-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دفتر صحي جديد يدرج كشفا مبكرا عنها لأول مرّة

أمراض العيون والسمع والحساسية والبدانة تحت المجهر

كريمة خلاص
  • 922
  • 0
أمراض العيون والسمع والحساسية والبدانة تحت المجهر

تحضّر وزارة الصّحة لدفتر صحّي جديد والإفراج عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يعرف اللمسات الأخيرة قبل الاعتماد النهائي، بما يحمل الكثير من المستجدات الصّحية لأطفال الجزائر بخصوص الكشف عن الأمراض الممكن تشخيصها عند الولادة وتفادي مضاعفاتها، وكذا إدراج تلقيحات جديدة سداسية ورباعية للأطفال قبل وبعد سن التمدرس.

وفي هذا السّياق، أفادت البروفيسور عرّاضة زكية، مختصة في طب الأطفال بمستشفى نفيسة حمود بحسين داي، “بارني” سابقا، على أهمية الدفتر الصّحي الذي يعد ملكا للطفل وأبويه إلى غاية بلوغه سن 18 عاما، فهو وثيقة سرّية وهامة في المسار العلاجي للطفل، حيث توثق فيه جميع المعلومات الصحية من الحمل إلى غاية بلوغ سن الرشد.

وأضافت المختصة أنّ الدفتر وسيط بين الأولياء والأطباء وكذا بين الأطباء في ما بينهم، حيث يسمح بالاطلاع على جميع مراحل المسار العلاجي والوقائي الذي يتلقاه الشخص، معربة عن أملها في تفعيله وجعله أساسيا في جميع الفحوصات من قبل الأطقم الطبية في القطاع العام والخاص على حد سواء، ودعت المتحدثة إلى فرض صرامة أكبر من قبل الأطباء في رفع هذا التحدي الذي تراهن عليه السلطات الصحية.

عراضة: الدفتر الصحي لأطفالنا لم يتغير منذ 20 عاما

وصرحت عرّاضة: “همّنا الأكبر، أن يتم استعمال الدفتر بشكل أفضل، حيث لاحظنا أن الدفتر لا يتم ملؤه بالمعلومات، لأن الأولياء ينسون جلبه في أثناء الفحوصات الطبية، كما أن الأطباء لا يشترطونه في فحوصاتهم، رغم أنّه مهم جدا في معرفة مسار الطفل العلاجي.. لذا، يجب على الأولياء دوما إظهاره في المصالح الطبية وأن يرافقهم حتى في سفرهم خارج الوطن.”

وقالت عرّاضة زكية في لقاء مع جريدة “الشروق” إنّ وزارة الصّحة قرّرت تحديث الدفتر، الذي لم يتغير منذ أزيد من 20 عاما، بالنظر إلى المستجدات الصحية، حيث تم إدراج تعديلات عديدة، مع الاحتفاظ ببعض المحاور الجيدة.

تغييرات جذرية في الدفتر الصحي للأطفال

وسيطرأ على الدفتر تغييرات شكلية وأخرى ضمنية، أوجزتها البروفيسور عرّاضة في الحجم الذي سيكون أكبر من سابقه، والألوان العديدة المستعملة، وكذا الرسومات الكبيرة الواضحة والمدللة للمعنى وكذا استعمال اللغتين العربية والفرنسية.

أمّا من حيث المضمون، فيتضمن الدفتر فهرسا بمحتوياته ومعلومات عن الوالدين والطفل وفترة الحمل، إذا ما كانت طبيعية أم تحت متابعة طبية، مع جانب آخر بخصوص مختلف النصائح التي يمكن تقديمها للأم وتعاملها مع طفلها، من حيث النظافة والوقاية والتأكيد على الرّضاعة الطبيعة وبعض الأعراض لدى الطفل التي قد تكون مؤشرا للإصابة ببعض الأمراض.

ويتضمن الدّفتر أيضا تواريخ مواعيد الزيارات الطبية، التي يجب أن يراجع فيها الأهل الطبيب من أجل متابعة نموه وصحته وتلقيه لمختلف جرعات التلقيح.

ومن أهم المستجدات التي تعنى بسلامة الطفل، يركز الدفتر على أمراض العيون ودرجة الرؤية والسمع، لما تم تسجيله من انتشار لهذه الأمراض وسط الأطفال في سن مبكرة، ابتداء من سن شهر إلى شهرين بخصوص تحديد مشاكل الرؤية أو الإصابة بطيف التوحد ابتداء من 18 شهرا، وفق ما كشفت عنه المختصة التي أشارت إلى وجود جهاز خاص نستشعر به درجات سمع الطفل، وبالتالي، دعمه بقوقعة تساعده في العيش في حال وجود مشكل وتجنيبه المشاكل اللاحقة، لافتة الانتباه إلى اختبار “التصفيق” البسيط الذي يقوم به الطبيب للتأكد من سمع الطفل غير أنه لا يحدد بدقة درجة السمع، لذا يجب الاعتماد على جهاز الاستشعار الدقيق.

وأفادت عرّاضة بأن الأطفال الذين لا يسمعون جيدا تكون لديهم صعوبات في النطق، كما أن التشخيص يكون في سن متأخرة عند بلوغ الثالثة من العمر، بينما يمكن أن يشخص في سن صغيرة جدا عند الولادة من خلال اختبارات بسيطة وعلامات إنذار.. حتى بالنسبة للإصابة بالتوحد مع بلوغ 18 شهرا من خلال توجيه الأولياء نحو بعض الحركات التي يجب على الطفل القيام بها.

تحاليل عند الولادة للكشف عن عديد الأمراض

وكشفت عرّاضة زكية عن اعتماد تحاليل لأول مرة في الجزائر للكشف عن الأمراض عقب اليوم الثالث أو الخامس من الولادة تخص أمراض “الأيض” خمول الغدة الدرقية ومرض “الأسيتون”، وهو مرض يتسبب في إعاقة ذهنية وتأخر عقلي للطفل يمكن تداركها من خلال اكتشافها والقضاء على مضاعفاتها ويمكن للطفل العيش مثل الأطفال الطبيعيين.

وأشارت المتحدثة إلى أنّ الدول المتقدمة وحتى بعض الدول العربية تقوم بـ11 تحليل عند الولادة وبعضها يصل إلى غاية 50 تحليلا في السعودية.

“ويركز الدفتر الصحي الجديد على الفحوصات الطبية للأطفال الأقل من 5 سنوات وكذا للأطفال المتمدرسين مع تدوين الفترات الاستشفائية والعمليات الجراحية،إلى جانب ذلك أدرجت التلقيحات الجديدة الرباعية والسداسية ضمن الدفتر منها التلقيح ضد السعال الديكي الخلوي الذي عوّض اللقاح السابق وبات يمكن الآن تقديمه بعد سن 6 سنوات”.

تحذيرات من الحوادث المنزلية

وفي إطار التوعية ضد الكساح، تضيف المختصة “تم توسيع مرحلة تقديم الفيتامين “د” الذي كان يقدم في سن شهر و6 أشهر لفترات أطول، وذلك في سن شهر و6 أشهر و12 شهرا و18 شهرا ومرة واحدة سنويا ابتداء من سن العامين إلى غاية بلوغ الطفل سن المراهقة، مع اقتراب حلول فصل الشتاء. وهذا يندرج في إطار توصيات منظمة الصّحة العالمية، حيث ستقلل الجرعة من 200 ألف وحدة إلى 100 ألف وحدة، وستحظى متابعة أمراض الحساسية والربو باهتمام كبير، نظرا لما لاحظه الأطباء من انتشار وتذبذب في العلاج، كما تمّ إدراج مؤشر الكتلة الجسمية من أجل مراقبة أمراض البدانة والسمنة الكثيرة الانتشار ابتداء من سن العام من خلال متابعة منحنى نمو الطفل”.

وفي الأخير، يتضمن الدفتر أيضا تحذيرات وتوصيات من بعض المخاطر المنزلية، منها الطابونة والفرن والنباتات السامة والغرق في الأحواض المائية المنزلية، كما تم التركيز أيضا على فترة المراهقة وتقديم بعض النصائح للتعامل مع هذه الفئة، لاسيما ما تعلق بالتعرض للشاشات والتغذية غير السوية وتعاطي المؤثرات العقلية والمخدرات والحماية من حوادث الدراجات النارية والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والاهتمام. وفي النهاية، يذكر الدفتر بحقوق الطفل وفقا للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!