من تكون طل الملوحي التي نالت حريتها على إثر سقوط نظام الأسد؟
مع إعلان المعارضة السورية، فجر الأحد، سقوط نظام بشار الأسد، بدأ الحديث عن نيل المدونة “طل الملوحي” لحريتها، مع تداول صورة لها من خلف القضبان.
وأحدثت قضية الملوحي ضجة عالمية بعد إيداعها السجن بتهمة التخابر مع دول أجنبية، حيث طالبت منظمات دولية بإطلاق سراحها.
وصدر بحق المدونة الشهيرة حكم بالسجن لخمس سنوات في فيفري2011، حيث بقي مصيرها مجهولا منذ ذلك الوقت، إلى اليوم بعد حديث نشطاء سوريين إطلاق سراحها.
وأكدت المعارضة عبر “تلفزيون سوريا”، المعلومات المتداولة عبر الشبكات، بالقول إنه تم العثور على الملوحي التي أمضت نحو 14 عاماً من عمرها في المعتقل، حية في سجن النساء بعدرا.
وكانت طل خالد الملوحي، وهي مدونة سورية وطالبة بإحدى مدارس حمص الثانوية، في الثامنة عشرة من عمرها عندما تم اعتقالها عام 2009 قبل الحكم عليها عام 2011.
ولدت في حمص في 4 نوفمبر 1991 واعتقلها جهاز أمن الدولة السوري في 27 ديسمبر 2009 على خلفية نشرها بعض المواد «ذات الخلفية السياسية» على مدونتها، وانقطع الاتصال بها، كما تعذرت زيارة أهلها لها أو معرفة مكان احتجازها منذ ذلك التاريخ.
في سنة 2006، استدعيت طل الملّوحي للأمن بسبب مناشدة وجهتها ـ عبر موقع النادي السوري ـ إلى الرئيس بشار الأسد للإسراع في عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، قائلةً إنه «كرئيس يحتم عليه منصبه وقف الفساد المستشري»، مذكرةً إياه «بما قطعه من وعود».
استخدمت طل اسمها الثلاثي في هذه المناشدة، التي حذفت فيما بعد من أرشيف الموقع، وفي سنة 2007، تكرر استدعاء الأمن لطل ثلاث مرات على الأقل.
وفي نهاية صيف 2007، قررت الأسرة مغادرة سوريا إلى مصر، حيث بدأ الأب عملاً تجاريًا محدودًا (محل كمبيوتر وإنترنت)، بعد أن حصل على إجازة دون راتب من عمله، وفي جوان 2008، عادت طل إلى دمشق لإتمام الامتحانات ونزلت عند خالتها.
استدعيت خلال تلك الفترة للأمن مرتين على الأقل (لساعات ثم سمح لها كل مرة بالمغادرة)، وعادت إلى القاهرة في الشهر التالي (جويلية 2008). ثم انخرطت منذ نهاية سنة 2008 وحتى أفريل 2009 في دراسة اللغة الإسبانية بمعهد ثربانتس بالقاهرة؛ إذ كانت تتطلع للدراسة بالخارج.
في 21 فيفري 2009، استدعيت إلى السفارة السورية بالقاهرة، وتم التحقيق معها (دون السماح لوالدها بحضور التحقيق)، وسئلت عن أسماء من تعرفهم عبر الإنترنت من سوريين بالخارج، كما تم تحذيرها من النشر أو الاتصال بمواقع إلكترونية أو صحف.
وفي جويلية 2009، عادت إلى سوريا بعد أن فضّل الأب العودة إلى سوريا لاستكمال السنوات الأربع المتبقية للحصول على كامل المعاش التقاعدي، خاصة أن أرباح عمله الخاص في مصر لم تستمر (بحسب الأسرة)، وظلت هناك حتى تم اعتقالها في ديسمبر 2009.
اعتقال طل الملّوحي
بحسب التقارير الصادرة عن مؤسسات حقوقية سورية، فإن جهاز أمن الدولة السوري أرسل استدعاء الملّوحي في 26 ديسمبر 2009، للتحقيق معها حول مقال كانت قد نشرته في مدونتها، وفي صباح اليوم التالي سافرت الفتاة بمفردها ولم تعد.
وفي 28 ديسمبر، داهم عدد من عناصر الجهاز المذكور منزل الأسرة في حمص، وصادروا جهاز الحاسوب الخاص بها وبعض الأقراص المدمجة وكتبًا وأغراضا شخصية أخرى.
ومنذ ذلك التاريخ، لم تعد الملّوحي إلى ذويها وحرمت من المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا)، وقوبلت زيارات الأهل لمركز الاعتقال التابع لأمن الدولة بتطمينات غامضة بأن أمورها جيدة، دون تقديم أي معلومات إليهم حول أسباب احتجازها.
في 4 مارس 2010، نشرت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان (المجازة في سوريا) عن اعتقال الطالبة، داعيةً للإفراج عنها قبيل الامتحانات، ومتسائلةً إذا ما كانت الفتاة «في حالة صحية ونفسية تسمح لها بأداء الامتحانات».
وفي أفريل 2010، علمت أسرة طل أن ابنتها تعرضت للتعذيب منذ اعتقالها حتى نهاية فيفري 2010 على الأقل، ولم يتوقف التعذيب إلا بعد تدهور حالة الفتاة الصحية.
نقلت طل إلى مقر المخابرات مرة واحدة على الأقل في جوان 2010، ولم تعلم الأسرة بوجودها في فرع التجسس سوى في جويلية 2010.