مراكز تنهي تصحيح “البيام”.. وأخرى باشرت “تصحيحا ثالثا”

أنهت جل مراكز التصحيح، التصحيحين الأول والثاني لأوراق إجابات المترشحين في امتحان شهادة التعليم المتوسط، دورة جوان 2025، بحيث أشارت نتائج أولية إلى محافظة مادتي اللغة العربية والعلوم الطبيعية على صدارة المواد من حيث المعدل العام، إذ حقّق عدد معتبر من التلاميذ درجات مرتفعة، مما يعكس مستوى أداء جيّد في هذه المواد.
وفي مقابل ذلك، لا يزال التصحيح الثاني جاريا ببعض المراكز في مواد التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية، في حين لجأت مراكز أخرى إلى تصحيح ثالث وأخير لأوراق الإجابات في ثلاث مواد فقط لحد كتابة هذه الأسطر، ويتعلق الأمر بالرياضيات والعلوم الفيزيائية واللغة العربية.
أفادت مصادر “الشروق”، أن معظم المراكز قد أسدلت الستار على التصحيحين الأول والثاني، بفضل مثابرة واجتهاد الأساتذة المصححين وقدرتهم على الاستمرار في العمل بكفاءة خلال ساعات طويلة ودرجات حرارة مرتفعة، والتأطير المحكّم لرؤساء المراكز الذين أثبتوا وجودهم ميدانيا في جميع الظروف، باستثناء مادتي التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية، اللتان لا تزالان، لحد الساعة، تخضعان لتصحيح ثان من قبل لجان تصحيح مغايرة وبقاعات تصحيح أخرى، غير التي جرى بها التصحيح الأول، وذلك قصد إضفاء أكثر شفافية على العملية، وتحقيق بذلك مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع، خاصة وأن الأساتذة يتعاملون مع “رموز” وليس مع أسماء وألقاب.
العربية والعلوم الطبيعية يتصدران النتائج
ومن هذا المنطلق، لفتت مصادرنا إلى أن النتائج الأولية للتصحيح، قد سجلت محافظة مادتي اللغة العربية والعلوم الطبيعية على صدارة المواد من حيث المعدل العام، إذ حقّق عدد معتبر من التلاميذ درجات مرتفعة، مما يعكس مستوى أداء جيّد في هذه التخصّصات، ويشير أيضا إلى قدرة الميدان التربوي على تحقيق نتائج إيجابية متى توفّرت الاستعدادات اللازمة.
..وتحسّن ملحوظ في مادة الفرنسية
في حين، سجلت اللغة الإنجليزية تراجعا ملحوظا، على عكس السنوات السابقة، بينما تحسّنت نتائج اللغة الفرنسية من ثلاثة إلى نقطتين، هذا التبدّل فتح نقاشا حول مستوى تدريس كلتا اللغتين في المؤسسات التعليمية.
التاريخ والجغرافيا “تصنع” المفاجأة في “بيام 2025”
وأما بالنسبة لمادة التاريخ والجغرافيا، فقد تمكّنت من صنع المفاجأة، حيث حقّق بعض التلاميذ العلامة الكاملة 20/20 لأول مرة، وهي النتائج الأولية التي أعطت إشارات إيجابية حول مدى جاهزية المتعلمين للتعامل مع المفاهيم التاريخية والجغرافيا.
تراجع النتائج في الفيزياء والإنجليزية
وعليه، وخلافا لباقي المواد، أوضحت مصادرنا بأن نتائج العلوم الفيزيائية قد بقيت دون التوقعات، حيث اتسمت بالتفاوت الكبير بين المعدلات، وهو ما أثار قلق أساتذة المادة حول جودة التحضيرات السابقة وخطط التدريس ذات الصلة، ما يستدعي مراجعة منهجية؛ من خلال إعادة النظر في برامج الدعم والتقويم المستمر خلال السنة الدراسية، وربما الأطراف المسؤولة ستوجّه تعليماتهم للمدارس لتكثيف تحضيرات التلاميذ.
وبخصوص نسبة النجاح الأولية، أبرزت ذات المصادر، بأنه تم تسجيل تفاوت كبير وتباين ملحوظ بين المراكز، بحيث سجلت مراكز نسب نجاح مرتفعة بلغت 63 بالمائة، بينما لم تتجاوز نسب النجاح بمراكز أخرى 37 بالمائة.
هذا التفاوت في النتائج يعيد إثارة النقاش حول الفوارق التربوية بين المناطق وشبكة المؤسسات التربوية، ما يضع مسؤولية على الجهات الوصية، لتقديم الدعم اللازم خصوصا في المناطق الداخلية أو الأقل تجهيزا، خاصة وأن بعض المدارس بحاجة إلى دعم إضافي لتعزيز التحصيل وجعله أكثر إنصافا على المستوى الوطني.
ولأجل ضمان شفافية تامة للنتائج النهائية لامتحان شهادة التعليم المتوسط، يقترح مختصون في الشأن التربوي ضرورة تعزيز دعم المواد المتعثرة، بإجراء حصص دعم مركّزة في مادة الإنجليزية والفيزياء بداية من شهر سبتمبر المقبل، إلى جانب تنظيم فرق دعم للمراكز الضعيفة، من خلال تزويد المصححين باللوازم الضرورية، وكذا منح المصححين حقوقهم المادية والبيئة المناسبة، بتوفير مياه وساعات راحة منظمة.