-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مشاريع السكك الحديدية على السكة

عمار يزلي
  • 6105
  • 0
مشاريع السكك الحديدية على السكة

من معالم التنمية الشاملة على أسس جديدة ومتناغمة مع المتطلبات الجديدة والعصرية في بلادنا، الاهتمام الكبير والبالغ بتكثيف شبكة السكك الحديدية الذي ظل سنوات حبيس خطوط قديمة أحادية الاتجاه، مهترئة في كثير من النقاط والأماكن، وتتعرض كل سنة للتآكل والصدأ.

هذا المشروع الضخم العملاق الذي تتجاوز مقدراته التنموية مستقبلا الطريق السيار شرق غرب، كان رئيس الجمهورية قد أعلن عنه في برنامجه الانتخابي سنة 2019، لاسيما الخط شمال جنوب وخط الهضاب العليا. هذا المشروع هو الآن قيد التجسيد والإنجاز على أرض الميدان بكفاءات عالية وآليات وتقنيات حديثة بأياد جزائرية مكوَّنة في الداخل والخارج مع الشركاء الأجانب خاصة الإيطاليين. مشاريع ضخمة تتطلب أموالا ضخمة وعتادا ومعارف تقنية وآليالت وتكنولوجيات حديثة في كل المجالات وتوفر أعدادا كبيرة من اليد العاملة أثناء الإنجاز وبعد الاستغلال.

نحو 3 آلاف كلم من الخطوط الحديدية موجودة اليوم ضمن شبكة المواصلات ونقل البضائع، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم في المدى القريب إلى 5 آلاف كلم من الخطوط الحديثة والمستحدَثة المكهربة والعادية والمزدوجة وأحادية الاتجاه، على أن يبلغ في الآفاق المنظورة نحو 15 ألف كلم من الخطوط تغطي كامل التراب الجزائري.

هذا الإنجاز، والتفكير في تحقيقه لوحده، أحدث ثورة وطفرة مما سيعود بمنفعة ضخمة مستقبلا في عالم المواصلات ونقل الأفراد والبضائع والتبادل التجاري ونقل المواد الخام والمواد التجارية عبر شبكة وطنية مرتبطة بمحطات حديثة بُنيت على أسس ومعايير عمرانية وتقنية عصرية دولية، لاسيما محطة بوقزول التي يعوَّل عليها لتكون نقطة الربط بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب ضمن خط الهضاب وباقي المدن الداخلية.

الموانئ الحديثة والمستحدَثة، هي الأخرى رُبطت وتُربط حاليا بخطوط حديثة لنقل البضائع والأشخاص، إذ سيكون ميناء وهران ومعمل الحديد بها، أوَّل مستقبِل لشحنات حديد غار جبيلات إما للتصنييع المحلي أو للتصدير الخام نحو بلدان صديقة مثل روسيا والصين، في انتظار تمكُّن الصناعة التعدينية الجزائرية من الوصول إلى درجة القدرة القصوى لأعلى استغلال المناجم التي بدأت تنتعش بعد شبه كساد وأحيان إغلاق كلي.

ماذا يعني كل هذا؟ يعني بكل بساطة أن الجزائر تسير على قدميها بخطوات حثيثة، وأن التنمية الشاملة اليوم هي عنوانٌ عريض وطويل أساسه العمل ولا شيء غير العمل بلا ضجيج سياسي كبير رغم كثرة الألسنة التي لا تعرف إلا الخمول والتجريح والتذمُّر، في الوقت الذي نرى فيه رجالا في أعماق الصحارى الكبرى وتحت الأنفاق الضخمة وفوق أعالي الجبال وفوق الوديان، يشيِّدون أكابر الجسور والأنفاق العابرة لبلد بحجم قارة نحو تمنراست والبلدان المجاورة على ثلاثة خطوط رئيسة: خط عين صالح، خط تمنراست، خط أدرار، قدوما من الأغواط وغرداية والجلفة وباقي المدن التي تُربط بالعاصمة وبموانئ كبرى في الشرق والغرب والوسط. هذا بالإضافة إلى خط تلمسان، بلعباس، سعيدة، تيارت، تيسمسلت، فالعاصمة، فبوغزول، باتجاه تبسة في أقصى الشرق.

هذا الإنجاز كان مجرد حلم لدى كثير منا الذين كنا نطالب ونتمنى على الأقل أن تفكر الجزائر الجديدة في تعزيز شبكة خطوط السكة الحديدية بالتزامن مع فتح شبكة طرقات عصرية شمالا وجنوبا، ذلك لأنَّ التنمية هي تنمية شاملة ولا يمكن للتنمية الشاملة أن تنجح من دون إحداث ثورة ضخمة في مجال المواصلات ونقل البضائع وتسويق المنتَجات واستقبال المواد الخام من المعامل والمصانع لتخفيف التكلفة وتقليص الزمن وربح معركة الوقت والإنتاج والنوعية وبلوغ مرحلة التصدير خارج المحروقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!