أبعدي طفلك عن مص إبهامه بإشباع حاجته للمص والغذاء من ثديك

يحاول الطفل الرضيع منذ الشهر الأول لولادته مص إبهامه، ما يثير مخاوف والدته من استمرار هذه العادة البشعة معه لحين يكبر، لهذا هناك من الوالدات من تحاول ربط أيادي أولادها ليلا، وهناك من تضع مادة مرة على الإبهام أو حارة، لكن بدون جدوى، ولهذا حاولنا منحكم معشر الوالدات استشارة طبية في هذا الصلب.

ولأن لكل سلوك أسبابا معينة، قصدنا عيادة الدكتور”يونس سدراتي”أخصائي طب أطفال والذي أوضح لنا أن كل مولود:”يأتي للدنيا بمهارة”المص”التي تساعده على التغذية، عن طريق مص ثدي أمه بمجرد وقوع فمه على حلمة الثدي، وهذه القدرة تختلف من طفل إلى آخر، فمنهم من يمص الثدي بقوة وبسرعة، ومنهم من يمص على مهل وبفتور، ولذلك نرى بعضهم يبدؤون بمص الأصابع في الأيام الأولى بعد الولادة، والبعض الآخر لا يفعلون ذلك”.

وفي رد له على سؤال متعلق بخشية الأولياء على استمرار وليدهم في عادة مص الإصبع مع تقدمه في السن يضيف:”يخشى بعض الأهل تأصيل هذه العادة في طفلهم، فيعوضونه بـ”المصاصة”التي يضعونها في فمه لإشباع غريزة المص عنده؛ معتقدين أن الطفل من السهل أن ينسى مصها، والحقيقة أنها خطر وقد تعرضه للإصابة بنزلات معوية؛ حيث إنها قد تترك عرضه للذباب”.

ليستطرد قائلا:”على الوالدة أن تدع وليدها يشبع حاجته الغريزية للمص والتغذية من ثديها؛ فهو كما يشعر بالجوع عند حاجته للأكل كذلك يشعر بحاجته إلى المص، ومن الملحوظ أن كثيرا من الأطفال يشبعون حاجتهم من الجوع بسرعة قبل أن يشبعوا حاجتهم للمص؛ لذلك يجب ترك الطفل بعض الوقت لإشباع حاجته من مص الثدي حتى لا يلجأ إلى مص إصبعه”، وهذا في حال الرضاعة الطبيعية، أما إن كان الرضيع يتغذى صناعيا بالرياضة، فينصح الأم بـ:”إذا كانت رضاعة الطفل صناعية فلا تجعلي ثقبها واسعاً؛ حتى يشبع حاجته للمص مع إشباع حاجته للأكل”.

أما فيما يخص إمكانية تعرض أسنانه للتشوه يطمئن:”أريد أن أطمئن الأم أن الأسنان لا تتأثر ولا تتشوه نتيجة امتصاص الطفل لإبهامه؛ إلا إذا استمرت هذه العادة مع الطفل لفترة طويلة قد تمتد لسنوات؛ لذلك على الأم أن تدعم طفلها حتى يقلع عن هذه العادة السيئة مبكراً”.

وفي حال استمرار هذه العادة السيئة مع الطفل تقول”فضيلة بختي”مختصة نفسانية:”إذا استمر طفلك بمص إصبعه بعد السنة الأولى فالأحسن أن تحتويه بالحنان والدفء، ويجب عليك ألا تعنفيه إذا ما وجدته يمص إصبعه، بل عليك أن تشغليه بشيء آخر يعتمد فيه على يده أو كلتا يديه، فينسى إصبعه، أو أن تحضري له قليلاً من غذاءه المفضل الذي يرغبه به لينشغل به، وهكذا تستطيعين بذكائك وحكمتك أن تبعدي طفلك عن هذه العادة، وأن تجعليه ينسى مص الإصبع، أما إذا جعلت من الأمر قضية وموضوعاً ذا شأن؛ تملك العناد صغيرك ويزداد إصرارا على مص إصبعه وربما بعنف حتى يثبت وجوده، وقد يكون مص الإصبع تعبيراً عن مواجهته لبعض الصعاب، فعلى الأم ألا تتركه بمفرده في حال قدوم طفل جديد للأسرة، فيتملكه شعور بغيرة داخلية ويقدم بعدها على مص إبهامه وغيرها من العادات السيئة، وهذا بعيداً عن التوبيخ المستمر والتعنيف الشديد الذي يلاقيه الطفل من الأم الصارمة، والذي لن يزيده إلا عناداً ويصيبه بضرر أكبر”.