أسئلة تحصيلية وتشخيصية في “السانكيام الجديد”

صادقت وزارة التربية الوطنية على “أدلة” امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي لجميع المواد، والتي تعد بمثابة “خارطة طريق” يعتمد عليها المفتشون ومديرو المدرسة الابتدائية والأساتذة في ضبط آليات بناء مواضيع “السانكيام الجديد”، وفق مجموعة كفاءات تم توحيدها، لتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين.
وإضافة إلى ذلك، فقد تم التأكيد على ضرورة إبعاد الإقصاء المعتمد على التنقيط، عند إنجاز أداة التقييم المقترحة، إلى جانب عدم احتساب نتائج امتحان “بديل السانكيام” في الانتقال إلى مستوى أعلى، علاوة على اعتماد أربعة تقديرات أساسية لقياس مستوى التلاميذ.
وبخصوص مادة اللغة العربية والتي سيمتحن فيها تلاميذ أقسام الخامسة في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، فقد أوضح الدليل الخاص بها، بأن وضعه قد جاء لأجل شرح الخطوات العملية لإعداد تقييم الكفاءات الختامية المنصوص عليها في المناهج، وتوضيح المسعى المتبع لبلوغ هذا الهدف، بالإضافة إلى توضيح كيفية التعامل مع دفتر الكفاءات الذي يعتبر بمثابة “دفتر صحي بيداغوجي”، يمكن العودة إليه لكشف الثغرات وسدها، واستدراك النقائص وعلاجها، سواء عند إعادة السنة أو لدى الانتقال إلى قسم السنة الأولى متوسط.
كما لفت نفس الدليل إلى أن اللغة العربية وباعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية ولغة تدريس كل المواد التعليمية في المراحل التعليمية الثلاث فهي بذلك “كفاءة عرضية”، وبالتالي فالتحكم فيها مفتاح تعلم كل المواد وإرساء مواردها أساس هيكلة الفكر وتكوين الشخصية، وتحقيق التواصل الشفهي والإنتاج الكتابي في مختلف وضعيات الحياة اليومية.
وأكد الدليل نفسه على أن طبيعة التقييم في مادة اللغة العربية، تتميز بالشمولية، وعليه فوجب الاعتماد على بعدين أساسين، الأول تحصيلي والثاني تشخيصي في تقويم معارف ومكتسبات الممتحنين، وذلك خلافا لما كان عليه الاختيار فيما سبق، وبذلك فقد أوجب أخذ بعض المعطيات الأساسية عند تصميم أداة التقييم.
واستناد لما سلف، شدد دليل الامتحان على أن المفتشين والمديرين والأساتذة مدعوون لاستخدام مجموعة منظمة من المعارف والمهارات والمواقف بصفة حسنة، إلى جانب استعمال مجموعة من الموارد استعمالا ناجعا من قيم وكفاءات عرضية، وكذا العمل على إدماجها وتحويلها بشكل منتظم، عند الشروع في إنجاز المواضيع، وذلك بغية حل وضعيات مشكلة ذات دلالة وتحقيق صياغة سليمة لأداة التقييم.

تخريج تلاميذ يتقنون اللغة مشافهة وكتابة
وبناء على ذلك، أوضح المنشور نفسه بأن الكفاءة الشاملة لمادة اللغة العربية، قد صيغت في منهج مرحلة التعليم الابتدائي بالشكل الذي تمكن المتعلم قادرا على استعمال اللغة العربية، كأداة لاكتساب المعارف وتبليغها مشافهة وكتابة بشكل سليم في وضعيات دالة من الحياة الاجتماعية، واستعمالها عبر الوسائط التكنولوجية، وكذا كأداة للتبليغ في وضعيات تواصلية دالة من الحياة الاجتماعية.

“السانكيام القديم” أحدث رهبة في نفوس التلاميذ
وبخصوص امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي بصيغته السابقة أي “السانكيام القديم”، لفت المنشور نفسه إلى أن التقارير والتحقيقات المنجزة حوله قد توصلت إلى أنه قد تسبب في إحداث “رهبة” وقلق في نفس الوقت في نفوس المتعلمين آنذاك، وأثر على سلوكهم التربوي، وهذا ما أعاقهم عن إبراز قدراتهم، خاصة في الوقت الذي امتد القلق إلى الأولياء لاعتبارات عدة، منها خصوصا صغر سن أطفال هذه المرحلة كونها التجربة الأولى في الحياة المدرسية للطفل.

منع إقصاء المتعلمين بسبب العلامات
وقصد حسن التعامل مع هذه الخصوصيات عند إعداد أداة التقييم المقترحة، شدد دليل الامتحان على أهمية إبعاد الإقصاء المعتمد على التنقيط، إلى جانب عدم احتساب نتائج هذا التقييم في الانتقال إلى مستوى أعلى.

4 تقديرات أساسية لقياس مستوى التلاميذ
ولأجل إنجاح “السانكيام الجديد”، والذي سيبرمج وفق مجموعة كفاءات موحدة، أفاد الدليل، بأنه وجب وضع عدة شروط تمكن من أولا من قياس مستوى تملك الكفاءة الشاملة، إلى جانب التمييز بين الكفاءات الختامية عند إعداد أداة التقييم، علاوة على التحدي الدقيق لمعايير كل كفاءة ختامية.
وإضافة إلى ما سبق، وجب احترام الموارد المدرجة في المناهج عند صياغة المعايير، وكذا الابتعاد عن الاسترجاع المباشر للموارد، فضلا عن عدم استعمال المصطلحات المهيكلة للمناهج، وكذا الدقة في صياغة المطالب والتعليمات لمنع التأويل وتحديد أربعة مستويات للتقدير وهي “تحكم أقصى”، “تحكم مقبول”، “تحكم جزئي” و”تحكم محدود”، بالإضافة إلى استحداث مستوى “التمايز”.