أمطار تغرق المركبات وتشل الطرقات بالوسط والشرق

عاش، مساء الثلاثاء، سكان مدينة تازمالت ببجاية، رعبا حقيقيا بعد الفيضانات التي شهدتها المنطقة جراء تهاطل المطر، الذي حولت طرقات المنطقة إلى وديان جارفة، الأمر الذي أثار هلعا وخوفا شديدين لدى المواطنين، الذين غمرتهم المياه بعد جفاف دام طويلا. وتسببت الأمطار التي تهاطلت على مدينة تازمالت لقرابة 20 دقيقة، في تشكل وديان جارفة على امتداد الطرقات، فيما تحولت شوارع المنطقة إلى بحيرات بعد ما غمرتها المياه، وهو نفس السيناريو الذي عاشه المسافرون على مستوى محطة القطار الكائنة بالمنطقة والتي غمرتها هي الأخرى مياه الأمطار، وهو نفس المصير الذي شهده مركز التكوين المهني الذي قرر تأجيل الدراسة إلى غاية الانتهاء من أشغال التنظيف وإزالة الأوحال.

وتفيد معلومات “الشروق” عن تسجيل انهيار جزئي لأحد المساكن المهترئة ولحسن الحظ من دون تسجيل خسائر في الأرواح، كما غمرت مياه الأمطار العديد من المباني والمحلات التجارية في الوقت الذي جندت فيه مصالح البلدية والحماية المدنية كل الإمكانات بهدف تقديم يد المساعدة. وتأتي هذه المشاهد “المرعبة” بعد جفاف دام طويلا، حيث كانت بضعة دقائق من الأمطار كافية لإغراق مدينة تازمالت  في المياه والأوحال وذلك رغم إصرار السلطات على ضرورة التحضير الجيد لاستقبال أولى أمطار الخريف وذلك من خلال تنظيف مجاري المياه والبالوعات وغيرها من الأشغال التي كان من المفترض القيام بها مع نهاية فصل الصيف. وعادت أخيرا الحياة بولاية بجاية بعد جفاف دام أشهرا عديدة، حيث ساهمت الأمطار الأخيرة في رفع منسوب وادي الصومام وذلك في انتظار ارتفاع منسوب سد تيشي حاف الذي انخفض منسوبه إلى أدنى المستويات.

وفاة رجل جراء السيول ببرج بوعريريج

توفي شخص ونجا آخر من الموت، بعد أن جرفتهما سيول الأمطار التي تساقطت بكثرة مساء أول أمس بولاية برج بوعريريج، وتسببت في فيضانات في بضع دقائق أدت إلى شلل تام في حركة المرور. وقد تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت مساء أول أمس على مستوى ولاية برج بوعريريج في وفاة شخص يدعى كمال مداس يبلغ من العمر 65 سنة على مستوى بلدية الحمادية، حيث جرفته السيول قبل أن يتم العثور عليه ميتا من طرف مصالح الحماية المدنية التي قامت بانتشال جثته، كما جرفت السيول شخصا آخر تم إنقاذه حيث يتواجد في حالة صحية مستقرة، كما تسببت الأمطار التي تساقطت في غلق غالبية الطرقات على مستوى بلديات ودوائر ولاية برج بوعريريج وأحدثت شللا في حركة المرور، حيث تحولت الطرقات إلى برك كبيرة يصعب المرور منها، جرفت السيول العديد من المركبات السيارات التي كانت مركونة، في العديد من بلديات الولايات على رأسها بلدية الياشير التي عاش سكانها حالة من الخوف والرعب بسبب الفيضانات التي شهدتها، كما تسببت الأمطار التي تساقطت في بقوة في إتلاف العديد من القبور على مستوى العديد من المقابر، حيث وجه القائمون عليها نداء إلى ذويهم بضرورة تفقد مقابر أهاليهم ومعاينتها.

مياه الأمطار الغزيرة تغمر عدة مناطق شرق المدية

غمرت الأمطار الغزيرة التي تساقطت مساء الثلاثاء بولاية المدية، عدة مناطق بنسبة معتبرة من المياه شرق الولاية، من دون أن تسفر على أي خسائر في الأرواح أو أية إصابات تذكر، حسب ما علم يوم الأربعاء من مصالح الحماية المدنية. وأوضح المصدر أن وحدات الحماية المدنية قامت بنحو 15 عملية تدخل ليلية على مستوى مقرات بلديات بني سليمان والعزيزية والقلب لكبير وسيدي نعمان وعزيز، مشيرا إلى تجنيد وسائل هامة لتأمين بعض المؤسسات والأحياء السكنية التي مستها هذه الفيضانات، ويتعلق الأمر خصوصا بمدرسة الصم والبكم ببني سليمان، شرق المدية، أين تدخلت عناصر الحماية المدنية لإجلاء المقيمين بها، جراء فيضان “واد عليم” و”بوكراع” اللذان يعبران المدينة، وفق المصدر نفسه. من جهتها، أفادت المديرية المحلية للموارد المائية بارتفاع منسوب “واد ياغور” و”البسباس” و”واد المالح” ببلدية سيدي نعمان وكذا “واد بوكراع”و”واد عليم” ببني سليمان إلى جانب أودية “بوكرامي” و”معازبية” و”بوزاقو” ببلدية عزيز، جنوب غربي الولاية، جراء السيول الكبيرة المسجلة مساء الثلاثاء. وأشار المصدر إلى تنصيب جهاز إنذار لمتابعة تطور الوضع والإبلاغ في حال حدوث فيضان خطير بهذه الوديان.