هواري بومدين صفعني لكي أتخلى عن الصراعات القبلية من أجل الجزائر

قال المجاهد الشافعي لخياري بن بوزيان، ابن ولاية تبسة، إن الرئيس الراحل هواري بومدين، كان يتولى تنظيم كتائب جنود جبهة التحرير الوطني في الناحية الشرقية قبل أن يتولى قيادة الولاية الخامسة، حيث حرص حسبه، على توحيد صفوف الجيوش، وتعليمهم أن خروجهم في المعارك لابد أن يأتي بنتيجة فعلية، حيث كان شديد اللهجة وصارما في مثل هذه الأمور.
وأكد لخياري، البالغ حاليا 87 سنة، والذي ينحدر من دوار الشوافعية ببلدية لحويجبات الحدودية بتبسة، أن التحاقه بالثورة كان مع نهاية 1957، حيث كان في الكتيبة الأولى في عين لغرم ومنطقة ملاك، أين كان معهم الرئيس الراحل هواري بومدين قبل أن يصبح قائدا للجيش، موضحا أن هذا الأخير كان ثوريا، تواجد في الوقت الذي كانت فيه الجزائر حينها تعيش تقسيما عروشيا، وخاصة في منطقة تبسة وما جاورها، أين عرفت المنطقة بالصراعات العروشية والقبلية.
وكشف المجاهد الشافعي لخياري، في تصريح لـ”الشروق”، على هامش احتفالية الذكرى الـ35 للإعلان عن دولة فلسطين، بقصر الأمم نادي الصنوبر، عن حادثة وقعت له مع هواري بومدين في منطقة عين الحامية الحدودية مع تونس، حيث أصر حينها، على البقاء في كتيبة تضم أبناء منطقته، ورفض أن يخضع لأمر هواري بومدين، الذي طلب التحاقه بكتيبة أخرى، وركب الشافعي رأسه، فكان جزاؤه صفعة قوية من بومدين، لا يزال يتذكرها.
وقال حينها هواري بومدين، حسب ذات المتحدث، “إننا نؤكد اليوم على استقلال الجزائر، ولا ارغب في السماع عن خلافات قبلية بينكم”، وأضاف الشافعي، أن هذا الأخير كان متيقنا أن الاستقلال سيكون وأن جيوش فرنسا ستخرج مستسلمة.
وأفاد ذات المجاهد، إنه حضر وفاة 4 مجاهدين في عين الحامية تم دفنهم في حفرة واحدة بملابسهم، وإن احد المجاهدين الذي أصيب بقصف الاستعمار الفرنسي، قد شق بطنه وظهرت أمعاؤه، وتعطل عن الالتحاق ببقية الفدائيين، فطلب منه أن يقوم بإطلاق الرصاص عليه لكي لا يقع في قبضة عساكر فرنسا ويعذبوه، وكي لا يتعذب من شدة الألم الناجم عن تمزق بطنه.