مستوردون يسيطرون على تسويق الإنتاج المحلي من الأسمدة!

قررت وزارة الطاقة والمناجم اتخاذ إجراءات للحد من الاختلالات التي يعرفها سوق الأسمدة في الجزائر، وقدمت تطمينات للمتعاملين في القطاع بإنهاء سيطرة مستوردين على تسويق الأسمدة المنتجة محليا منذ أشهر، كما وعدت بالنظر مع المصانع لتسويق الإنتاج لجميع المتعاملين في القطاع بالتساوي والعدل سواء كانوا خواص أو عموميين.

في هذا السياق، أفاد كمال قاسمي رئيس الفدرالية الوطنية لموزعي المواد الفلاحية والأسمدة أنه التقى وأعضاء فيدراليته، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب في جلسة عمل، مشيرا إلى توجيهات أصدرها هذا الأخير لمسؤولي شركة الأسمدة “فرتيال”، للحد من الاختلالات المرتبطة بتسويق الأسمدة، وخصوصا ما تعلق بغياب المنافسة في السعر بين فرع التسويق التابع للشركة “أسفرت ترايد” وبقية المتعاملين المؤهلين.

وزير الطاقة يلتقي المتعاملين ويعد بتصحيح الاختلالات

وحسب قاسمي، فإن المتعاملين وجدوا أنفسهم في مواجهة غير عادلة مع فرع “فرتيال” الذي يسوق منتجات بنفس سعر الخروج من المصنع وهو أمر لم يستطع المتعاملون الآخرون مجاراته، لأنه لا يمكن البيع بالخسارة حسبه، موضحا أن الوزير شدد على الاحتكام لمنطق المنافسة الشريفة ومعاملة الجميع على قدم المساواة سواء كانوا من القطاع العمومي أو الخاص.

وفيما يتعلق بمنتجات شركتي “سورفارت” والشركة الجزائرية العمانية (أ.أو.أ) للأسمدة المتواجدتين بالمنطقة الصناعية بأرزيو بولاية وهران، أوضح المتحدث أن الوزير محمد عرقاب قدم تطمينات بمعالجة القضية بحلول شهر جوان المقبل، وتمكين جميع المتعاملين المؤهلين طبعا، من النشاط وشراء المنتجات من الشركتين، ووضع حد لسيطرة قائمة المستوردين على شراء الإنتاج من مصنعي وهران.

وكشفت عريضة وجهتها الفدرالية سابقا للسلطات العليا للبلاد قبل أسابيع، اطلعت “الشروق” على نسخة منها، أن قائمة لمتعاملين لها سجلات تجارية بصفة “مستورد” هي التي سيطرت على شراء إنتاج  شركتي “سورفارت” و”أو.او.أ” من الأسمدة الآزوتية (اليوريا 46 بالمائة)، وإقصاء لبقية المتعاملين في شراء وبيع وتوزيع الأسمدة.

وتساءل رئيس فدرالية موزعي المواد الفلاحية والأسمدة، كمال قاسمي، كيف لمتعاملين هم في الأصل مستوردون، أن يسيطروا على تسويق إنتاج مصانع تنتج محليا، لأن الأصل في المستورد هو جلب السلع والبضائع من الخارج وتسويقها داخل الوطن، وليس شراء منتج مصنع محليا وبيعه في السوق المحلية.