-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات تبدأ بتحضير أبنائها للدراسة وجمعيات تجمع المساعدات

معركة استقبال الدخول الاجتماعي تنطلق!

وهيبة. س
  • 1947
  • 0
معركة استقبال الدخول الاجتماعي تنطلق!
أرشيف

بدأ العد التنازلي للدخول الاجتماعي، وبدأ معه استعداد المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، لتقديم التسهيلات اللازمة والدعم النفسي والاجتماعي، وتهيئة كل الظروف اللازمة للتقليل من الضغوطات، والمشاكل التي قد تجعل العائلات الجزائرية على صفيح ساخن.
ورغم أن موسم الاصطياف لم ينته بعد، إلا أن أغلب الجزائريين، بدؤوا يخططون لاستقبال الدخول الاجتماعي القادم، ويعبرون عن انشغالاتهم ببعض المشاكل والمصاريف التي تنتظرهم مع هذا الدخول، خاصة في ما يتعلق بدراسة أبنائهم.

هاجس “الباك” يسبق الدخول الاجتماعي!
وانطلقت الكثير من المدارس الخاصة، والمعاهد، ومؤسسات الدعم في الدروس الخصوصية، في سباق محموم من الآن، حيث ملأت إعلاناتها صفحات التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، والكل، بحسب هذه الإعلانات، يريد أن يستقطب أكبر عدد من المسجلين.
وتكررت كلمة “باك 2024″، عبر أغلب الإعلانات، إلى درجة أنها تركت تأثيرها منذ الآن في نفسية التلاميذ المقبلين خلال الموسم الدراسي القادم، على امتحان شهادة البكالوريا، وبهذا الأسلوب، لجلب الراغبين في التسجيل، استطاعت الكثير من المدارس الخاصة ومعاهد ودورات الدعم، لفت انتباه العائلات التي تعول على نجاح أبنائها في الدراسة.
ودخلت على خط هذه التسجيلات، الدورات المجانية وغير المجانية خلال شهر أوت لتقدم دروسا في بعض المواعيد العلمية الخاصة بالمترشحين لشهادة “الباك 2024″، حيث بدأها من الآن بعض الأستاذة وتلاميذ نجحوا سابقا، لتجعل من هاجس البكالوريا يسبق الدخول الاجتماعي!
والاستعداد دائما للدخول الاجتماعي عند العائلات التي لها أبناء متمدرسون، حتم على بعضها، التفرغ إلى استخراج الوثائق، وتسجيل أطفالها في مدارس الدعم، وشراء ما يلزم من ملابس وأدوات مدرسية، كعملية استباقية، تحسبا لارتفاع ممكن في أسعار هذه المستلزمات، فكل ما يتعلق بتعليم الأبناء انطلق التأهب له من الآن.

جمعيات تجمع التبرعات لمساعدة العائلات المعوزة
وأكدت الكثير من الجمعيات الخيرية لـ”الشروق”، إعلان بداية برنامجها، المتعلق بالإعانات الخاصة بالدخول الاجتماعي، حيث تأتي المحافظ والمآزر والكتب القديمة للمنهاج المدرسي، في مقدمة قائمة التبرعات المطلوبة حاليا، مع العد التنازلي لتاريخ بداية الدراسة، وفيما تدعو بعض هذه الجمعيات إلى دعمها من طرف السلطات المسؤولة، حيث قال رئيس جمعية “الآفاق الخيرية”، مسعود عزة لـ”الشروق”، إن الكتب المدرسية القديمة مطلوبة بكثرة هذه السنة من طرف العائلات المعوزة والأرامل اللواتي لديهن أبناء يدرسون، داعيا إلى مزيد من الدعم لمثل هذه العائلات، خاصة أن الدخول الاجتماعي هذه المرة سيكون بحسبه، الأصعب من حيث ارتفاع أسعار الكثير من السلع.
واقترح فكرة مساعدة جمعيات لا تلحقها تبرعات كثيرة، بسلع ومنتجات تم حجزها من طرف السلطات في الحدود، أو عند المضاربين، على أن تكون هناك دراسة ومعرفة سابقة بمشاكل كل منطقة، من خلال قائمة لوضعية عائلات كل بلدية.

خياطة 5 آلاف مئزر من طرف المساجين
وفي سياق الموضوع، اتخذ الهلال الأحمر الجزائري، من الآن كل الإجراءات لجعل الكثير من العائلات المعوزة تستقبل الدخول الاجتماعي بأريحية، من خلال دعمها بالمساعدات الإنسانية، حيث أكدت رئيسة الهلال، ابتسام حملاوي لـ”الشروق”، أن أهم خطوة تتعلق بإمضاء عقد مع إدارة السجون لخياطة 5 آلاف مئزر من طرف بعض المساجين، وهذا لتوزيعها مجانا على العائلات المعوزة التي لها أبناء يدرسون، كما بدأ الهلال عملية توزيع المحافظ المدرسية، وعددها 50 ألف محفظة وزّع منها إلى حد الآن أكثر من 30 ألف محفظة.
وقالت حملاوي إن الهلال الأحمر الجزائري، سيكون حاضرا بقوة مع الدخول المدرسي، لرفع الضغط عن عائلات جزائرية تعاني الفقر والحاجة، وكثرة المصاريف، متبعا في عمله منهجية عادلة في التوزيع عبر جميع نقاط القطر الوطني، مع الاهتمام أكثر بمناطق الظل، والولايات الأكثر فقرا، وسكان المناطق المعزولة والحدودية، والصحراوية.

هاجس اكتظاظ الأقسام ونقص المدارس في الأحياء الجديدة يؤرق الأولياء
وإلى جانب ثقل المصاريف والخوف من مواجهتها، عند شريحة واسعة من جزائريين لديهم أطفال يدرسون، هناك نقائص ومشاكل أخرى تجعل من بعضهم يعيشون من الآن ضغط الدخول الاجتماعي، حيث إن نداءات سكان الأحياء السكنية الجديدة، والذين سيسكونها مع بداية الدراسة، تكررت لجعل السلطات تسارع في فتح مؤسسات تربوية جديدة تحسبا لتسجيل أبنائهم لمزاولة دراستهم فيها.
وعبرت عائلات تقطن أحياء “عدل”، عن تخوفها من الظروف التي قد تواجه أبناءهم، لاسيما أن بعضهم أصبحوا مهددين بقطع مسافات طويلة للدراسة في مؤسسات مشيدة في أحياء سكنية أخرى، ورغم أن بعض العائلات لم تستفد بعد من سكن في إطار صيغة عدل، إلا أن تاريخ توزيع “كوطة” هذه الصيغة في المواقع التي وجهوا إليها، تتزامن مع بداية الدخول الاجتماعي، حيث وضعوا في حيرة، خاصة الذين يعيشون في سكنات مستأجرة.
وكل هذه ضغوطات تتفاقم مع اقتراب الدخول المدرسي القادم، لاسيما أن الأمر يتعلق بتعليم الأبناء، حيث لا تزال أزمة اكتفاء المؤسسات التعليمية مطروحة في المواقع السكنية الجديدة، التي ستوزع قريبا، إذ يضاف هذا النقص إلى قائمة مخاوف الدخول الاجتماعي القادم.

إطارات قطاع التعليم يبدؤون معركة تنظيم الدراسة
وحول استعدادات موظفي قطاع التربية للدخول الاجتماعي القادم، أكد رئيس المكتب الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لمستشاري التربية، سعيد فراجي، لـ”الشروق”، أن الاكتظاظ في الأقسام أهم المشاكل التي تواجه اليوم الكثير من المؤسسات التربوية، حيث تعتبر من بين الأولويات التي يحضر لمواجهتها من الآن، مشيرا إلى أنه خلال الجامعة الصيفية المنظمة من طرف نقابته، ستقدم دورات تدريبية لمستشاري التربية، حول كيفية تحضير جداول التوقيت للدروس في المدارس، والاستعمال الزمني الدقيق في منح الحصص والدروس والأقسام، والتوقيت.
ويرى محدثنا بأن الدخول الاجتماعي القادم سيكون أصعب دخول مقارنة بالسنوات الأخيرة، خاصة بحسبه، أن مشكل “الاكتظاظ” في الأقسام يتفاقم لعدة أسباب، من بينها الأحياء السكنية الجديدة، مؤكدا أنه لم يحسب لهذا المشكل بنظرة استشرافية تأخذ بعين الاعتبار الزيادة في عدد التلاميذ، موضحا أن هناك مدارس في بعض الأحياء أنشئت على أساس تعليم 700 تلميذ مثلا، فيزيد في غضون سنة فقط، عدد المتمدرسين القاطنين في الحي الذي تتواجد فيه هذه المؤسسة، بـ 100 تلميذ آخر.
ومن بين العوامل المؤدية لزيادة الاكتظاظ في الأقسام، بحسب سعيد فراجي، التخلي عن نظام التفويج والعودة إلى الوضع العادي، وأيضا تغيير الملمح من خلال تخفيض سنوات الدراسة في الابتدائي وإضافة سنة في التعليم المتوسط، حيث أدى إلى انتقال ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام الثانوية، وذلك من خلال المرحلة الأولى التي خلفت وراءها هذا الاكتظاظ.

مطلوب أقسام جاهزة “بريفابريكي” لمواجهة الاكتظاظ
وقال المستشار سعيد فراجي، إن التعليم من الأمور الجدية التي يحضر لها باجتماعات ولقاءات مسبقة، وبكل أهمية، ويأتي بحسبه، في مقدمة مشاريع البناء، حيث إن الدخول الاجتماعي الجيد يتمثل في دخول مدرسي جيد، مقترحا فكرة أقسام جاهزة تنصب داخل المدارس التي لا تسع عددا كبيرا من التلاميذ، أو تلك التي وزعت بالقرب منها مواقع سكنية جديدة، لحل الإشكال بصفة مؤقتة، إلى غاية بناء مؤسسات تعليمية أخرى.
وأكد أن نظام الأقسام الدوارة أصبح يشكل ضغطا على التلميذ، ومسؤولي المؤسسات التربوية معا، وهو ما تنتهجه الكثير من هذه المؤسسات منذ سنوات، حيث يقع مستشارو التربية في المتوسطات ونظار الثانويات، تحت ضغط كبير نتيجة البحث عن تخصيص جداول التوقيت بحسب بعض الأقسام وساعات الفراغ يدرس فيها التلاميذ بتغيير الأقسام، بحسب المادة والتوقيت الزمني.

زيادة في نسبة محتاجي المنحة والكتب
وفي سياق متصل، أوضح سعيد فراجي، أن المشاكل لا تتعلق بجدول التوقيت، ومواجهة الاكتظاظ، ولكن مع اتساع رقعة المحتاجين، أصبح من الصعب تحديد قائمة التلاميذ الذين يستفيدون من المنحة والكتب المدرسية مجانا، ففي الغالب، يعتبر المعوز، بحسب تحديد الأولويات، من يتقاضى منحة 18 ألف دج، في حين إن اليوم من يتقاضى 30 ألف دج ولديه أبناء يدرسون، يعتبر معوزا وغير قادر على مواجهة مصاريف تعليم أبنائه.
وتأسف من استفادة المؤسسات التربوية من نسبة 6 بالمائة فقط من كتب الديوان الوطني للمطبوعات، ويرى بأن هناك خطوات جادة من طرف الجهات المسؤولة لتحسين وضع التلميذ، حيث إن صب منح التلاميذ المعوزين عبر أرصدة حساب أوليائهم، في حد ذاته شيء يستدعي التثمين، لأن ذلك حافظ على كرامة الكثير منهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!