أئمة يدعون الحجاج إلى جعل مضمون جلساتهم مع المهنئين الترغيب في الحج

دعا أئمة البويرة الحجاج إلى أن يحرصوا على أن يكون مضمون جلساتهم مع المهنئين والزوار هو الترغيب في الحج، ونقل المعاني التعبدية والإيمانية للناس وليس الانشغال بأعراض زوار بيت الله من مختلف الأجناس وأحوالهم والابتعاد عن الحديث عن الأمور الثانوية والمغامرات الغريبة التي تنفر الناس من هذه الرحلة الإيمانية.

ككل سنة تعلن أسماء الذين حالفهم الحظ بزيارة البقاع المقدسة حاجا أو معتمرا، ولقداسة هذه الشعائر ينظر الجميع نظرة خاصة إلى هذه الفئة من الناس كأنها ولدت من جديد وأخذت اسما جديدا يضاف إلى اسم نعرفه منذ زمن، فيذهب الأقارب لتوديعهم يوم الذهاب ويستقبلهم الجميع يوم عودهم بكلمات “حج مبرور وذنب مغفور”، ومن الحجاج من يعود إلى أهله حاجا متواضعا ومنهم من يعود إنسانا آخر يحمل اسم “سي الحاج” وإياك أن تناديه بغير هذا الاسم الجديد، ثم إن الحديث مع زوار بيت الله الحرام يجعلك تسمع العجائب والغرائب منها ما يحكى عن سذاجة الحاج ومنها عن الكذب والمبالغة فضلا عن المغامرات.

“ما خلاوناش نشوف لا ربي ولا نبي”!

إحدى الحاجات البالغة من العمر 82 سنة التي تنحدر من إحدى قرى البويرة لما عادت من الحج مع زوجها لا تمل عن الحديث لمدة شهر، تحكي كل شيء لكل من يأتي إلى بيتها بينما زوجها يبقى صامتا، تحدثت عن الزنوج، عن الشمس، عن الأكل، وعن مختلف الأجناس الذين صادفتهم في رحلتها إلى الحج، وكانت في كل حديث من شدة “الجهل” تركز على “الزحام” حتى إنها قالت: “الخلق، هاجوج وماجوج، حبيت نتقرب للكعبة باش نشوف ما خلاوناش، الله غالب الصحة مكانش لوكان مازالني كيما بكري والله ندخل”.

أحد الحجاج في نهاية الثمانينيات من عمره زار بيت الله الحرام مع حاجين من بلدته، أصيب بمرض شديد فور وصوله إلى مكة المكرمة بسبب تغيير المناخ وهو لا يحتمل الحرارة ولما عاد إلى أرض الوطن وهو منهك من التعب والمرض أصبحت العبارة التالية لا تفارق شفتيه قبل أن تبادره بالسؤال يبادرك بالجواب بعبارة: “والله ليس من السهل الذهاب إلى الحج لم أظن أنه بهذه المشاق”.

حاجة بويرية تصر على أن نهر النيل قريب من مكة

مجموعة من الحجاج اتفقوا على السفر برا للحج تحت إشراف وكالة سياحية، انطلقوا من البويرة إلى مصر برا، ثم عليهم ركوب عبّارة تمر عبر النيل إلى البحر الأحمر ومن ثم الدخول إلى السعودية، ومن بين الحجاج حاجة أعجبها نهر النيل وكانت تقول: “نهر النيل يمر قرب مكة”، وكانت تصر على ذلك وإياك أن تجادلها، حيث سترد عليك: “من ذهب للحج أنا أم أنت”.

ومن بين غرائب حجاج البويرة الحاج الذي سافر إلى مكة مرورا بباريس، حيث يسكن ابنه الذي مكث عنده قرابة شهر كامل وعند عودته بدأ أفراد عائلته وأقاربه يسألونه عن الحج والأماكن المقدسة التي زارها لكنه دائما يحدثهم عن أضواء باريس وعن لقائه بالصدفة بالممثلة الفرنسية بريجيت باردو ببرج إيفل!

رقص حتى أغمي عليه

ومن الظواهر المؤسفة التي تتكرر لدى الكثير من العائلات استقبال الحجاج بالفيميجان والمفرقعات والبارود والرقصات وأكثر من ذلك أن هناك البعض من حجاجنا تم جرهم إلى ميادين الرقص على أنغام الموسيقى وباسم الفرحة بالعودة من البقاع المقدسة، رغم أن هذا مناف لرحلة الحج التي من المفروض أن تكون عادية يغلب فيها الوقار بعيدة عن أبواق ومنبهات السيارات والحفلات الغنائية، ومن بين هؤلاء حاج استغل فرصة الاحتفال بعودته من البقاع المقدسة ليقوم بإرغام زوجته على الرقص معه “رقصات غريبة” في أجواء مرحة على أنغام “إطبالن”، لكن حدث ما لم يكن أحد يتوقعه، حيث سقط الحاج أرضا عندما كان ينافس بعض الشباب في إبداع الرقصات وأغمي عليه، ليتم نقله وهو في حالة حرجة إلى المستشفى.

اقتناء هدايا من أسواق محلية والادعاء أنها من مكة!

أما عن الهدايا، فهناك العجب العجاب والحيلة والتدليس، حيث إن أغلبية الحجاج قبل عودتهم إلى أرض الوطن عادة ما يتصلون بأقاربهم ويتفقون معهم على شراء هدايا من أسواق تازمالت وسطيف والبويرة وإحضارها معهم إلى المطار بحجة أنه أحضرها معه من مكة، وهناك من يعود بسلع وبضائع كأنه يفتح محلا تجاريا، أما ماء زمزم فحدث ولا حرج فهناك غش كبير حيث يقوم الكثير من الحجاج بتوزيع ماء الحنفيات على الزوار على أنه ماء زمزم.