-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد مصادرة ممتلكات علي حداد محتكر خدمات الصيانة

أزمة مرتقبة في العلاج بالأشعة تهدد حياة مرضى السرطان!

خيرة غانو
  • 1085
  • 0
أزمة مرتقبة في العلاج بالأشعة تهدد حياة مرضى السرطان!

دق مختصون بمستشفى الحاسي لطب الأورام في ولاية وهران، مؤخرا، ناقوس الخطر حيال المصير المجهول الذي بات يتربص بخطى متسارعة كافة مرضى السرطان الخاضعين فيه للعلاج الإشعاعي في قادم الأيام، وهذا على خلفية قرار شركة “فاريان ميديكل سيستمز ألجيريا”، المكلفة بجميع عمليات الصيانة والتموين بقطع غيار عتادها المتخصص في هذا النوع من التقنيات العلاجية عبر مختلف مراكز مكافحة السرطان بالجزائر، توقيف كافة خدماتها مؤخرا، لأسباب مالية ومشاكل لها علاقة بما آل إليه مجمع رجل الأعمال علي حداد وممتلكاته.

تشير معطيات مستقاة من جهات إدارية ومن شكاوى أهالي مرضى، وأيضا تقارير رفعها برلمانيون إلى وزارة الصحة، إلى توقع حلول أزمة ذات أبعاد كارثية على صحة وحياة شريحة عريضة جدا من المصابين بالداء الخبيث في الجزائر، وهذا بسبب غياب أي حل أو مؤشرات واضحة لانفراج مشكل الصيانة التي تتطلبها باستمرار معدات العلاج الإشعاعي للخلايا الخبيثة، بعد انهيار إمبراطورية رجل الأعمال رهن الحبس، والتي جرفت معها مصير المئات من الضحايا المرضى نحو المجهول.

200 مريض سرطان بالحاسي نحو مصير مجهول

وفي السياق، صرح مدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض السرطان الأمير عبد القادر بالحاس  في وهران بعطوش قادة، والتي تعد عينة من مجموع مراكز المكافحة المنتشرة عبر ربوع الوطن، أن المؤسسة قد لجأت اضطرارا بسبب الأزمة المرتقبة في العلاج بالأشعة إلى تجميد مواعيد الحصص العلاجية إلى أجل غير مسمى، ما يعني رد كافة الطلبات الجديدة، والاستمرار فقط بالتكفل بعلاج الحالات التي خضعت قبلا للبرتوكول العلاجي، الذي يتوجب استكمال العمل به للوصول إلى الفعالية العلاجية المتوخاة، وتفادي الوقوع في أي انتكاسة صحية محتملة.

وأضاف أنه حتى هذه الأولوية التي تتصدر برنامج الأخصائيين يثار بشأنها التخوف من عدم القدرة على الالتزام بتوفيرها وتأمينها لمرضى المؤسسة، في حال تعرض عتاد العلاج الإشعاعي لأي عطل فني أو تقني، مشيرا إلى أن مستشفى الحاسي يأخذ على عاتقه حاليا أكثر من 200 مريض بالسرطان، يتداولون على العلاج الإشعاعي بمعدل 50 حالة يوميا، وهو العدد نفسه الذي لا يزال لحد كتابة هذه السطور مداوما على نيل حصصه المنتظمة من العلاج الإشعاعي ما دامت التجهيزات سالفة الذكر قيد التشغيل، لكن بمجرد تعطلها – يضيف – أن المصلحة المعنية سوف تتوقف عن الخدمة بسبب غياب الصيانة وأيضا الحلول البديلة التي تبقى بيد الوزارة الوصية، مشيرا في تصريح لـ “الشروق” أنه سبق له قبل نحو شهر مراسلة كافة الجهات المسؤولة قصد التحرك، وكذلك قدم تفاصيل في الموضوع إلى نواب برلمان قاموا بعدها بتحرير تقارير حول خطورة الوضع الذي يهدد حياة مرضى السرطان بالمستشفى، والذين رفعوها بدورهم إلى وزارة الصحة، لكنه يؤكد على أن دار لقمان لا تزال لحد الساعة على حالها.

نظام الدائرة المغلقة.. خطأ قاتل!

وعن سبب تعقد الإشكال المطروح وحله، يوضح ذات المسؤول أن مربط الفرس يكمن في نوع العتاد الذي يخص العلامة التجارية الأمريكية “فاريان”، التي تخضع تجهيزاتها لنظام الدائرة المغلقة، وتجعل من توريدات التموين وأشغال الصيانة حكرا عليها وحدها فقط، والأعقد من ذلك – طبقا لمصادر متطابقة – أن هذه الأخيرة قد فازت من خلال رجل الأعمال المحبوس على حداد، باحتكار النشاط في كافة الخدمات التقنية للعلاج بالأشعة على مستوى مختلف المراكز العمومية لمكافحة السرطان الموزعة عبر ربوع الوطن، وبسبب قرار العدالة في معالجتها لملف الرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات، المتابع في عديد قضايا الفساد في زمن العصابة، فإن مصادرة كافة ممتلكاته لصالح الخزينة العمومية بموجب قرار قضائي نهائي، وما ترتب عنه من تجميد للحسابات البنكية لشركة “فاريان ميديكال سيستامز ألجيريا” صاحبة الاحتكار في مجال توريد المسرعات الخطية وصانعة برامج العلاج الإشعاعي والجراحة الإشعاعية والعلاج بالبروتونات وغيرها، قد جرفت معها في الجزائر مصير المئات من المرضى إلى أفق مسدود محفوف بالخطر.

كما قامت إدارة فرع الشركة الأمريكية بالجزائر بمراسلة محافظ الحسابات بتاريخ 06-07-2022، معلمة إياه بموقفها القاضي بوقف خدماتها وإخلاء مسؤولياتها من كل ما قد يترتب عن قرار حجز مديرية الأملاك الوطنية لحسابها البنكي الذي كان باسم وكيلها علي حداد في الشق المتعلق بمرضى السرطان الخاضعين للعلاج بالأشعة.

مطالب بتأميم استعجالي للشركة المصادرة

وبالموازاة مع حالة القلق والسخط التي تصاحب التعامل الباهت مع هذا الملف من قبل الجهات المعنية، فإن الكثير من نداءات الاستغاثة الصادرة عن مختصين ومرضى باتت تتعالى أكثر مما مضى لتطالب بإلحاح شديد بتدخل أجهزة الدولة الوصية بالحزم المطلوب لتفكيك ما يعتبرونها قنبلة موقوتة تهدد حياة الكثيرين، والسعي لتفاديها باللجوء بأسرع الطرق والإجراءات إلى تأميم فرع شركة علي حداد المحجوزة، وإعادتها للتشغيل تحت مظلة الدولة، في انتظار تحرك صفقات تجهيز المصلحة الجديدة للعلاج الإشعاعي بمستشفى الدكتور بن زرجب بوهران بعتاد لا يحتكر تسييره أحد، وهذا كواحد من الحلول لصالح مرضى وهران والولايات المجاورة لها.

في المقابل، حاولنا عدة مرات الاتصال هاتفيا بشركة “فاريان ميديكل سيستمز ألجيريا”، الكائن مقرها بحيدرة في العاصمة الجزائر، لكننا لم نتلق الرد من أحد رغم التكرار والخطوط المفتوحة، وعند اتصالنا بمسؤولة الإعلام والاتصال لدى وزارة الصحة والسكان أفادتنا بأن الوزارة مهتمة للغاية بهذا الإشكال الذي هو في طريق الحلّ، وأن المديرية العامة للصيدلة والتجهيزات الطبية بوزارة الصحة، قد اهتدت إلى إيجاد الحل المناسب الذي سيتم الإعلان عنه قريبا بعد موافقة الوزارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!