفيد بأن فرنسا معترفة لكنها لن تعتذر!

الاعتراف بالجريمة وعدم نكرانها، وعدم الندم ورفض الاعتذار من “الضحية”، هو أكبر استفزاز للشعوب التي ذاقت الأمرّين لسنوات طويلة تحت وطأة المستعمر المستدمر الغاشم، والظاهر أن ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي “الشاب”، هو تطور جديد في تصريحاته، فكان بالإمكان أن يقول مثلا: “لا نكران..” دون أن يضيف “لكن لا ندم”!

فعلا، الفرنسيون اتفقوا على ما قاله “ساركو” ذات يوم: “الأبناء لا يعتذرون عن أخطاء آبائهم”، وقاله بلا “حشمة” أخطاء، بدل أن يقول جرائم، وفي ذلك استفزاز آخر، واستحمار آخر، فعندما تتحوّل الجريمة إلى مجرّد خطأ، فمن البديهي أن يصبح المجرم مجرّد “هاو” لا يطاله القانون والعقاب!

فرنسا تريد أن تـُنسي الجزائريين جرائم المستعمر، بمشاريع “بيجو” و”شنايدر” واستيراد التفاح والتوظيف في الشركات الـ450 المتواجدة بأرض الشهداء، ضمن اتفاقيات التعاون الاقتصادي، وصدق هنا، وزير المجاهدين، عندما يقول بأن الجزائر لا تتوسّل من أجل الاعتذار عن جرائم المستعمر!

مشكلة “فافا” لا تقتصر في التهرّب من الاعتذار، لكنها تقصد في كلّ مرّة تكرار “العزة بالإثم” بمشهد جديد من محاولات الإفلات من العقاب، ولذلك، يسعى نواب وسيناتورات فرنسا إلى “تقنين” زيارات “الحركى” إلى أرض الأحرار والشهداء الأبرار، تحت غطاء “تنقل الأشخاص والتبادل الثقافي”!

مازالت لوبيات نافذة وقوية داخل الاليزيه، تعتقد واهمة بأن للمستعمر “دورا إيجابيا”، من باب التعليم والبناء و”التثقيف” وغيرها من الخزعبلات التي يُراد لها أن تطمس الحقائق التاريخية، وتدفن الشواهد على الجرائم التي لا تغتفر للمستعمر ولن تسقط بالتقادم أبدا!

“جيل الثورة” الذي اشترط كوشنير يوما “انقراضه” من أجل تحسّن العلاقات وتطوّرها بين البلدين، متجاهلا أن “جيل الاستقلال” لا يختلف في مضمونه وقالبه عن جيل بن مهيدي وبن بولعيد وعميروش وعلي لابوانت، وغيرهم، وإن تحاول دوائر فرنسية من الحين إلى الآخر ركوب موجات معزولة لإعطاء تفسيرات هلامية، مثلما حصل مع “طابور” المركز الثقافي الفرنسي!

نعم، هناك “وصمات عار”، لكنها تبقى في جبين مقترفيها، وهي أفعال وأقوال معزولة وشاذة، وطبعا الشاذ يُحفظ ولا يُقاس عليه، سواء تعلق الأمر بطابور “الفيزا” أو حتى “الطابور الخامس”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • توفيق

    السلام عليك
    فمن فضلكم اخفوا عوراتهم بارك الله فيكم

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    ناس زمان قالوا
    سئل أب ابنه عن شعوره نحو زوجته الثانية؟
    ... " تبغي مُـــك ولا مَـــرت بـــَـابــَــاك ؟
    فرد الابن
    .. نبغي مـــرت بـــابا ولي في القــلب راه في القــلب
    وشكرا

  • نصيرة/بومرداس

    كل الرؤساء السابقين...لم يعتذروا..ماكرون ليس الاول ولن يكون الاخير...ياتي طمعا في الاستثمارات وليس حبا في الجزائر.