-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وزارة الشؤون الدينية تعلّق التعليم القرآني

أئمة “يجاهدون” لمحاربة الاستهتار بـ “كورونا” في المساجد!

وهيبة سليماني
  • 882
  • 2
أئمة “يجاهدون” لمحاربة الاستهتار بـ “كورونا” في المساجد!

بعد أن اعترف المختصون في الصّحة بأنّ المساجد في الجزائر تفوقت في الالتزام بالبروتوكول الصحي، على باقي المؤسسات الأخرى، أصابت بعضها، مؤخرا، عدوى التراخي والتقصير، حيث لم تستمر في التمسك بوتيرة تطبيق التدابير الوقائية، بسبب “تمرّد” بعض المصلين وتعدّيهم على البروتوكول. ويأتي ذلك في ظلّ ظروف استثنائية فرضتها الموجة الرابعة لكورونا، تزايدت معها النداءات من أجل بذل جهود أكثر لإبقاء الالتزام بإجراءات منع انتشار عدوى المتحور “أوميكرون”.

الإمام ناصري: الاكتظاظ يعود إلى الميضآت ومرضى يُصلون في المساجد

ومع إعادة فتح بيوت الوضوء في المساجد أمام المصلين، شهر نوفمبر الماضي، وانخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بدأ التخلي تدريجيا عبر بعض المساجد عن ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي في الصفوف. فرغم الحرص الشديد من الأئمة، على تنظيم الدخول إلى المساجد والصلاة، إلاّ أنّ تعنت المصلين وعدم اقتناع بعضهم بوجود عدوى خاصة في مرحلة شهدت تراجعا لعدد الإصابات المعلن عنها رسميا من طرف وزارة الصحة، خرق قوانين الوقاية في بيوت الله.

غلق مرافق التعليم القرآني.. والمساجد في خطر!

ووصل الأمر في الكثير من المساجد عبر الوطن، إلى تجاهل وتناسي عدوى الوباء، وعودة حالة الاكتظاظ في بيوت الوضوء، وإقبال بعض المصلين على التعانق والتصافح، وإخراج صدقات و”جفنات” الكسكسي، حيث بات”التراخي” و”التقصير” خطرا حقيقيا يفتح الباب واسعا أمام العدوى.

الإمام قسول: المطلوب حسم جدل الفتاوى الشاذة حول “التباعد”

وأعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أول أمس الخميس، في بيان عبر حسابها “الفايسبوك”، عن تعليق الدّراسة في مرافق التعليم القرآني، من مدارس قرآنية، وزوايا، وأقسام وحلقات قرآنية، لمدة 10 أيام، ابتداء من تاريخ هذا الإعلان.

وراسلت الوزارة مديريات الشؤون الدينية والأوقاف بالولايات، مذكرة بأنّ قرار تعليق الدراسة يشمل أيضا المدارس القرآنية، وهذا في إطار الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، وتماشيا مع القرارات المتخذة من السلطات العليا للبلاد.

ومن جهة أخرى، وجّهت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ندائها إلى مفتشي القطاع للوقوف والحرص على تطبيق تدابير الوقاية من انتشار كورونا والمتحور “أوميكرون” في المساجد، ودعت مديرياتها إلى مباشرة حملات تحسيسية للوقاية من كورونا، والإقبال على التلقيح.

وتهدد التصرفات اللامسؤولة للكثير من المصلين، بإعادة غلق المساجد في حال انتشار العدوى، وتأزم الوضع الصحي في المستشفيات، حيث أكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الياس مرابط، أن المساجد كانت القدوة في تطبيق البروتوكول الصحي، ولا تزال في مقدمة المؤسسات الأخرى من حيث تطبيق هذا البروتوكول، ولكن التجاوزات والتقصير موجود في بعضها.

وتأسّف مرابط لعدم التمسك بنفس الوتيرة السابقة التي كانت تلتزم بها أغلب المساجد عبر الوطن، قائلا إن هذه المؤسسة الدينية هي الأكثر تكريسا لإجراءات الوقاية لدى المواطنين، والتعوّد عليها، وهي الحلقة الأهم، حسبه، في زرع ثقافة الوقاية.

الأئمة يجاهدون لإبقاء المساجد مفتوحة

ومن أجل إبقاء المساجد في ريادة الالتزام بالبروتوكول الصحي، يبذل المتطوعون والأئمة جهدهم لمحاربة مظاهر التراخي والتقصير من قبل المصلين، فبعد أن كانت بيوت الله أكثر التزاما وتطبيقا لإجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورنا المستجد “كوفيد 19″، صارت أغلبها تستقبل مصليين دون كمامات، ولا يأتون بسجاداتهم الخاصة، ويتزاحمون في بيوت الوضوء، ولا يبالون بالتباعد الجسدي.

وقال في السياق، الشيخ محمد الأمين ناصري، إمام مسجد الفتح بالشراقة بالعاصمة، إن تجسيد البروتوكول الصحي في بيوت الله، وخاصة بعد فتح الميضأة، يحتاج إلى الكثير من الصبر، موضحا أن الأئمة يجاهدون لإبقاء المساجد، خاصة في وجود مصليين، لا يملكون أدنى قناعة، حسبه، بوجود فيروس اسمه” كورونا”، وآخرين، يتعنتون ويتحدون عنوة تدابير الوقاية بالتخلي عن الكمامة، والتعقيم، وحمل سجادة خاصة بهم، وتفادي التدافع داخل بيوت الوضوء.

وأكد الشيخ ناصري أن أشخاصا غرباء وغير معروفين في الحي الذي يوجد به المسجد، يدخلون الميضأة، ليغتسلوا منهم متشردون، ومختلون عقليا، كما أن حسبه، بعض المصلين رغم أنهم مصابون بكورونا يتعمدون المجيء للصلاة في المسجد.

وتأسف من بعض التصرفات التي تتسبب في تعطيل صلاة الجماعة وتأخيرها، وتخلق نوعا من البلبلة، حيث ينتظر الإمام المصلين إلى غاية تسوية الصفوف، وتحقيق مسافة التباعد الجسدي المطلوب كإجراء للوقاية من انتشار عدوى الفيروس.

وقال ناصري إن الأئمة يسهرون على تطبيق البروتوكول الصحي، رغم كل العراقيل، وهم يحثون المصلين باستمرار على أهمية ذلك، وهم اليوم أكثر حرصا على إعادة وتيرة الالتزام بتدابير الوقاية، حيث مرت مرحلة حسبه، تناسى فيها الجزائريون الوباء عندما انخفضت حالات الإصابات.

فتاوى شاذة تشجع التمرد على البروتوكول الصحي

وفي ذات السياق، أشار الشيخ محمد الأمين ناصري، إمام مسجد الفتح بالشراقة، إلى معاناة الأئمة مع جماعة من المصلين عبر مساجد الوطن، ممن اقتنعوا بفتاوى شاذة، تحرّم التباعد الجسدي بين المصلين، كأحد التدابير الاحترازية من العدوى، مضيفا، أنّ وزارة الشؤون الدينية أصدرت فتوى للتصدي لمثل هذه الإشاعات المضادة، وأن دار الإفتاء في مصر وكل الجهات الدينية الرسمية أقرت بجواز التباعد بين المصلين في الصف الواحد خلال الصلاة، وذلك كضرورة تقتضي الحفاظ على الصحة.

ومن جانبه، قال الشيخ جلول قسول، إمام مسجد “القدس” بحيدرة، إن تطبيق إجراءات التباعد، في بعض المساجد التي لا تستوعب عدد المصلين بوجود مسافة بينهم تصل إلى متر ونصف، شجعت بعض هؤلاء على التحايل وخرق البروتوكول الصحي، وأتعبت الأئمة، وخلق تطبيق التباعد، حالة أخذ ورد بين الإمام وبعض المصليين، وتضييع لوقت الصلاة.

وأكد قسّول أنّ انتشار فتاوى عدم جواز التباعد الجسدي بين المصلين في الصف الواحد، فتح مجال التقصير في تطبيق إجراءات الوقاية من كورونا، حيث دعا وزارة الشؤون الدينية إلى مزيد من البيان حول هذه المسألة.

ويرى الإمام قسّول بأن رغم كل هذه الإشاعات والفتاوى المضللة التي يسعى بعضها إلى إعادة غلق المساجد، إلا أنه في أغلب المساجد، حسبه، يطبق البروتوكول الصحي بحذافيره، سعيا لإبقاء بيوت الله، أحد أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية والدينية في توعية الجزائريين، وتعويدهم على الالتزام بالوقاية الصحية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبد الفتاح

    انا مداوم للصلاة في المسجد خمسة اوقات في احد مساجد حاسي مسعود واغلب المصلين لا يلتزم بتوصيات البروتكول الصحي كالتباعد وارتداء الكمامه رغم ضهور عوارض المرض من السعال وما يتبعه .اعتقد ان تدابير اكثر صرامة واجب اتخاذها من طرف الايمة وخاصة في اصطحاب اببنائهم الي المسجد

  • الهفاف

    كورونا توجد إلا في المساجد و لا توجد في الأسواق و لا في طوابير الحليب و الخبز و المصرفة و البنوك و غيرها، لعنة الله علي الظالمين