-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الزيت والسكر والسميد واللحوم أهم المنتجات الغائبة

أساسيات مفقودة في أسواق الرحمة!

وهيبة سليماني
  • 1915
  • 0
أساسيات مفقودة في أسواق الرحمة!
الشروق

لا زيت ولا سكر ولا “سميد”، ولا لحم، الكل يبحث ويفتش عن هذه الأساسيات في أسواق الرحمة، ولا يجد لها أثرا!.. فالتهافت والاكتظاظ خلال اليوم الأول لرمضان في هذه الأسواق كان عند الكثير من المواطنين مجرد تضييع للوقت، وخيبة أمل في فضاءات كان يطمح هؤلاء أن تثلج قلوبهم وتخفّف عنهم وطأ الأسعار الملتهبة للحاجيات الخاصة بتحضير مائدة الإفطار.
والملفت أنّ الإقبال على أسواق الرحمة لم يقتصر على “الزوالية” ولا على متوسطي الحال، بل إن ندرة الزيت و”السميد”، وغلاء اللحوم، كانت مقصد كل الشرائح، ومحل اهتمام الجميع، حيث كانت هذه الأسواق التي تحمل شعار”الرحمة”، بصيص الأمل في أساسيات فقدتها الأسواق الشعبية والمراكز التجارية..

تزاحم ينتهي باقتناء مستلزمات غير ضرورية
ووقفت “الشروق” خلال جولة استطلاعية قادتها إلى أسواق الرحمة بالعاصمة، خلال اليوم الأول لرمضان، على حجم الإقبال والتهافت للمواطنين، حيث كانت خطوات بعضهم تتسارع لولوج هذه المساحات، خوفا من نفاد مواد أساسية جاؤوا لاقتنائها، متسائلين وهم يلتفتون يمينا وشمالا “أين جناح الزيت.. أين هي اللحوم، والسميد والفرينة؟”.
وأغلبهم يفتشون عن أساسيات يحتاجونها على الأقل لإعداد مائدة رمضان في يومه الأول، ولا تقابلهم إلاّ مستلزمات التنظيف وعلب “المايوناز”، وبعض المعلبات، وورق التغليف، والشكولاطة وعلب “البسكويت”.
واستقطب سوق الرحمة المنظم في مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بساحة أول ماي، الزوار بشكل ملفت للانتباه، النساء كما الرجال الذين سارعوا إليه وهم يحملون القفف أملا في ملئها بما يحتاجونه وبأقل الأسعار.
وعند ولوجك ساحة الخيم البيضاء، تشاهد المواطن المغلوب على أمره يتحرك في كل الاتجاهات بحركات عشوائية، ينظر هنا وهناك، فلم يجد أهم ما جاء إليه إلا بعض المستلزمات أو مواد غذائية قد يكون في حاجة إليها خلال الشهر الكريم.
وصادفنا سيدة كانت رفقة ابنتها، فأكدت لنا، أنها خاضت رحلة بحث عن الزيت والسميد من بولوغين إلى ساحة أول ماي، وكم صدمت عندما لم تجد ما ضيعت وقتها لأجله.
وغاب الزيت تماما عن أسواق الرحمة، إلى جانب “السميد” والفرينة، واللحوم الحمراء الطازجة، فحسب الجولة الميدانية في السوق، فإنه حتى الخضر والفواكه لم تكن متوفرة بشكل يلبي حاجيات المواطنين الذين وضعوا كل أملهم في أسواق الرحمة.
وفي سوق الاتحاد العام للعمال الجزائريين، عشرات المواطنين، ازدحموا حول بعض الخيم لشراء فقط بعض المستلزمات مثل مواد التنظيف وتمور معلبة، والزبدة، و”الكاشير” و”الجبن”، والبيض وورق المطبخ، وعلب القهوة أو عجائن مثل الكسكسي.
وفي سوق الرحمة بساحة “كيتاني” بباب الوادي بالعاصمة، اتسعت المساحة لتضم وفود المواطنين، لكن كل الخيم الموزعة عبر هذه المساحة لم تلب حاجيات ما جاء أغلب هؤلاء للبحث عنه بشق النفس.
سؤال يتكرر في كل الأسواق “أين الزيت.. أين الفرينة والسميد.. أين اللحوم!”، فالخيم التي بقيت بعضها فارغة ولم تملأ بعد بالسلع شطبت من قوائمها مواد غذائية أساسية مكتفية بعرض المعقمات والصابون، ومواد التجميل.
وقد اصطف بعض المواطنين البسطاء في انتظار مادة الزيت بسوق الكيتاني إلى جانب السميد والفرينة، بعد أن تناقل إلى مسامعهم توفرها بعد الظهيرة.
وأبدى روّاد سوقي الرحمة بكل من ساحة أول ماي، وساحة”كيتاني”، استياءهم لعدم توفر أهم أساسيات مائدة رمضان، اللحوم البيضاء والحمراء، السميد، والفرينة والسكر، والزيت.
وحتى الخضر مثل الكوسة، و”الجلبانة”، والبطاطا، والثوم، والطماطم، لم تتوفر في أسواق قيل عنها إنها “رحمة”، حيث فتح في سوق أول ماي، جناح لبعض تجار الجملة للخضر والفواكه وهو خيمة واحدة، توفر سلعا شبه ذابلة، برتقال وبصل و”جلبانة” وجزر، وبأسعار تقارب المعروضة خارجها..
وتفاجأ بعض زوار السوق، من أسعار لا تختلف كثيرا عما هو في الأسواق الأخرى، حيث كان الكيلوغرام من “الجلبانة” بـ150دج، والحشيش مثل “الكرافس”، والقصبر، والمعدنوس، بـ20دج، فأين هي الرحمة والتخفيضات المعلن عنها قبلا يتساءل المستهلكون؟
والأمر نفسه ينطبق على البيض الذي لا تقل أسعار صفيحة واحدة بـ30حبة، عن 430دج، رغم أن بيعها يتم من المنتج إلى المستهلك مباشرة، إلا أن السعر لم يكن في متناول “الزوالي”.

أغنياء يزاحمون “الزوالية”..!
ولم يعد الأغنياء يخجلون، في زمن غلاء الأسعار والندرة، من التردد على أسواق الرحمة، والتدافع وسط البسطاء من المواطنين، حول خيم المنتوجات والمواد الغذائية بمختلف أنواعها وأصنافها، التي يعرضها بعض أصحاب المصانع والمنتجين وبكميات محدودة، حيث يختص كل منتج بعرض سلعة معينة لا توفي في الغالب من حيث التنوع ولا الكميات حاجيات المستهلك.
فالأغنياء وهم في الغالب تجار ومستثمرون جاؤوا لأجل الأساسيات من المواد الغذائية، مثل الزيت والسميد، واللحم، لكنهم لم يفوتوا فرصة اقتناء مستلزمات شدت انتباههم من ناحية السعر أو النوعية مثل التوابل والتمور ومعلبات الزيتون، و”المايوناز”، والفطريات، وبعض مساحيق الشكولاطة والكاكاو، والمكسرات، والزبيب، وأيضا “الكاشير” والأجبان.
وانتهز هؤلاء وجود بعض الحرفيين الذين يبيعون مواد تنظيف وتجميل طبيعية وبعض مساحيق الصابون، والأحذية، والأغطية لإتمام مشترياتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!