-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هل الكرة هي السبب؟ شتم أمهات الحراس في ملاعبنا

أصوات تسب الأمهات وهن عظام في القبور!

الشروق أونلاين
  • 6121
  • 0
أصوات تسب الأمهات وهن عظام في القبور!

إذا كان العنف ظاهرة عامة مست كل من يحضر مقابلة لكرة القدم، بل ووصل الأذى حتى إلى السكان المجاورين للملاعب، فإن هناك ظاهرة أخرى خص بها الحراس، وهي شتم الوالدة طوال فترات اللقاء، آلاف الحناجر تشتم في نفس الوقت أمهات لا ذنب لهن، إلا أنهن ولدن أبناء أصبحوا حراسا للمرمى في الرياضة الأكثر شعبية وهي كرة القدم، يحضر لها نهاية أسبوع، هؤلاء المغضوب عليهم من طرف الجمهور من غير جرم، شتم وسب يسمعونه من المدرجات من مشجعين يدعون أنهم يحبون فرقهم، ظاهرة أحرجت حتى من يشاهد المقابلات من وراء الشاشة، فما ذنب من ولدت ابنا حارسا للكرة، بل فيهن من هي في قبرها، لكنها لم تسلم من ذلك!

   هي امتداد آخر للعنف في الملاعب، فقد سوقت النسخة من هذا العنف للحراس، يسعى الكثير من المشجعين إن صحت فيهم هذه التسمية إلى التقليل من عزيمة أو التشويش على حارس الفريق المنافس أو الزائر، لكن بطريقة خبيثة ومضرة على نفسية الأفراد، وهي والسب العلني لأقرب إنسان لكل واحد منا، وليس هم فحسب وهي الأم، ملاعب تضم آلاف الأنصار لم يتحدوا واقعا، لكنهم اتحدوا على هذا الفعل وهو الجهر بالسوء والشتم العلني المباشر لوالدة كل حارس كرة قدم، تأتي في شكل لحن شنيع يهز المشاعر ويحز في القلوب، لأن هناك أما تشتم كل خمس دقائق وعلنا، وربما هي أمام شاشة التلفاز تسمع بأذنها هذا الفعل الشاذ الذي عاقبها به أشباه المناصرين من دون ذنب ولا حجة، مدعين بالتشويش في ذلك على ابنها في الملعب، لكن عن طريقها هي وبأية طريقة وهي الخوض في شرفها، طالت كل الحراس من دون استثناء، فلا شهرة ولا غيرها تنجي أي حارس من هذا، لأنك اليوم بين جمهورك وغدا منافسا في ملاعب أخرى فيجب أن تستعد لهذا الضرر، وتداول هذا السب على كل حارس كرة قدم، وهم مذهولون من غير سبيل للحد من هذه الظاهرة، تدمع أعينهم ويبكون صمتا وأنينا، لأن شرف أعز مخلوق لهم يهان في ملعب كرة قدم لا لشيء، بل بالمجان.

يا ليتني لم أتخذ المرمى منصبا في لعبة كرة القدم

 نسمع اليوم الكثير من رؤساء الأندية والمدربين يصرحون أنهم غير قادرين على تحمل شتم الوالدة حتى ومن النتائج السيئة للفريق، ويدفعهم في بعض الأحيان للتخلي والاستقالة من مناصبهم من أجل هذا السب الذي يطالهم حتى ولو كان في أوقات معدودة فحسب طيلة الموسم الرياضي، فما بالهم ممن تشتم أمه من طرف الجمهور في كل نهاية أسبوع بصوت واحد كل خمس دقائق ليس لغضب، لكن تشويشا وإزعاجا لهم. مشجعون اتخذوا شرف الأم مطية للهو والعبث والانتقام من هؤلاء الأشخاص، الذين ربما ندم الكثير منهم على اتخاذ هذا المنصب في كرة القدم، حتى وإن كان كل اللاعبين معرضين لهذا السب، لكن ليس بالضرر الذي يعانيه حارس المرمى في كل مقابلة.

بالرغم من أن الحراس بقوا صامدين وصامتين، لكن هذا ليس من علامات الرضا، أمام موجات الشتم التي تطال الوالدة بأفضع الألفاظ، إلا أن الأمر أصبح أكثر مرارة مؤخرا ولا يحتمل، لأن هذه الموجات من العزف المدوي لمشاعر الاشمئزاز ليس لهم فقط، بل لكل فرد في الملعب أو خارجه من وراء شاشة التلفاز، لا تتوقف طيلة المقابلة حتى أصبح العديد من الحراس في عجز تام على إرجاع الكرة إلى الميدان، بل فيهم من يطلب من أحد أصدقائه في الملعب إرجاع الكرة لتفادي هذا السب العلني الضار بشرف الوالدة والراحة منه حتى ولو لمرة واحدة، مادام أن الكثير من المشجعين الذين لا ينطبق عليهم هذا اللقب حتما، لكنه مجاز، أتوا خصيصا للخوض في شرف أم كانت ربما قد تكون أما لواحد منهم، لكن القدر اختارها هي.

أترضه لأمك… أيها المناصر أو المشجع؟

الأكيد أننا لو تحدثنا إلى الكثير من المشجعين واستطلعنا رأيهم على أن يكون هذا الشتم يخص والدة واحد منهم، لانتفض الكثير منهم انزعاجا وغيظا حتى من مجرد التفكير في هذا، ولا يصبر حتى على السؤال وإعطاء ردة الفعل، لأن الأمر لا يقف عند الشرف فحسب، لكن تعدى إلى شرف الأم، هذا المخلوق الكريم الذي كرمه الله عز وجل وأهانه بعض الحثالة في ملاعبنا من أجل ماذا، من أجل لعبة لا تساوي قدر بعوضة لو قيست بحجم شرف أمهاتنا، إذا كان هذا هو الرد بين المناصرين، لماذا لا يرضى بفعل مثل هذا له ويرضاه لغيره، هل للأنانية، أم للخبث، أم انتقاما من شخص لا يعرفه أصلا، أم هي الفطرة التي فطر عليها الكثير من الناس اليوم وهو عنف دفين يلقى بحممه في ملاعبنا، لماذا تهان الكثير من الأمهات لمجرد لعبة لا تسمن ولا تغني من جوع، هل من الحكمة أن نتحجج بحبنا لأنديتنا وفرقنا بالخوض في شرف أم لاعب من الفريق المنافس؟ هل هي الطريقة المثلى لتحقيق الفوز وقهر المنافس؟ ولماذا الأم بالذات دون غيرها من الأفراد ؟أسئلة لا نجد الإجابة لها حتما، مادام يوجد هناك من الأشخاص أو المشجعين من يرضى لغيره ما لم يرضاه لنفسه.

…وأمهات يهان شرفهن وهن في القبور

شاهدنا في العديد من ملاعب العالمتوقيف مباريات من أجل هذه الأفعال من الشتم والسب العلني للأفراد والأشخاص، لكن الأمر صار أعظم عند شتم أمهات في ملاعبنا وهن في في القبور، من يرضى بهذا الفعل؟ عشنا الكثير من المباريات، لاعبين يقفون حزنا على أمهاتهم شتمن من طرف حثالة ملاعب كرة القدم على مسامع الصغير والكبير من أجل النيل من عزيمتهم، بل أكثر من هذا، فيهم من شتمت والدته من طرف المناصر وهو يردد له “نعم، أمك المتوفاة مؤخرا والتي هي في قبرها الآن”، هل يعقل أن يحمل مثل هؤلاء ضميرا، وحقا هم من عشاق الكرة وجمالها؟ وهو الحال بالنسبة لحراس المرمى، أم تشتم مئات المرات على مسمع ابنها وهو يداعب الكرة، والحجة هو محاولة الإطاحة به في فخ النرفزة وربما يترك فريقه لمجرد الرد على الفاعل حتى وإن لم يكن ظاهرا للعيان، وهي من الحيل الخبيثة التي اتخذها الكثير من المناصرين اليوم حتى ولو على حساب شرف الغير، في لعبة تتخذها كل دول العالم للفرجة والتمتع والتواصل فيما بينها، ونتخذها نحن للعنف والانتقام والسب والشتم والتطاول حتى على الله في الكثير من الملاعب.

 هي إذا حكاية حراس المرمى في الجزائر، تعاد الحكاية كل نهاية أسبوع لبطولة صحت فيها تسمية إنها بطولة الانحراف وليس الاحتراف، يقف الواحد منا مذهولا أمام سماع آلاف الحناجر تنادي بأعلى صوت بالشتم والسب لأمهات أحياء أو أموات من دون ضمير ولا أدنى مستوى للتربية، ولو تسأل الواحد منهم يدعي معرفة الكرة، لكن الأكيد أن مثل هؤلاء هم بالنسبة لكرة القدم بمثابة خطين متوازيين لا يلتقيان، وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • مزيان عبدالله

    الحل هو ان الحراس سواء كانوا رسميين او احتياطيين يجب ان ينتفضوا بوقفه احتجاجية على هذا السلوك المشين و الجبان من بعض المحسوبين على المناصرين الشرفاء و الاوفياء للعبة كرة القدم ان يضربوا عن حراسة المرمى ولو اسبوعا واحدا مهما كلفهم الامر من ذلك مع رؤساءهم كما يجب على لجان الانصار مساندتهم في هذا الموقف وقوفهم متفرجين على مسرح الجريمة

  • الاسم

    هو مشكل تربية و اخلاق.

  • الاسم

    لان و بكل بساطة من يشتم بهذه الطريقة ماشي متربي ولم يعرف يوما معنى التربية

  • جزائري

    و من قال لكم أنه مازال يوجد مناصرين أو مشجعين في ملاعبنا، كلهم قليلوا تربية و باحثون عن المشاكلو سواء كانت فوضى أو سرقة إلا من رحم ربي، حتى أنه يوجد الكثير من مشجعي الكرة صاروا يفضلون متابعة المباريات على الإذاعة أو الجرائد، كون كل من يدخل ملاعبنا سواء لاعب ،حكم، مدرب، مشجع او حتى عناصر الأمن فقد توجه إلى إهانة نفسه و أهله، لأن الأخلاق غائبة تماما في مدرجات الملاعب
    ربي يهدينا

  • MOMAS

    جمهور منحط الأخلاق ووضيع ومدعاة للخزي والعار ويقولون الجمهور الجزائري أفضل جمهور !!!
    أين الاحترام والروح الرياضية ، بهدلتو بينا ، كل أسبوع عنف في الملاعب و ضحايا قتل وجرحى

    لكن العيب ليس فيهم وحدهم بل في السلطات الرياضة كذلك والتي لا تعاقب على مثل هذه الأفعال و تحاول ردعها.
    أتمنى أن تأخذو العبر و الدروس من الكرة و الجماهير الأوروبية.

  • reda ain temouchent

    c des vagabons ya latif wjouh char hadou denya troh tedhak w tel3ab pour le spectacle walah ma talehgou les europennes ta3arfou tkaldouhom ghi fel 9ach besah trabya nn slm

  • نبيل

    هذا نزر يسير جدا من مفاسد كرة القدم و لو علم المسلم الصادق ما في هذه اللعبة من المفاسد الدينية و الدنيوية لتوقف عن مشاهدتها و تشجيع مماريسيها و الترويج لها نسال الله ان يرد المسلمين الى الحق ردا جميلا

  • lahcen

    rabi yah dihoum

  • الاسم

    للأسف شعب متخلف من جميع الجوانب
    نحن الشعب الوحيد الذي يسب الله ويكفر به
    أما سب اللاعبين و في الملاعب و الأماكن الأخرى خليها برك
    لا تربية ولا أخلاق و لا كلام جميل
    حتى أننا أصبح شبابنا لغته غير مفهومة أصلا

  • الاسم

    بكل بساطة ماشي مربيين و كل شخص يتفوه بكلمة تخدش الحياء هم أشخاص بدون أخلاق و خاصة عندما يكون اللقاء مباشر تسمح كلام يستحي المرء أن يسمعه حتى أصبح مشاهدة لقاء على الشاشة ممنوع بين العائلة.

  • Ali

    شعب لا زملو العصا مش متربيين حاشا يلي مي ساهلوهاش