-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أريحونا من مشاكلكم

أريحونا من مشاكلكم

الزوبعة التي أحدثتها التصريحات النارية الصادرة عن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعيداني في الساحة السياسية، وما أعقبها من اصطفاف لصالح هذا الطرف أو ذاك، تؤكد أن البلاد لازالت تسير وفق منطق الغالب والمغلوب بين العصب النافذة في السلطة بعيدا عن الفعل السياسي الحقيقي عبر المؤسسات الدستورية المنتخبة.

سعيداني تحدث بلغة لم يكن يجرؤ عليها أكثر المعارضين راديكالية، وحمّل الرجل الأول في المخابرات كل الإخفاقات السياسية والأمنية منذ عشريتين من الزمن، لكنه لم يقدم تبريرا واحدا بشأن صمته كل هذه المدة، ولماذا اختار هذا التوقيت بالذات ليبوح بكل هذه التهم ضد واحد من أهم النافذين في البلاد؟

ثم هذا الاصطفاف التافه بين مؤيد لهذه التصريحات على ما فيها من ملاحظات، وبين معارض لها يدعي الدّفاع عن المؤسسات الأمنية التي أنقذت الدولة الجزائرية من السقوط، وكأن هذه الأجهزة بحاجة إلى كل ذلك الجيش من أشباه السياسيين الذين وضعوا أنفسهم في موقف الدفاع عن جهاز المخابرات ومديره!!

لا أحد يجادل بأن ما جاء في هذه التصريحات هي غاية في الفعل الديمقراطي لو جردناها من سياقها الذي يشير بأنها جاءت في إطار عملية استقواء طرف في السلطة على طرف آخر، وهذا في إطار تدافع بينهما منذ سنوات، كما لا يمكن لأحد الإدعاء بأن سعيداني بادر من تلقاء نفسه واختار الوقت والمكان والمضمون لوحده!!

هي معركة بين جيل بأكمله سبق وأن اعترف بنهاية عهده ـ طاب جنانو ـ فالجزائر تستحق أن يحكمها ويختلف على تسيير شؤونها جيل الاستقلال، والجزائريون بحاجة ماسة إلى أن يستريحوا فعلا من خصومات “الكبار” ويلتفتوا إلى أمور أهم  تتعلق بواقعهم المعيش ومشاكلهم الكثيرة وهي أخطر بكثير من “خناقة” سعيداني مع الجنرال توفيق، فمرض السرطان وحده يقتل خمسين جزائريا في اليوم الواحد!!!

أريحونا من مشاكلكم والتفتوا إلى معاناة هذا الشعب المسكين مع راتب شهري لا يكفي للحليب والخبز، ومعاناته مع مستشفيات تحولت إلى مستنقعات لأخطر الفيروسات المعدية، ومعاناته مع مدارس تحولت إلى دور لتخريج الأميين وقتل المواهب وقبر النوابغ من أبناء هذا الشعب.

إن أكبر خدمة تقدمها الأطراف المتصارعة في أعلى هرم السلطة هو المغادرة وترك الشعب يختار من يحكمه عبر انتخابات تنافسية ونزيهة لا يعرف الفائز فيها سلفا، كما حدث مع كل المواعيد الانتخابية السابقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • علي

    والله عندك الحق
    اتساءل دوما مع نفسي الا يخافون الله .الا يعلمون انهم ملاقوا ربهم ما الذي يغريهم في هذه السلطة التي ستوديهم و ابناؤهم في جهنم .والله لغبي و احمق من يسمن ابناؤه لنار جهنم .

  • أمل

    و هذا ما نتمناه جميعا لأنن هزمنا من هذه الخزعبلات