-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجاح في عملية الاستقطاب ومتاعب في المرافق والخدمات

أرقام قياسية للسياحة الداخلية في الجزائر

صالح سعودي
  • 17716
  • 0
أرقام قياسية للسياحة الداخلية في الجزائر
أرشيف

شهدت السياحة الداخلية انتعاشا كبيرا هذه الصائفة، بالنظر إلى الإقبال الكبير الذي عرفته مختلف المدن والولايات الواقعة على الشريط الساحلي الجزائري على امتداد أكثر من 1600 كيلومتر، على غرار ما تعرفه شواطئ بومرداس وجيجل وسكيكدة وعنابة ومستغانم ووهران وعنابة وغيرها، بشكل سمح بعودة السياحة الداخلية إلى الواجهة، مسجلة أرقاما قياسية للمصطافين، بشكل يؤكد حسب المتتبعين إمكانية ترقيتها نحو الأفضل في حال الاستثمار الجيد وتوفير المرافق اللازمة ومختلف الضروريات وظروف الراحة.

كشفت الأرقام والإحصائيات الأولية للجهات الوصية في مختلف الولايات على التوافد الكبير للمصطافين على مختلف الشواطئ الجزائرية المتواجدة على الشريط الساحلي الجزائري الواسع، والممتد من الطارف شرقا إلى غاية تلمسان غربا، حيث صنعت أغلب الولايات التميز في هذا الجانب، بدليل أن ولاية بومرداس استقبلت وحدها لحد الآن أكثر من 8 ملايين مصطاف، في الوقت الذي لم تصل خلال نفس الفترة من السنة الماضية سوى 3 ملايين مصطاف، وذلك بسبب الظروف الصحية التي عرفتها البلاد، والناجمة عن وباء كورونا خلال العامين الأخيرين، وينتظر أن يستقبل 44 شاطئا مسموحا به في بومرداس أكثر من 14 مليونا قبل انتهاء صائفة هذا العام، وهذا في ظل الاستقطاب الذي تعرفه الشواطئ الكبرى على غرار قورصو وبومرداس ورأس جنات وزموري البحري ودلس وبودواو البحري وغيرها، خاصة في ظل الجهود القائمة لتحسين ظروف النقل والإيواء وفق الإمكانات المتاحة، كما عرفت شواطئ مستغانم ارتفاعا كبيرا للمصطافين خلال الأسابيع الأخيرة، ليصل حوالي 8 ملايين مصطاف، لتصل الذروة خلال نهاية الأسبوع الأخير، شأنها شأن شواطئ بقية ولايات الغرب، على غرار عين تموشنت التي عرفت توافد أكثر من 4 ملايين مصطاف، وكذلك مدينة وهران التي استقطبت عددا قياسيا للمصطافين من الغرب وبقية ولايات الوطن. أما في الشرق فقد خطفت عدة ولايات الأضواء في هذا الجانب، وفي مقدمة ذلك شواطئ جيجل التي كانت القبلة الرئيسية لمختلف ولايات الشرق والجنوب الشرقي، وكذلك عنابة وسكيكدة وغيرها، ما يعكس حالة الانتعاش التي عرفتها السياحة الداخلية في مختلف الولايات الساحلية.

أزمة المرافق وضعف الخدمات أكبر إشكال للمصطافين
وإذا كانت مختلف المدن الساحلية قد عرفت كيف تجذب بسحرها أرقاما قياسية للمصطافين بعد عامين من العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أن الإشكال القائم يكمن أساسا في قلة المرافق وضعف الخدمات، ناهيك عن عوامل أخرى كثيرا ما شكلت متاعب للمصطافين الوافدين من مختلف المدن الداخلية والجنوبية. وفي هذا الجانب، سجلت مجموع المؤسسات الفندقية المتواجدة في عين تموشنت (41 مؤسسة فندقية) نسبة استغلال كلية للأسرّة بمعدل 100 بالمائة خلال موسم الاصطياف الجاري وذلك بالنظر إلى الإقبال الكبير للمصطافين من شتى أنحاء البلاد وحتى أبناء الجالية الجزائرية المقيمين بالخارج وسياح أجانب، كما تم طرح مشكل المرافق في بقية الولايات الساحلية، ما جعل أغلب الوافدين يرغمون على كراء شقق من الخواص، مقابل مبالغ لا تقل عن 5 آلاف دينار لليوم الواحد، مثلما وقفنا عليه في مدن سكيكدة والقل وجيجل وعنابة وغيرها. ولم يتوان الكثير من المصطافين والمتتبعين لواقع الاصطياف ببلادنا في التأكيد على النجاح في رهان استقطاب أعداد قياسية من المصطافين، وهو انجاز مهم في حد ذاته، مادام أن بعض الولايات الساحلية تخطت رقم 16 مليون مصطاف خلال هذه الصائفة، فإن الرهان الأكبر حسب بعض من تحدثنا معهم هو ضرورة الحرص على الاستثمار في المرافق والخدمات، لضمان ظروف الراحة للمصطافين والسياح بشكل عام، خاصة بعد المشاكل المسجلة في مجال الإيواء والإطعام ومختلف الخدمات، في مدن ساحلية مؤهلة طبيعيا للسياحة، لكنها لا تتوفر على الإمكانات اللازمة من ناحية المرافق والخدمات، ما شكل عجزا واضحا قوبل بالتذمر والاستياء، وفي هذا الجانب يقول الأستاذ نوار كمال “السياحة تقوي الاقتصاد وبإمكانها أن تنعش خزينة الدولة بمداخيل إضافية، وأن تستوعب أعدادا كبيرة من العمال، ما يتطلب بناء أكبر عدد من المرافق والفنادق والمنتزهات بمواصفات عالمية لخلق التنافس في الأسعار والخدمات، مع ترقية الثقافة السياحية وحسن تكوين الفاعلين في القطاع حتى تكون بلادنا وجهة مفضلة، خاصة وأنها تتمتع بمناظر طبيعية ومقومات سياحية تحسد عليها”. فيما يرى الدكتور إبراهيم بن عرفة بأن معالم الحركة السياحة في الجزائر تغيرت إثر أزمة كوفيد، وأصبحت الأنظار حسبه مصوبة نحو السياحة الداخلية بعد تعزيز هذا القطاع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي سلّطت حسب قوله الضوء في فيديوهات وترندات قصيرة على مناطق من أروع مناطق الوطن، والتي سحرت حسب محدثنا الكثير من محبي الاكتشاف من كل بقاع الأرض، لكن الفعل السياحي حسب الدكتور إبراهيم بن عرفة “يبقى رهين عدة تجاذبات أهمها البنية التحتية التي تتطلب توفير عدة مؤسسات فندقية بطاقة استيعاب كبيرة، مع أسعار وخدمات تنافسية، وفي شبكة النقل يجب التفكير في إنجاز خطوط ترامواي وقطار وكذا حافلات ترقى لمستوى الحدث”، مركزا في الوقت نفسه على أهمية التربية السياحية التي من المفروض أن تكون حسب قوله أهم نقطة، وفق ثقافة الاحترام وثقافة إظهار مقوماتنا وصناعاتنا التقليدية حتى تكون خير سفير تذكاري للأجانب وحتى لأهل البلد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!