-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيما تم تسجيل فرار جماعي للموظفين إلى الحقول تزامنا مع العطلة

أطفال يغزون حقول الزيتون لدفع تكاليف الدروس الخصوصية

فاطمة عكوش
  • 1004
  • 0
أطفال يغزون حقول الزيتون لدفع تكاليف الدروس الخصوصية
ح.م

تكررت ظاهرة دخول العشرات من الموظفين والموظفات في عطلة غير معلنة والتغيب عن العمل وهذا من أجل الشروع في عملية مبكرة لجني الزيتون التي انطلقت منذ قرابة شهر، ويتزامن الهروب الجماعي لهؤلاء عن مكاتبهم مع حلول العطلة الشتوية للتلاميذ الذين بدورهم غزوا أشجار الزيتون بحثا عن المصروف ودفع مستحقات الدروس الخصوصية.

يتعمد الكثير من الموظفين والعمال على التغيب عن عملهم خلال هذه الأيام لمرافقة أبنائهم إلى حقول الزيتون تزامنا مع حلول العطلة المدرسية لجمع الزيتون قبل حلول الأمطار الغزيرة والثلوج، ورغم أن المشاركين الصغار فى حملة جني الزيتون والذين يطلقوا عليهم تسمية “أطفال الزيتون “ليسوا دائما من أصحاب الأيادي الناضجة أو السواعد المشتدة كونهم يفسدون الغلة عوضا من جمعها، لكن البعض منهم وبحكم التجربة وقساوة الحياة حتمت عليهم ظروفهم العائلية الصعبة على العمل بحقول الزيتون لمساعدة عائلتهم ماديا ما يحرمهم من الحصول على وقت للراحة كغيرهم من اقرأنهم، اذ لا يعود لديهم متسع من الوقت للعب مع الأصدقاء أو القيام بنشاطات ترفيهية خلال العطلة الشتوية .

1000 دينار أجرة يومية للأطفال

وتضطر كل نهاية أسبوع منذ انطلاق عملية جمع الزيتون الطفلة “ك،ص” والتي لا يتعدى عمرها 15 سنة على مرافقة إحدى العائلات لجمع الزيتون بالحقول المتواجدة بضواحي بشلول، مقابل أجرة يومية تقدر بـ 1000 ديج، وهذا لمساعدة والدتها المطلقة والمريضة، وقررت هي الاخرى الدخول فى العطلة الشتوية قبل الاوان مباشرة بعد الانتهاء من اختبارات الفصل الاول لكسب المصروف بجمع الزيتون لدفع ثمن الدروس الخصوصية.

ويفضل أغلبية الموظفين الذين هجروا الادارات العمومية بالبويرة جني الزيتون موازاة مع العطلة المدرسية لأبنائهم والإسراع في جمعه وعصره حتى خلال الايام الممطرة لتفادي المزيد من الغيابات المتكررة وغير المبررة عن العمل، وهذا رغم أن الفلاحين الذين اكتسبوا تجربة كبيرة في الميدان ينصحون بعدم جني الزيتون في المطر أو الثلج أو في الأوقات التي تشتد فيها الرياح، لان ذلك يؤثر سلبا على الشجرة أولا، إذ أن الاغصان التي ارتوت كثيرا من المياه ستتشقق بسبب الثقل، ثم أن الاغصان الرقيقة تتأثر أيضا، وكل من جنى الزيتون في الأمطار والثلوج والرياح الباردة تتعرض الشجرة في العام المقبل ونرى أغصانها جافة وتشققات في الجذع والاغصان الضخمة، وهذه التشققات تتخللها المياه في الربيع والصيف مما يعرضها للتلف والجفاف، ويكفي فقط في الأمطار جمع حبات الزيتون المتساقطة.

أما الزيتون المتواجد في الاغصان فيستحسن جنيه في أيام مشمسة أو على الأقل الأيام غير الممطرة، وبالإضافة إلى جني الزيتون أو غيرها من الخيرات، لا يمكن أيضا تقليم الأشجار وتطعيمها في أوقات الأمطار والثلوج والرياح الباردة، أو الحرث بقرب من جذوعه.

وعادة في حالة تكاثر الأمطار والثلوج والرياح، فحبات الزيتون تتساقط لوحدها ،و كثيرا ما نرى النساء والأطفال والرجال يجمعون الزيتون من تحت الأشجار وهم يلبسون الملابس الواقية من البلل وعند الصحو يتبقى القليل من الزيتون في الاغصان ويقومون بجنيها، وحتى الطبيعة تساعد الفلاح الذي يجني خيراته بوسائل بدائية، رغم أنه في الدول المتقدمة يستعملون آلات خاصة للجني وتجفيف الاغصان أوتوماتيكيا وتجني الزيتون أيضا في نفس الوقت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!