-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتشار تقنية الجيل الثالث بين الأطفال والمراهقين

أطفال وشباب تائهون بين الدروس والمواقع الإباحية

الشروق أونلاين
  • 9748
  • 0
أطفال وشباب تائهون بين الدروس والمواقع الإباحية

تتبع أغلب الشركات المصنعة أو المسوقة لمنتج جديد في السوق، العديد من الخطوات للترويج له، من أجل عرض وتبيان إيجابيات هذه المواد، سواء كانت مواد استهلاكية أو تجهيزات حديثة ذات تكنولوجيات متطورة، غير أننا لا نحضر إلى توصيات أو نشرات تخص المضار التي قد تنجم عن عدم معرفة خاصياتها، أو لسوء استعمالها، وهو حال آخر صيحات التكنولوجيا في الجزائر، وهو الجيل الثالث، الذي صار اليوم وسيلة للرفاهية والخدمة السهلة المتنقلة حتى في جيوبنا عبر الهاتف النقال، من غير التذكير ماعدا بإيجابياته في حياتنا اليومية، غير أنها لم توص ولم تضع قوانين وشروطا لمستعمليها من حيث العمر وكذا الفئة التي يحظر استعمالها لها، وهي من الضروريات التي وجب التذكير بها، فلا وجود لشيء إيجابي كلي، خاصة في حضرة أولادنا.

من الربح على حساب الجيوب إلى الربح على حساب الأخلاق والقيم

 لعل التذكير بمثل هذه الشروط التي تستوجب الحيطة والحذر من الاستعمال العام والشمولي لهذه الخدمة من طرف كل الأفراد دون استثناء، من شأنه التقليل من هامش الربح والمال، وكذا خسارة مساحة كبيرة من السوق، هذا إذا حرم منها الكثير من الأفراد الذين لا تستوفى فيهم شروط اقتناء هذه الخدمة، خاصة الأطفال منهم وكذا الشباب في سن المراهقة، ما جعل مثل هذه الخدمة متوفرة لدى كل الأفراد دون استثناء سواء العارف بمضارها أو غيره وكذا المتعمد لها، يحدث هذا حينما أصبح جمع المال هو المطلب الأول في تسويق أي إنتاج من طرف العديد من المؤسسات والشركات وعدم مراعاة الشروط والقوانين، حتى ولو كان هذا على حساب أخلاق أولادنا، وقيم المجتمع التي بقيت إلى حد بعيد

 مبنية على الأخلاق الحميدة والستر، ولعل من سلبيات هذه الوسائل والتقنية عندما تقع في أيد ليست آمنة أو بريئة هو كشف العورات والولوج إلى عالم الرذيلة من دون حدود أخلاقية ولا مراقبة من طرف المروجين لهذه الخدمة ولا الأولياء في حد ذاتهم، الذين يرى أغلبهم أن هذه التكنولوجيا الحديثة من شأنها رفع المستوى التعليمي لأولادهم بطرق سليمة وسهلة وكذا محمولة معهم حتى قي محافظهم، لكن للأسف ليس هو الأمر كذلك في الكثير من الأحيان..

82 بالمائة من مختلف الفئات يلجون إلى المواقع الإباحية 

فأين نحن ذاهبون بعدم فرض رقابة على استعمال هذه التقنية؟

إذا كانت الأرقام الأخيرة، الخاصة بإحصاء أهم المواقع التي يزورها أفراد المجتمع الجزائري تقر وتؤكد أن 82 بالمائة منهم يلجون إلى المواقع الإباحية الشاذة عبر هذه الوسائل والتقنية، فكيف بنا أن نضعها في أيدي الأولاد والشباب المراهقين من دون مراقبة أخلاقية ولا مادية، بحيث نكون بذلك قد فتحنا لهم أبواب الرذيلة على مصراعيها، حينها لا ينفع ندم ولا تحسر، وتشل الأخلاق والقيم ويتحول الأطفال والشباب المراهقون إلى آلة للجنس والعنف والعنصرية التي تنميها فيهم هذه المواقع التي أصبحت سهلة المنال عندهم في زمن الجيل الثالث المحمول في الجيوب والمحافظ، والمتدفق بسرعة كبيرة، خاصة في زيارة هذه المواقع، والأدهى والأمر أن هذه المواقع الإباحية لم يقتصر زوارها على الشباب المراهقين فحسب، بل حتى الكهول، فإذا كان هذا هو الحال في المجتمع فكيف نستطيع الوقوف على أخلاق أولادنا وطلابنا ونحن نقدم لهم المغريات على طبق من ذهب يلجون إليها أينما وكيفما شاؤوا، في كل الأوقات ويتبادلونها بينهم كأنها أمور عادية بين البنات والبنين من دون حياء ولا وجل، هذا ما جنته الكثير من العائلات اليوم في تقديم تقنية الجيل الثالث إلى الأولاد والبنات رغبة منهم في الدراسة وتسهيل الأمر عليهم، لكن حادوا عن الأصل في استعمال هذه التكنولوجيا التي تحولت من نعمة إلى نقمة بين الأفراد والعائلات، أطفال وشباب اكتشفوا أنواع الرذيلة وهم في سن مبكرة، وصارت تتلاعب بعواطفهم وغرائزهم كيفما شاءت، يئنون اليوم في سجنها كمن هو مشدود الأيدي والأرجل من دون حراك، وأصبحوا عبيد شهواتهم وميولهم عبر هذه التقنيات، ينامون بها وينهضون عليها من دون رقيب، تبدأ بصور وفيديوهات قصيرة وتنتهي إلى عقد مختلفة وشذوذ، لا تظهر نتائجه إلا وقد فات الأوان.

 عن تأثير هذه الظاهرة على البنية الاجتماعية وكذا أخلاق الأطفال والمراهقين، تقول المختصة في علم الاجتماع الأستاذة م. ليندة “كان يجب في البداية، قبل إطلاق هذه الخدمة، العمل على وضع وسائل تحد من دخول الأطفال والشباب إلى كل المواقع دون استثناء، الإباحية لا توجد فقط في هذه المواقع، لكن موجودة في كل شبكات التواصل الاجتماعي بدون استثناء، عبر الصور الفاضحة والفيديوهات وغيرها من الأمور التي تساهم بشكل كبير في تهديم البنية الأخلاقية للأطفال والمراهقين، لذا لعله للحد من الظاهرة والحفاظ على السلوكات السوية عند الأطفال والمراهقين خاصة هو المراقبة التي تقتضي أولا، عدم منح هذه التقنية للشباب إلا في حالة الضرورة القصوى أي من أجل الدراسة وغيرها، من الأمور التي تكون مفيدة لا غير، عدم تزويد هذه الهواتف بمختلف البرامج التي توقع الشباب في هذه الخلوة مع الهاتف وبدل أن يصبح الشاب يتحكم في هاتفه يصبح العكس، وأرى أنه للحد حقيقة من هذه الظاهرة عند الشباب لابد من سحبها من هواتفهم وتركها فقط في الحاسوب في البيت، حيث تكون للآباء القدرة على مراقبة مختلف المواقع التي يتصفحها الأبناء، وربما هو أمر مستحيل، لكن أخلاق الأبناء قبل كل شيء”.

أما عن الأضرار التي تنجم عن عدم مراقبة هذه التقنية عند الأطفال والشباب المراهق، تضيف الأستاذة “الملاحظ أن عند وصول الانترنت إلى بيوتنا اليوم تفككت الأسرة بطريقة سلسة، وهذا عندما اشتغل كل واحد منا بحاسوبه وفي غرفته، وتجد مواعيد تقارب الأسرة معدودة جدا، وهو ما خلق انفصالا داخل الأسرة بين الأولاد الآباء، ثانيا أن دخول الأطفال والشباب إلى هذه المواقع في هذه السن من شأنه إعطاؤهم نمطا جديدا في حياتهم لا يتماشى مع أخلاق العائلة والمجتمع، وملامستهم لها من شأنه كذلك خلق عقد لديهم نتيجة للتناقض الموجود في تربيتهم وما يتصفحونه عبر هذه المواقع، يساهم بشكل كبير في تفكيك الأسرة أخلاقيا ومن ثم المجتمع ككل”.   

إن هذه التقنية التي وصلت إلى أيدي الكثير من الأطفال والمراهقين، حادت عن مهمتها الأصلية، فقد كانت موجهة للدراسة والتعلم، وتسهيل عملية التواصل وحفظ الدروس في جميع الأوقات وفي كل مكان، بحيث إنه مع انعدام الرقابة الأخلاقية أو المادية، أصبح ضررها أكثر من نفعها، فتحولت من وسائل للتعلم وطلب المعرفة إلى أخرى للخوض في الأعراض والبحث عن الرذيلة بالطرق الملتوية، عبر هذه التقنية الحديثة التي نراها اليوم في متناول أبنائنا من غير حدود ولا رقابة، هذا ما سمح لهم بملامسة الفاحشة عن قرب، وانتشارها بينهم بشكل رهيب جعلت منهم دمى للشهوة وفساد الأخلاق والتي كانت في الأصل وسيلة لبلوغ أرقى مستويات العلم والمعرفة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • سيدعلي

    الحالة راها فاتت الإباحية للهيه ... رانا شفنا روبورتاج في واحد القناة الجزائرية، الجماعة راها لحقت تعبد الشيطان و تشرب الدم ! الله يستر ! ؟

  • عبدالرزاق

    ن
    ا في وقت القت فيه المدنية ابشع مبكراتها فصمام الان هو التربية التربية وايقاظ الضمير

  • Ahmed

    الدولة هي الوحيدة المسؤولة عن هذه المواقع الاباحية وما ينتج عنها من اضرار على الفرد والمجتمع فاذا احبت الخير لهذا الوطن ولابنائه فلتسعى لتربيته وتوعيته عن طريق التحكم في الانترنت وتوعيته عن طريق وسائل الاعلام والمدارس والمساجد .

  • كرهنا منكم

    هناك برمجيات تقوم بحجب المواقع الاباحية، كما تقدر شركات الاتصالات ومنها "اخمجاجات الجزائر" أن تشغل هذه البرمجيات، ويقتصر ال3ج على الأشياء النافعة، لكن مسؤولي اخمجاجات الجزائر موظفون أصلا في هذه المناصب لإفساد ما بقي من الأجيال.
    قال ديغول: سنعود لهذا البلد ولكن من الباب وليس من النافذة.

  • nacim

    nous demandons que des restrictions et des des filtres soient etablis surtot pour le 3G , c'est un massacre général de nos valeurs et de notre socité lorque on laisse l'accés libre aux
    sites àcaratére sexuel

    il faut agir en sorte d de controler ces sites à tous les niveaux

  • الاسم

    حسب ترتيب اليكسا فإن الموقع الاباحي س احتل المرتبة 19 في عدد المواقع الاكثر زيارة في الجزائر بينما المراتب الاولى فكانت من نصيب جوجل وفيس بوك ومواقع البحث وبالتالي فهي مواقع لا يمكن احتسابها لانها بمثابة بوابة للانترنت لا يمكث فيها الزائر طويلا
    اذا نسبة التصفح للاباحية في الجزائر تتعدى 95 بالمائة

  • قضية وقت فقط.

    أنا ما أستغربه بقوة هو غياب الأب نهائيا عن الأسرة، وحضوره الدائم في المقاهي وعلى الطرقات يبحلق في الفتيات، وهو متأكد أنه كما يبحلق في الفتيات وهامل أسرته، أن الشباب يبحلق في بناته وزوجته، وكما أنه يخون ويخون، سيأتي اليوم الذي يعبث فيه ببناته كما يعبث هو، ولا يقول الرجل أنني مارق وفايق، لا تدري، قد تمرض وتعجز وترى الباطل قدام عينيك وأنت تبكي، ولا يقول أنه دقميس، فلأن غيابه عن بناته وأبنائه وعدم نصحه لهم وعدم مراقبته لهم سيقودهم إلى الجحيم.
    لماذا ازداد الزنا؟ لماذا ازداد أبناء الزنا، لأنه ببساطة غاب الرجل واقتصر وجوده على سائق سيارة يأخذ أسرته إل

  • عبد الرزاق

    بالأمس القريب كنتم تحملون المسؤولية لأصحاب مقاهي الأنترنت و ها هو اليوم مع تقنية الجيل الثالت و الرابع ووووو.....تتكبدون الويلات في عقر بيوتكم وبأموالكم الخاصة