آية الكرسي
قد يذهب خيالك بعيدا أيها القارئ وأنت تقرأ هذا العنوان، وأتفق معك انها حافظة للإنسان في نومه إن قرأها قبل ان ياًوي إلى فراشه، كما انها تمنعه من لطم ومس الجان، باستثناء شر الإنسان، الذي اصبح يتفنن في ممارسة الشر، يكاد يتوب ابليس منها، لأنها مستعصية عليه تكرارها مرات ومرات.
لكن عندنا في الجزائر “آية الكرسي” أخذت أبعادا سياسية لا حدود لها، فلا يكاد المتمسك بمنصبه في اغلب المسؤوليات يترك كرسيه إلا وهو محمول على الأكتاف إلى عالم القبور!
فهل سمعتم تصريح مسؤول في البلاد خرج علينا بخرجة انه ملّ من منصبه وانه حان الوقت لتشبيب المسؤولين؟
أبدا لم يحدث ولن يحدث حتى في اضغاث الأحلام ، لسبب معلوم ان الكرسي هو الذي لصق “بمؤخراتهم”، واصبح واقعا مألوفا يراه الجميع رأي العين المجردة!
اذا فمن خلال ان التوصيف لمشهدنا السياسي والمناصب فلا يمكن للشباب ان يحلم يوما بلمس الكرسي، لأن اصحاب الفخامة والبطون المنتفخة قرأوا عليه آية الكرسي التى تمنع المس واللمس على حد سواء.
ان حلم الشباب بالمناصب العليا بدأ ينكمش ويتضاءل إلى درجة الاختفاء من الواقع، لذلك نرى ضرورة إدراج اسم الشباب في وزارة هياكلها بيطون وواقعها شيوخ في أرذل العمر، هذا الكلام ليس ضربة شمس، لأننا في شهر اوت المسؤولين عند العرب بكانون الثاني، إنما هو وصف حقيقي لواقع مؤلم يعانيه الشباب.. آآآه، ليت الشباب يعود إلينا !!..