-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أسبوعٌ حاسمٌ لاستقبال رمضان مختلف

سلطان بركاني
  • 582
  • 2
أسبوعٌ حاسمٌ لاستقبال رمضان مختلف

سبعة أيام بقيت تفصلنا عن رمضان؛ عن الضّيف العزيز الذي يترقّب قدومَه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، كلّ عام، لكنّه هذا العام خاصّةً يُفترض أن يكون مختلفا، لأنّه يأتي بعد رمضان العام الماضي الذي كان رمضانا حزينا؛ أوصدت في وجوهنا أبواب بيوت الله في أيامه ولياليه، وحُرمنا صلاة الجمعة والجماعة والتراويح في المساجد.. رمضان العام الماضي حُفر في ذاكرة كلّ واحد منّا، وكلّنا نسأل الله ألا يتكرّر ما حصل فيه مرّة أخرى.

نسمات رمضان هذا العام مختلفة ولها عطر خاصّ، وشوق القلوب إلى شهر الطّهر والنّقاء هذا العام أكبر من أيّ عام قبله.. كأنّنا بسبب الحرمان الذي عشناه العام الماضي، لم نلق رمضان منذ سنوات طويلة! جميعنا نشعر بأنّ رمضان هذا العام سيكون مختلفا ليس عن سابقه فقط إنّما عن كلّ رمضان عشناه قبل ذلك؛ سنصلّي الجمعات والجماعة في بيوت الله، وسننعم بصلاة التّراويح في المساجد بإذن الله رجالا والنّساء.. شكرا لهذه النّعمة، يفترض أن يفكّر كلّ واحد منّا في أن يكون رمضان هذا العام رمضانا مختلفا وحاسما في حياته؛ يصبح فيه وبعده إنسانا آخر أفضل بكثير من الإنسان الذي كانه في سنوات وعقود مضت.

رمضان هذا العام ينبغي أن يكون رمضانا مشهودا؛ تمتلئ فيه بيوت الله بالرّاكعين والسّاجدين والتّائبين، بعد أن أدركنا جميعا قدر نعمة الاجتماع في بيوت الله، وقدر نعمة صلاة الجمعة والجماعة، وقدر نعمة صلاة التراويح في المساجد، وقدر نعمة سماع الدّروس والخطب في أمن واطمئنان.. ينبغي لكلّ واحد منّا أن يهيّئ نفسه وأهله وبيته لاستقبال رمضان مختلف، بل ويفكّر في دعوة أصدقائه وجيرانه إلى حياة مختلفة وعمر جديد مع رمضان مختلف وجديد.. فما أجمل أن يحبّ الواحد منّا الخير لإخوانه وأصدقائه وجيرانه كما يحبّه لنفسه! ما أجمل أن يدعو بعضنا بعضا إلى التّوبة وإلى بيوت الله كما نتداعى إلى الولائم والمناسبات!.. الواحد منّا كلّما كان صديقه عزيزا على قلبه كان أحرص ما يكون على دعوته في كلّ المناسبات، فلماذا لا نحرص على دعوة أصدقائنا وجيراننا وأقاربنا إلى وليمة رمضان في بيوت الله، وما أروعها وأسعدها من وليمة!

لا تزال تفصلنا عن رمضان سبعة أيام؛ هي آخر أسبوع من شهر شعبان.. سبعٌ مهمّة وحاسمة في الاستعداد لرمضان، ليس بتنظيف البيوت فقط، إنّما بتنظيف القلوب والأرواح ووضع برنامج لاستغلال الشّهر الفضيل ورسم أهداف نسعى للوصول إليها.

نتمنّى أن يوفّقنا الله جميعا لننطق بلسان الحال ولسان المقال، ليقول كلّ واحد منّا بلسانه وقلبه وروحه وجوانحه وجوارحه: ((يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِين)).. نتمنّى أن يوفّقنا الله لتتحرّك قلوبنا في هذه الأيام ونعقد النية والعزم على أن نجعل من رمضان هذا العام رمضانًا مختلفا.. نبدأ من الآن في عقد العزم والنية ونفكّر في الأعمال التي سنجاهد أنفسنا عليها في رمضان، حتى إذا عجزنا عن بعضها لعذر، كتب الله لنا أجورنا كاملة.

سبعة أيام مهمّة، ستمضي سريعا، وهي محطّة مهمّة في الاستعداد لشهر الغفران والعتق من النيران، استعدادا يجعلنا ممّن يغيّرهم رمضان بإذن الله.. استعدادا يجعلنا من الفائزين بأيام الشّهر الفضيل ولياليه، ويفرحون يوم العيد بالتوفيق لحسن استغلاله.

ما أجمل أن نبحث في هذا الأسبوع الحاسم من شعبان عن قلوبنا ونعدّها لاستقبال رمضان ونكشف عنها غشاوة القسوة علّها تلين في أيام وليالي رمضان! إنّه لا يليق أبدا أن يحلّ علينا رمضان وقلوبنا قد شلّتها القسوة وحالت بينها وبين الخشوع لله الواحد الديان.. إنّه الوقت المناسب لإعداد قلوبنا وتهيئتها لاستقبال رمضان. يقول الله سبحانه: ((وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً)).

ما أجمل أن نستعدّ لاستقبال رمضان بإعلان التّوبة أياما قبل حلوله، ليحلّ علينا وقد ألقينا عن كواهلنا الذّنوب والآثام، وعاهدنا الله على الاستقامة والاجتهاد في طاعته ومرضاته! ما أجمل أن نستعدّ لاستقبال رمضان بكثرة الاستغفار، علّ الله يمحو عنّا الخطايا ويحطّ الأوزار، ويمنّ علينا بإطلاق قلوبنا وأرواحنا من سجن الدّنيا إلى رحاب الطاعة والإيمان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • tadaz tabraz

    أسبوع حاسم وكأن الحياة بل وكأن مستقبل البشرية يتوقف على ما يحدث هذا الأسبوع . عجيب هذا الأسبوع ككل الأسابيع التي سبقته والأسابيع التي سوف تلتحق به . وهذا الشهر لا يختلف في شيء عن الشهور السابقة واللاحقة ... فتوقفوا عن التلاعب بعقول البلهاء .

  • بن بولعيد

    عندما تطهر القلوب من الغل والكراهية والتمييز العنصري والجهوية واحتقار الاخر والنفاق خاصة -ما اكثر المنافقين في ايامنا هذه- والارهاب حينئذ ستفتح ابواب المساجد وتفتح مكة . ما اقسي قلوبكم وما اظلمها وما احلك سوادها يا منن تدعون مخافة الله وتدعون التقوي قال تعالي : الا من اتي الله بقلب سليم صدق الله العظيم