أرضية رقمية للتسجيل الاستثنائي لتلاميذ الأولى ابتدائي

حددت وزارة التربية الوطنية، عبر منشور وزاريّ، إجراءات التسجيل الاستثنائي للتلاميذ المعنيين بتخفيض السن للالتحاق بالسنة أولى ابتدائي، وهي العملية التي تم ضبطها لأول مرة عبر الأرضية الرقمية لتفادي المحسوبية وضمان مبدأ تكافؤ الفرص.

هذا المنشور الوزاري الذي تلقينا نسخة منه، الثلاثاء، إلى مديري التربية عبر الوطن، ومفتشي التعليم الابتدائي ومديري المدارس الابتدائية بما فيها المدارس الخاصة، يحدد الترتيبات التنظيمية لعملية التسجيل الاستثنائي للتلاميذ المستفيدين من تخفيض السن المولودين في الفترة الممتدة من 1 جانفي 2018 إلى 31 مارس 2018، أي الذين لم يكملوا سن ست سنوات للالتحاق بالسنة الأولى ابتدائي، وهي العملية التي كانت في السابق محل انتقاد بسبب المحسوبية وعدم احترام السن القانوني، مع تسجيل تدخلات فوقية مست مبدأ تكافؤ الفرص، حيث سبق للعديد من الأولياء أن تجاوزوا هذا السن القانوني، وسجلوا أبناءهم الذين ولدوا خارج الفترة المحددة قانونا.

ويؤكد العديد من المعلمين الذين تحدثنا معهم أن هناك تلاميذ دخلوا عالم التمدرس في السنوات الماضية رغم عدم تحقيقهم للسن القانوني، وتجاوز تاريخ الميلاد لدى البعض شهر أفريل وماي وجوان وحتى سبتمبر وأكتوبر، ما يعني دخول التلميذ إلى المدرسة في الخامسة من العمر أول أقل، وهو الإجراء الذي يضر التلميذ بالدرجة الأولى، ويؤثر على تحصيله العلمي لعدم جاهزيته لتلقي المواد البيداغوجية، ويزيد في حد الاكتظاظ الذي تشكو منه معظم المؤسسات التربوية عبر الوطن. ولتفادي هذه المشاكل أوكلت وزارة التربية المهمة إلى الأرضية الرقمية بنفس الطريقة التي تم على إثرها توظيف المتعاقدين، والتي أغلقت كل أبواب المحسوبية والتلاعب بالنتائج.

وحسب ما جاء في المنشور الوزاري، فإن تسجيل التلاميذ المولودين قبل تاريخ 31 مارس 2018 خلال هذا الموسم يكون عبر الأرضية الرقمية لوزارة التربية ويمكن للأولياء أن يسجلوا أبناءهم مباشرة عبر فضاء الأولياء للأرضية الرقمية، أو إيداع ملف التسجيل لدى المدرسة، ليتولى المدير حجز المعلومات الخاصة بكل طفل، على أن تنطلق العملية ابتداء من تاريخ 24 سبتمبر 2023 إلى غاية 4 أكتوبر 2023 ويعالج النظام المعلومات لوزارة التربية الطلبات المؤكدة من طرف مديري المدارس يوم 5 أكتوبر القادم، ثم يقوم مدير التربية لكل ولاية باستخراج قائمة التلاميذ المقبولين من الأرضية الرقمية للوزارة، والتي تكون مرتبة ترتيبا تنازليا حسب تاريخ ميلادهم، حيث يتولى مدير التربية ختمها وتوقيعها وإرسالها الكترونيا الى مديري المدارس المعنية وذلك يومي 7 و8 أكتوبر 2023، لتبدأ بعدها عملية التسجيل التي تستمر إلى غاية 10 أكتوبر 2023. وحسب المنشور، أي طفل لا يلتحق قبل هذا التاريخ يفقد فرصة التسجيل ويتم تعويضه بالطفل الذي يليه في القائمة. ويكون التسجيل حسب عدد المقاعد البيداغوجية المتاحة، ويشترط أن لا يتجاوز عدد التلاميذ 34 تلميذا في كل فوج تربوي من السنة الأولى ابتدائي. كما لا يحق للتلميذ المستفيد من التسجيل الاستثنائي تغيير المدرسة خلال هذه السنة الدراسية، عكس ما كان عليه الحال في السنوات الماضية، أين كان هذا الإجراء فرصة للاستفادة من التسجيل الاستثنائي في مدارس تقع في مناطق نائية، ثم يكون التحويل إلى مدارس بوسط المدينة.

وحسب المختصين في الشأن التربوي الذين تحدثنا معهم، فإن الاعتماد على الأرضية الرقمية في ضبط عملية التسجيل الاستثنائي لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي إجراء صائب ومن شأنه أن يساهم في القضاء على العديد من المشاكل التي تواجه القطاع في هذا الشأن، وتحقيق عدة امتيازات على رأسها الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص والقضاء على المحسوبية وتفضيل طفل عن آخر.

ومن جهة أخرى، يرى بعض المختصين أن تسجيل الطفل قبل السن القانوني إجراء في غير محله، لأنه من حق التلميذ أن يلعب ويمرح بحرية، وعقله غير جاهز لاستيعاب المعلومات البيداغوجية، وهو الأمر المعمول به في الدول المتطورة التي تعتمد 7 سنوات كسن قانوني للالتحاق بالمدرسة، وهو الأنسب علميا حسب المختصين، والرسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الأولياء الذين يسارعون في تسجيل أبنائهم قبل السن القانوني.