-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اللاعب الدولي السابق سليم فنازي يفتح قلبه لـ"الشروق"

ياحي حوّل الشاوية إلى فريق الأحلام وبطولة 94 ستبقى في الأذهان

صالح سعودي
  • 6056
  • 0
ياحي حوّل الشاوية إلى فريق الأحلام وبطولة 94 ستبقى في الأذهان
ح م
سليم فنازي

يعد المدافع الدولي السابق سليم فنازي من الأسماء الكروية التي لا تزال تحتفظ بها ذاكرة الجماهير الجزائرية، بعد تألقه مع اتحاد الشاوية منتصف التسعينيات، وتجربته الاحترافية مع نادي المرسى التونسي، محطات أخرى مع المنتخب الوطني وأندية جزائرية أخرى، وأكد خريج مدرسة وفاق القل في حواره لـ”الشروق” بأنه فخور بمشواره الكروي سواء على صعيد الخضر أو الأندية، مبديا طموحه في البرهنة كمدرب، كما بدا متفائلا بعودة “الخضر” إلى الواجهة، آملا في تكاتف الجهود لتحسين وضع الكرة الجزائرية.

كيف هو فنازي مع أجواء الكرة؟

أنهيت مؤخرا تجربتي كمدرب لفريق أمل الشمرة الناشط في بطولة جهوي باتنة، لكن هذا لا يمنعني من متابعة آخر المستجدات، خاصة ما يتعلق بتربصات المدربين.

تبدو طموحا في الذهاب بعيدا كمدرب، أليس كذلك؟

هذا ما أطمح إليه، فعلاوة على تدريبي لفرق من الجهوي الأول والثاني، فقد سبق لي أن خضت تجربة مهنية في الدوري السعودي مع نادي القلعة رفقة المدرب الجزائري عبدلي القبي، حيث كانت التجربة ناجحة إلى حد كبير، خاصة في ظل توفر الإمكانات، سواء من ناحية الهياكل أو الظروف التنظيمية.

كيف تنظر إلى وضعية “الخضر” على ضوء نكسة “الكان” والتطوّرات الحاصلة بعد انتخاب زطشي رئيسا جديدا لـ”الفاف”؟

ما حدث أصبح في حكم الماضي، لأن 40 مليون جزائري شاهد نهائيات “الكان” بالغابون، هناك أمور كثيرة سلبية وقعت ويجب تجاوزها، يجب حفظ الدرس وأخذ العبرة، ونتمنى للرئيس الجديد للاتحادية زطشي النجاح في المهمة الموكلة له.

هل كنت تتوقع فشل ليكنس في مهمته؟

تزامن تواجد “الخضر” قبل “‘الكان” في مركز سيدي موسى مع مشاركتي في تربص للمدربين “كاف ب”، حيث لاحظت أن المدرب ليكنس كثير الابتسامة لكن نفسيته لم تكن مرتاحة، وهو الأمر الذي بدا للعيان في مباريات “الكان”. ما حدث في الغابون كان أمرا متوقعا بسبب كثرة التغييرات وغياب الاستقرار قياسا بمنتخبات أدت مشوارا طيبا على غرار المنتخب المصري.

كيف تنظر إلى مستقبل “الخضر” على ضوء هذه المستجدات؟

نملك لاعبين ممتازين برهنوا في البطولات الأوروبية، المشكل في المجموعة وليس في اللاعبين، لذلك يجب إعادة ترتيب البيت واختيار المدرب الأنسب لـ”الخضر”.

بعيدا عن “الخضر”، كيف تنظر إلى فريقك السابق اتحاد الشاوية؟

أتأسف لوضعيته الحالية، ومعاناته في قسم الهواة، خاصة حين أستعيد ذكريات التسعينيات.

ما هي أبرز المحطات التي لا تزال عالقة في ذهنك مع اتحاد الشاوية؟

الفريق صعد إلى القسم الأول موسم 91-92 بعد صعود متتال من الأقسام السفلى إلى حظيرة الكبار، وفي أول موسم لنا في القسم الأول حصلنا على المرتبة الثالثة التي أهلتنا للمشاركة في المنافسة الإفريقية، وفي موسم 93-94 تحصلنا على البطولة الوطنية لأول مرة في تاريخ النادي وتوجنا أيضا بالكأس الممتازة.

الكثير يعتقد أن فريقك الأصلي هو اتحاد الشاوية لكن في الحقيقة أنت خريج مدرسة وفاق القل، أليس كذلك؟

فعلا، أنا خريج مدرسة وفاق القل التي أنجبت لاعبين بارزين صنعوا الحدث في البطولة ومع المنتخب الوطني، حيث برزت مع وفاق القل عام 1988 رفقة لاعبين موهوبين على غرار قشير وسي بركات والبقية، وكان لي شرف اللعب مع بوقادوم وبغلول ولطرش وغيرهم.

أكيد أن بروزك المبكر في وفاق القل جعلك تتلقى عروضا مهمة، أليس كذلك؟

مسيرو مولودية قسنطينة اهتموا بخدماتي عام 1991 موازاة مع تتويجهم بالبطولة وإقبالهم على المشاركة في المنافسة الإفريقية، حيث تحدث معي المدرب بوعراطة واتفقت مع إدارة “الموك”، وفي نفست الوقت علمت بأن مسيري اتحاد الشاوية مهتمون بخدماتي موازاة مع لعبهم ورقة الصعود.

ما هو القرار الذي اتخذته؟

في النهاية واصلت المسيرة مع وفاق القل، حيث أن المسير صلصول حسين استعاد جواز سفري من إدارة “الموك”، وبعد إنهاء الموسم مع وفاق القل انتقلت إلى اتحاد الشاوية.

كيف تقيّم عمل رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي الذي انتدب آنذاك لاعبين صنعوا الحدث؟

ما قام به ياحي أعطى دفعا قويا لاتحاد الشاوية، وحوّله إلى فريق الأحلام، خاصة أن اللاعبين شكّلوا ترسانة قوية أشبه بالمنتخب الوطني، خصوصا وأن اللاعبين كانوا متخلقين، وقد كللت جهودنا بمردود مشرف وتتويجات نوعية.

الكثير لا يزال يتساءل عن سيناريو تتويجكم ببطولة موسم 93-94، هل من تعليق؟

في الحقيقة كنا قادرين على الحسم في البطولة قبل الأوان، لكن خسارتنا المفاجئة في بلعباس أخلطت حساباتنا.

ماذا حدث بالضبط؟

كنا متقدمين في النتيجة بهدفين لصفر، لكن للأسف تلقينا هدفيّ التعادل، والأكثر من هذا أضاف اتحاد بلعباس الهدف الثالث الذي جعلنا نخسر نقاط المباراة، حيث أن التعادل كان كافيا لحسم ورقة اللقب، لكن إفرازات الجولة الأخيرة جعلتنا ندخل في حسابات بطولة مصغرة، حيث احتلينا المرتبة الأولى مناصفة مع شبيبة القبائل وشباب برج منايل مع أفضلية لاتحاد الشاوية.

ما سرّ غياب المدرب حاج منصور ورئيس النادي ياحي عبد المجيد عن المباراة الأخيرة؟

كنا جميعا تحت ضغط عال، المدرب حاج منصور كان “منيرفي”، ما جعله يغيب، والكلام ينطبق أيضا على ياحي، لكن الحمد لله فإن اللاعبين أدوا ما عليهم ولم يخيبوا فوق الميدان، والأكثر من هذا فإن الحظ كان إلى جانبنا، وهو ما يؤكد بأن كرة القدم ليست علوما دقيقة.

هل فعلا كانت المناصب الأساسية في المزاد آنذاك؟

عبد المجيد ياحي شكّل مجموعة قوية مشكلة من لاعبين بارزين مثل دحلب وبتاج وخياط وسلطاني ومشهود وغيرهم، ما جعل المدربين يجدون صعوبات في اختيار التشكيلة الأساسية قبل أي مباراة، سواء في عهد كرمالي أو مع المدرب حاج منصور وغيرهما، بدليل أنه في إحدى المباريات لم توجه الدعوة للاعب دولي ينشط في الفريق، حيث تابع لاعب دولي المباراة في المدرجات.

كيف تفسّر تضييعكم فرصة التألق في المنافسة الإفريقية بعد التتويج بالبطولة؟

للأسف ضيّعنا فرصة تجاوز الدور ربع النهائي في ملعب عين البيضاء أمام فريق بندل انسورانس النيجيري، وهذا بسبب الأجواء الاستثنائية التي سبقت المباراة.

ماذا حدث بالضبط؟

قبل 4 أيام عن موعد المباراة وصلتنا أخبار عن عدم مجيء الفريق النيجيري، ما جعل لاعبي اتحاد الشاوية يغادرون، لكن قبل 24 ساعة عن موعد المباراة تلقينا اتصالات مستعجلة من المسيرين يطلبون منا العودة، ورغم ذلك أدينا مباراة كبيرة لكن للأسف خسرنا بركلات الترجيح.

كيف تقيّم تجربتك الاحترافية في الدوري التونسي مع نادي المرسى؟

تزامن ذلك مع الشروع في الاحتراف موسم 94-95، حيث كان يسمح بتواجد 4 لاعبين أجانب في كل فريق، وقد أديت مسارا مشرفا على مدار موسمين متتاليين، كما استفدت من خبرة عدة مدربين تونسيين معروفين مثل اسكندر سويح ولحبيب الماجري وبن عثمان توفيق وربيع زكري وغيرهم.

ماذا عن أبرز محطاتك مع المنتخب الوطني؟

لم تتح لي فرص كثيرة لإبراز إمكاناتي، وهذا بسبب مشكل الإصابات من جهة، وكذا التزاماتي مع الخدمة الوطنية، إضافة إلى خيارات المدربين الذين تداولوا على “الخضر”، حيث وجهت لي الدعوة عام 1992 في عهد إيغيل مزيان ومهداوي، خلال تصفيات “كان” ومونديال 94.

كيف تفسر إقصاءكم من نهائيات “كان 94” بسبب قضية كعروف؟

تأهلنا كان مستحقا فوق الميدان، لكن للأسف الاحترازات المرفوعة أخلطت حساباتنا، ونتائجها المفاجئة أثرت فينا كثيرا، خاصة أن المنتخب الوطني كان يضم جيلا شابا كان مرشحا للذهاب بعيدا.

وماذا عن تجربتك مع “الخضر” في عهد مهداوي؟

مهداوي وجّه لي الدعوة عام 1997، وتزامن ذلك مع تواجدي في تونس مع نادي المرسى، حيث برمج مهداوي مباراتين وديتين في تونس، كنت مريضا، لكن لعبت بديلا وتعادلنا في ملعب المنزه أمام تونس بهدف لمثله، كما لعبنا مباراة ودية أمام السنغال انتهت بالتعادل الأبيض، وشاركنا في دورة بلبنان قبل “كان 98” بمالي. كما لعبت مباراة المنتخب الوطني أمام كينيا عام 1997 وأديت ما عليّ، لكن مشكل الخدمة الوطنية ودخولي في حالة المبحوث عنهم حرمني من اللعب أمام البنين ومالي وعديد المباريات المهمة.

هل يمكن القول إنك لم تكن محظوظا مع “الخضر”؟

إضافة إلى مشكل الإصابات فإن قضية الخدمة الوطنية صعبت مهمتي في مواصلة مسيرتي الاحترافية مع نادي المرسى التونسي، ما جعلني أعود إلى أرض الوطن لتسوية وضعيتي بعد تدخل الفيفا.

كيف كان ردها؟

صدر قرار من الأمين العام لـ”الفيفا” آنذاك بلاتير يدعوني إلى ضرورة العودة إلى تونس بعد إنهاء الخدمة الوطنية، وهي الفترة التي تزامنت مع تواجدي دون فريق، ما حرمني من المشاركة في “كان 98” بمالي.

كانت لك تجربة مع مولودية قسنطينة لكنها لم تدم طويلا، لماذا في رأيك؟

كان ذلك عام 2001 بعد عودتي من تونس، حيث جئت متأخرا، وتزامن ذلك مع قدوم تبيب خلفا للمدرب مهداوي، وقد حققنا مشوارا مميزا في الكأس واستعدنا توازننا في البطولة، لكن رئيس الفريق دميغة لم يحسن تسيير ملف المستحقات، وحرم اللاعبين من بعض المنح، كما اشترط ضرورة الفوز بمباراة الكأس في وهران مقابل تسوية حقوقنا، وهو الأمر الذي اعتبرناه مساومة (شونطاج)، ما جعلني أقاطع الفريق رفقة بعض اللاعبين على غرار بن رابح وبونعاس والحارس بن سحنون وغيرهم.

ما سرّ مناداتك بـ”الصحراء”؟

هذا يعود إلى الدور الذي كنت أقوم به في الدفاع، وخاصة على مستوى المحور، حيث أنني أشل مختلف هجمات الفرق المنافسة، ما جعل الأنصار يطلقون علي هذه التسمية.

يقال إنك لعبت في أغلب المناصب قبل أن تستقر في المحور، كيف ذلك؟

هناك عدة مدربين اكتشفوا موهبتي وجربوني في عدة مناصب وهذا من الأصناف الصغرى وصولا إلى الأكابر، حيث أن البداية كانت عام 1981 في مدرسة القل، وكنت ألعب في منصب قلب هجوم، بدليل أننا وصلنا موسم 85-86 إلى ربع نهائي كأس الجمهورية أشبال وسجلت هدفا، وفي فئة الأواسط لعبت في جميع المناصب، أما في موسم 87-88 فقد لعبت قلب هجوم وأديت مباريات كبيرة ضد مولودية قسنطينة واتحاد الحراش وسجّلت هدفا أمام اتحاد عين البيضاء.

كم عدد الأهداف التي سجلتها في المجموع؟

لا أتذكر جيدا، لكن سجلت عدة أهداف مهمة في مسيرتي سواء في الفئات الشابة، أو مع الأكابر، ولعل الهدف الذي يبقى في ذاكرتي هو ذلك الذي وقعته موسم 95-96 في مرمى حارس النادي الإفريقي التونسي بوبكر الزيتوني، خاصة وأن هذا الفريق كان متصدر البطولة التونسية ولم يتلق أي هدف طيلة 11 مباراة متتالية.

كيف حدث ذلك؟

بناء على صغر المدرجات فقد تم الاتفاق على برمجة المباراة في ملعب النادي الإفريقي، رغم أن فريقي هو الذي يستقبل، وهذا من باب الزيادة في المداخيل، حيث جرت المقابلة وسط حضور 40 ألف متفرج، وبعد حوالي ربع ساعة سجلت هدفا جميلا لمصلحة نادي المرسى إثر مخالفة قوية، حيث سكنت الكرة مرمى الحارس بوبكر زيتوني دون أن يراها، بدليل أنه ارتمى بعدما دخلت الكرة وخرجت من مرماه.

تعد من المدافعين الذين يتصفون بالأناقة في اللعب رغم لعبك في محور الدفاع، ما السر في ذلك؟

هذا يعود إلى الموهبة والخبرة وكذا العمل القاعدي الذي تلقيناها على يد مدربين ضحوا كثيرا لتطويرنا من الناحية الفنية والتقنية، وأشكر بالمناسبة كل من كان وراء بروز فنازي ونجاحه كرويا.

هل أديت مناسك الحج؟

أديت مناسك العمرة خلال تجربتي المهنية كمدرب في الدوري السعودي، وهذا بعد حادثة الرافعة التي تسببت في وفاة عدد كبير من الحجاج في منى.

هل من طرائف تحتفظ بها في ميادين الكرة؟

خلال عملي مع نادي القلعة السعودي، ناديت لاعبين فقلت لهما، “يا أحمد ويا إبراهيم الدنيا مركبة عليكما”، فقالا لي لماذا يا كابتن، فقلت لهما “لأن أحدكما من المدينة والآخر من مكة”.

كيف تعلق على بروز مدربين شبان في البطولة؟

هذا يعكس وجود كفاءات شابة في حاجة إلى منحها فرص لإبراز كفاءتها، على غرار ما يحدث في أوروبا، شيء جميل أن نرى بروز لاعبين قدامى في التدريب مثل شريف الوزاني وبلعطوي وزغدود ودزيري وماضوي في فرق محترمة وطموحة، أتمنى أن تتاح الفرصة لبقية المدربين الشبان واللاعبين القدامى انطلاقا من الفئات الشابة وصولا إلى الأكابر.

بماذا تفسّر عدم تواصل تألق زميلك السابق العيد خياط؟

العيد خياط لاعب كبير وموهوب، وقد تألق مع اتحاد الشاوية ثم تحوّل إلى مولودية الجزائر وفرق أخرى، بصراحة لم أفهم السبب، وأنا أتأسف كثيرا خاصة أنه كان زميلي وأعرف جيدا إمكانياته.

ماذا تقول في الأخير؟

أشكر أسرة “الشروق” على هذه الاستضافة، أتمنى عودة المنتخب الوطني إلى الواجهة، مثلما أتمنى التوفيق للرئيس الجديد للاتحادية لتطوير الكرة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!