-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نداء من “الإسلام السياسي” إلى بايدن

نداء من “الإسلام السياسي” إلى بايدن
ح.م

اعتمد “الإسلام السياسي” قراءة استبق بها الأحداث، وكأنه يرى أن خارطة جديدة بدأت تتشكل في الشرق الأوسط، في ظل رئاسة جو بايدن الذي سيفتح “افتراضا” أبواب التحالف مع التنظيمات “الإسلامية” لجعلها ذراعا سياسيا داخليا يمده بمستلزمات القوة المؤثرة، التي تحقق لإدارة البيت الأبيض بقيادته الجديدة المكاسب التي ينتظرها بتكاليف أقل.

استبشر الإخوان المسلمون خيرا بفوز بايدين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإزاحة الرئيس المثير للجدل دونالد ترامب الذي لم يرُق له تنامي “الإسلام السياسي”.

أصدرت جماعة “الإخوان المسلمون” المحظورة في مصر أول رد فعل إيجابي، يشيد بالعملية الانتخابية التي فاز بها بايدن على ترامب، رغم النزاع القانوني القائم حول مصداقية نتائجها، وهو ذات رد الفعل الذي عبرت عنه تنظيمات “الإسلام السياسي” في كل مكان، بشقيه المذهبيين.

بيانٌ أصدره نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير، اعتبر فيه فوز بايدن: “يبرهن على أن الشعب الأمريكي ما زال قادرا على فرض إرادته”، وتمنى لبايدن والشعب الأمريكي وشعوب العالم أجمع “دوام العيش الكريم في ظل مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”.

بيانٌ سياسي، هو البيان الأول الصادر من دائرة “الإسلام السياسي”، يجعلنا نرى الديمقراطي الليبرالي بايدن وكأنه المرشد العامّ الفخري لحركة “الإخوان المسلمون” في العالم، وسر قوتها، وحامي قواعدها، وأداة القوة التي تضرب أعداءها.

أخذ بيان نائب المرشد العام شكل نداء استنجاد بالرئيس الأمريكي المنتخب في مواجهة الأنظمة السياسية الحاكمة، فقد جاء فيه: أن “الأوان قد آن لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب”.

أما الشق الثاني من “الإسلام السياسي” المتمثل في الميليشيات الطائفية الموالية لإيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن، فقد رقصت مع الديمقراطيين بإعلان فوز بايدن في وسائل الإعلام على خصمه ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

ترى تلك الميليشيات التي انتزعت سيادة البلدان التي تتواجد فيها تحت سلطة “ولاية الفقيه” أن بايدن سينفذ إستراتيجية أمريكية تعيد تأهيل الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط من جديد.

قوة معنوية بثها فوز بايدن في فصائل وجماعات “الإسلام السياسي” سيجعلها أكثر جرأة في فرض خطابها السياسي المهيمن هنا وهناك، فجماعة “الإخوان المسلمون” يعتقدون أن الرئيس المنتخَب سيشن حربا على الأنظمة التي تناوئها، ويعيدها إلى صدارة مركز القرار السياسي الحاكم، أما الميليشيات الموالية لإيران فترى بايدن الرئيس الذي سيطوي صفحات ترامب، ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه في زمن توافقها مع فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقائع تتوارد تدعو حركات “الإسلام السياسي” إلى قراءة السيرة المتطرفة للرئيس المنتخب بايدن، وأن لا تخفي سيرته عمدا، من أجل مصلحة التحالف الإستراتيجي معه، أو تغض النظر عن مقولة اعترافه الشهيرة “أنا صهيوني.. وليس على المرء أن يكون يهوديا ليكون صهيونيا”، وهي الملزِمة بغلق أبواب “الفوضى الخلاقة” لو فكرت إدارة البيت الأبيض الجديدة إثارة زوابعها من جديد تحت شعار “دعم القوى الديمقراطية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • أحمد

    لست أدر لماذا تضع انطباعتك الشخصية عن موقف الحركات الاسلامية من بايدن كأنها تمثل موقفها ؟
    موقف هذه الحركات تعبر عنها بيانتها وخطاباتها الرسمية وأدبياتها
    وهي تدرك كما تدرك أنت أن الذي يغير الواقع الاستبدادي للعالم العربي والاسلامي ليس ترامب ولا بايدن ولا غيرهما ، لكن من يفعل ذلك هي شعوب هذه المنطقة .
    أما تهنئة بايدن أو غيره فهي سلوك دبلوماسي عادي
    يندرج المقال ضمن منهجية تعتمد محاولة تنميط الحركات الاسلامية في صور ذهنية جامدة ومعممة وسلبية غالبا .

  • محمد قذيفه

    هل عادت جاهلية العرب حينما كانوا مقسمين بين امبراطوريتي الروم والفرس وكذلك فعل العرب فالبعض رقص لحياة ترامب واليوم رقصوا لحياة بيدن أمة بلا قيادة متحكمة وعادلة

  • ناجي بن العيد الطريفي

    المسلم يتعلق بالله وحده والمغفلون يعولون على البيت الابيض ويستدبرون البيت الاسود فاين انتم من عقيدة عبد المطلب : للبيت رب يحميه ‘ ام هو ضعف الايمان و استبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير (( قل ما عند الله خير )) ولكنه الاسلام السياسي كما يزعمون تنازل يقابله اخذ بدون مقابل وضحك على الذقون

  • سهيل

    لا يوجد اسلام سياسي لان هذا المصطلح اصبح مرادفا للارهاب الاسلامي ...؟
    لذلك نحن نقول سياسة شرعية و ان يساس الناس بشريعة الاسلام اما باقي مصطلحات فهي من بنات افكار اختلاط الاسلام بالديمقراطية والنظم الغربية لا نحتاج اليها ومكانها القمامة ...

  • mo

    ألمسلمين خارج مجال ألتغطية إ -حالهم متردي إقتصاد فاشل منضومة علمية ضعيفة مجتمعات يسودها ألتخلف فكلها مجتمعة لا تمثل ميزان قوة بايدين و من سبقوه هموهم مصالح شعوبهم ليس لم صديق ولا رفيق