-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أكل لحم السفير!

عمار يزلي
  • 2117
  • 2
أكل لحم السفير!

نعيش كل يوم على وقع أكل لحوم الإخوة وهم أحياء! بدون علم وبعلم وافتعالا قصد علم الآخرين ما يجب أن يعلموه! كلام في الأعراض وفي الأخلاق بلا أخلاق ولا حشمة ولا وقار! هذا في الوقت الذي يتبجح فيه كثير من السفهاء بالفحش والمنكر دون أن ينكر عليهم أحد ذلك! وخاصة من الناس الذين كنا نتوقع منهم أن يهبوا للنهي عن الفحشاء والأمر بالمعروف! لكن يبدو أن عهد ترمب ومغامراته النسوية المخملية ومع “متعودات” سيئات السمعة في روسيا وفي أمريكيا، وما أدراك ماذا يحفل به محفل البيض الأبيض عندما يسود وجه قريبا!
نسينا ما يحدث في فلسطين من تهديم لكل ما بني وما لم يبن في المشروع القومي العربي والإسلامي وفي المشروع الشرعي في فلسطين والقدس، ورحنا نأكل لحم بعضنا بعضا ونقدم فتاته على موائد الكبار في أمريكا والغرب! مؤسف أن ينتهي المطاف بأمة كانت ستكون “خير أمة أخرجت للناس..! لكن بماذا؟ ..”تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”! هذا شرط إلهي لنكون خير أمة أخرجت للناس، وإلا فسنكون كما كان بنو إسرائيل: نعتقد أننا “شعب الله المختار”.. رغم كل ما نفعله من فسوق وفجور وعصيان! ليس غريبا أن نأكل لحوم بعضنا بعضا في القضية الفلسطينية والخليجية وفي الصراع بين المذاهب الدينية وبين الجيران، الذين أوصى بهم جبريل نبينا الكريم.. حتى كان النبي يعتقد أنه سيورثه! نميمة المغرب على الجارة الشرقية، ثم محاولة الزج بقطر في المعادلة، كله يوحي بأن هناك من يوسوس بين الإخوة الأشقاء ليتحولوا إلى أعداء غير قابلين للتفاهم ولا في ملف واحد يمكن أن يتوحدوا فيه وهو القدس وفلسطين! بؤس العقلية التي تجعل الأخ يأكل لحم أخيه حيا قبل أن يموت!
ليس هذا فحسب، هناك متاجرة بالجثث! هناك بيع وشراء للذمم وهو أنكر من أكل اللحم البشري! متاجرة وأكل معنوي يتبعه عمل عملي! ولنقرأ عن أكلة لحوم البشر في العالم: في إفريقيا وفي آسيا وفي دولنا العربية وفي الخليج بالخصوص!
لقد ذهلنا قبل نحو 30 سنة لما أتهم بوكاسا وحوكم واعتقل بجرم سياسي لكن بجرم أخلاقي أيضا: أكله للحم البشر من الأطفال! القضية أثارت سخط العالم وقتها، والذي لم يكن الإعلام فيها كحاله اليوم، وإلا لضجت الكرة الأرضية بخبر بوكاسا آكل لحوم الأطفال! الرجل فيما يبدو لا يزال حيا ويعيش في فرنسا في بيت صغير بخمسين أورو في الشهر!
كما أنه من أغرب ما سمعته قبل نحو 30 سنة من أخبار قليلا ما نسمعها، والذمة على من رواها لنا، وكان راويها صديق وأستاذ جامعي كان وزيرا للإعلام في بلد عربي قال لنا (مع حفظ أسماء الأشخاص والبلدان) إن دولة أوروبية غنية، فقدت سفيرها في دولة إفريقية في الستينيات! وبعد البحث عنه، اكتشفوا أنه قد تم أكله من طرف آكلة لحوم البشر!! حدثت وقتها أزمة بين البلدين وأغرم البلد الإفريقي الفقير يومئذ (وإلى اليوم) على دفع فدية كبيرة، تفوق ميزانيتها القومية!، فلم تتمكن الدولة من حل الخلاف عن طريق دفع الفدية! فما كان على الدولة الإفريقية إلا أن أرسلت تلغرافا عبر خارجيتها لخارجية الدولة الأوربية تقول فيه ما يلي: كولوا سفيرنا عندكم!
يبدو أن العلاقات بين الجدول العربي، على مستوى ديبلوماسي عالي السوء، وأخشى أن نبقى نتبادل أكل لحوم السفراء!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • elarabi ahmed

    نترك الدين والحشو والأخلاق والمروءة وكل المفاهيم والقيم . من منكم أن يخبرنا كشعوبا لهده النقطة من العالم عن سبب الصراع بين نظامين ننتظر جوابا يعبر عن الحقيقة وبكل موضوعية ومنطق بعيدا عن التظليل والتدليس .لخدمة المآرب الدنيئة . لاأحد يمكنه هدا بالرغم من معرفته وادراكه لحقيقة الأزمة بين البلدين .
    عندما لايدرك المرء أن الكل يدرك ما يظمردالك هو الغباء المقرون بالخسة وانعدام المروئة .

  • على مائدة حرم السفير

    مما جاء في مقدمة ابن خلدون و في بعض فصولها ذم ابن خلدون العرب وقال فيهم ما يلي :
    ان العرب ابعد الناس عن سياسة الملك
    وقال ايضا ان العرب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب
    ذم ابن خلدون مساويء العرب ليقول بصورة مباشرة بانهم على مقدار اتصافهم بتلك المساوئ البدوية واشد من غيرهم بعدا عن العلم والعمران والصناعة فهم يجب ان يكونوا اكثر من غيرهم شجاعة وامتن خلقا واقرب الى خصال الخير وقد دفعت هذه الاقوال بعض الباحثين الى القول بان ابن خلدون كان شعوبيا بربريا ومما يلفت النظر ان احد المتحمسين للقومية العربية خطب يقول بوجوب حرق كتبه ونبش قبره باسم القومية