-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غياب المساحات الخضراء وأماكن السكينة يحول الصغار إلى "رهائن"

أطفالنا يختنقون!

نادية سليماني
  • 926
  • 3
أطفالنا يختنقون!

بوداود: أحياؤنا “محتشدات” ومساكننا سجون
الفورام: حرمان الطفل من اللعب يؤثر على سلوكه ومستقبله

ضاعفت جائحة كورونا، معاناة الأطفال. فمع قلة مساحات اللعب والفضاءات الخضراء، منع التلاميذ من اللّعب في ساحات المدارس تفاديا للفيروس.. فوجدوا أنفسهم محاصرين بين المدرسة والمنزل، وجلّ وقتهم للمراجعة.. لا لعب ولا خروج، فماذا ننتظر من أجيال حرمت من أبسط حقوقها في اللعب؟ وما تأثير ذلك على تكوينهم النفسي مستقبلا؟
تفتقد غالبية ولايات الوطن لمنتزهات ومساحات خضراء للعب، فما عدا الجزائر العاصمة، وعلى قلة ما يتواجد فيها من منتزهات، وبعض المدن الكبرى.. لا تجد كثير من العائلات أماكن تقصدها للترفيه عن نفسها وأولادها، وهو ما يجعلهم يفضلون البقاء في المنازل. وزادتهم جائحة كورنا معاناة فوق معاناة.
وما يلاحظ أن غالبية أوقات الأطفال يمضونها في مراجعة دروسهم، فبمجرد خروجهم من الأقسام، يرغمهم الأولياء على المراجعة في المنازل. وحتى وإن أرادوا اللعب فلا وجود لأماكن مخصصة لهم، فغالبية المشاريع السكنية في الجزائر، تفتقد لمساحات خضراء وأماكن اللعب، وهو ما يجعلها أقرب منها للمحتشدات.

القانون يفرض تخصيص 30 بالمائة من موقع البناء كمساحات خضراء

وفي هذا الصّدد، اعتبر رئيس المجمع الوطني للخبراء المهندسين، عبد الحميد بوداود لـ ” الشروق”، أن غالبية المشاريع السكينة في الجزائر تفتقد لمساحات خضراء ولأماكن اللعب، سواء كانت مساكن فردية أم جماعية، التي تحولت إلى سجون وليس أماكن للعيش.
وقال إن بعض العائلات تمتلك مساحة 300 متر مربع، تشيدها جميعا إسمنتا، ولا تترك أي شبر لإنشاء حديقة أو زرع النباتات، فيحرمون بذلك أطفالهم من أبسط حقوقهم في اللعب.
وأكد أن المعايير العالمية للبناءات الفردية، تحث على اقتطاع مساحة 30 بالمائة من مساحة البناء الفردي لجعلها حديقة، في حين إن تونس مثلا تشترط على مواطنيها ترك مساحة 12 متر مربع كمساحة خضراء أو حديقة.
أما في الجزائر، يضيف محدثنا: “فإذا كان دفتر الشروط ينص على بناء 30 بالمائة فقط من المساحة، فالمواطن يبني 100 بالمائة أو أكثر، وينتزع حتى جزءا من مساحة جاره. ولنا في قضايا الاعتداء على ملكيات غير المنتشرة عبر محاكمنا الدليل على ذلك، التي وصلت درجة القتل “.
وأضاف: يوجد قانون 90/29 الصادر في 1 دسيمبر 1990، تنص مادته 73، على أن رئيس البلدية أو الوالي أو التقني سامي، يطلب مخطط البناية ورخصة البناء، قبل مباشرة المواطن لعملية البناء، ولكن القانون غير مطبق. كما صدر أيضا بعد زلزال بومرداس، قانون 04/05 لمراقبة البناءات، ولكن قلة من ترضخ له.

المساحات الخضراء تقلل من الجريمة والعنف

وحسب محدثنا، فظاهرة غياب المساحات الخضراء بالمشاريع السكنية، أصبحت “علامة جزائرية مسجلة”، لا نجدها إلا في بلدنا. فالمقاول لا يفكر في وجود أطفال وكبار في السن وعجزة ومرضى، يحتاجون إلى مساحة خضراء في حيهم، يجلسون فيها ويستنشقون الهواء النقي.. وأضاف: “وحسب دراسات عالمية، المساحات الخضراء في الأحياء تقلل من الجريمة والانحراف، وتنشر الطمأنينة في نفوس العائلات “.

الأجيال السابقة كانت لها فرصة أكبر للعب

ومن جهتها، اعتبرت الباحثة ونائبة رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “الفورام”، صبرينة قهار، عبر “الشروق”، أن موضوع لعب الأطفال هام جدا، بل يعتبر من الركائز الأساسية التي يحتاجها الطفل للنمو، باعتباره وسيلة يعبر من خلالها عن حالاته النفسية وانفعالاته، وعن حزنه وفرحه.
وأضافت: “اللّعب ضروري للنمو الحركي الانفعالي والاجتماعي، فمن خلال اللعب يطور الطفل علاقات، وذلك منذ الأشهر الأولى في عمره، فيتعلم المشاركة والتفاعل الاجتماعي “.
وقالت بأن علاقة اللعب في السنوات الأولى، تكون بين الطفل وأمه، لتتطور لاحقا مع أقرانه في مراحل عمرية متقدمة. ففي الطفولة الأولى، ينمي اللعب الحس الحركي للطفل، ويطوّر كل ما هو مرتبط بنموه الفيزيولوجي العصبي.
وناشدت محدثتنا الأمّهات عدم حبس أطفالهن في مساحات ضيقة، ولا يسلبن منهم حرية الحركة والتنقل، “لأن الطفل يكتشف من خلال لعبه وحواسه العالم، ثم يخزن ما اكتشفه على مستوى ذاكرته، من ألوان وأشكال وأحجام وأوزان، المهم أن يكون الإبداع والمشاركة والتلاحم في اللعب”.
والطفل فوق 3 سنوات، محتاج من الناحية الاجتماعية، لمشاركة أقرانه اللعب، أين يتعلم الرضوخ واحترام قواعد اللعبة.
وأكدت المختصة أن الأجيال السابقة كانت لديها، فرص أكثر للعب، خاصة الألعاب خاصة الألعاب الاجتماعية الهادفة، عكس الجيل الحالي. وقالت: “نحن كمختصين نفسانيين ومناضلين من أجل حقوق الطفل، نطالب باحترام حق الطفل في اللعب والتسلية، التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية، التي صادقت عليها الجزائر “.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • حاج علي

    ماذا؟ هل الطفل يحتاج للعب؟ وهل للعب ... الطفل يحتاج الى مكان ليلعب فيه؟ وهل المساحات الخضراء تقلل من العنف والجريمة؟ ما كنت اظن أن البشر يحتاجون الى كل هذل..

  • بالعربي

    ناهبو العقار هم سبب قلة المساحات الخضراء و أماكن اللعب العامة

  • الجزائر كلّها سجن

    القانون يفرض تخصيص 30 بالمائة...لكن الواضح أنّ معظم المقاولين لا علاقة لهم بالمدرسة فما بالك بالقانون..مشرّع القانون هو البرلماني الأمّي..عن أي قانون نتحدّث؟..القانون الوحيد الذي أعرف أنه يطبق دون تراخي هو قانون سحب رخص السياقة من البسطاء