أمنحوتب الرابع (ة)

نمت لأجد نفسي قد أدخلت السجن بعد عدم مشاركتي في يوم النساء اللواتي قطعن أيديهن. بقيت فيه أشهرا بدت لي سنين، قبل أن يخرجوني من أجل تفسير رؤيا رآها جلالة الرئيس.

 فقد رأى 10 حيوانات يعشن على ظهر 10 حيوانات أخرى في منبر من عشر أدرج: حمار في الأسفل، فوقه فيل، فوق الفيل نمر، فوقه بغل، فوقه كلب، فوقه قرد، فوقه غراب، فوقه ثعلب، فوقه لقلق، فوقه بومة، فوقها نعامة. الكل كان ينقر الآخر ويركبه بلا بردعة!

قال لي جلالته: سمعت أنك تفسر الأحلام والرؤى، وأريد منك أن تفسر لي مناما رأيته. قلت له: علاه حسبتني سيدنا يوسف؟ قال لي: وعلاه حسبتني سيدنا فرعون رضي الله عنه؟ ثم بدأ برواية المنام. قلت له: جلالة أمنحوتب الرابع! فقاطعني: لازلت أمنحوتب الثالث! قلت له: وهل عندك شك في أنك لن تفوز؟ هذا من سابع المستحيلات في بلد ديمقراطي كبلدنا! الرئيس عندنا لا يترك المنصب إلا بانقلاب أو نهاية عهده بالحياة، قتلا أو بميتة مشبوهة. قال لي: هناك الاستقالة! قلت له: لم يفعلها إلا رئيسان عندنا من أصل 9! الشاذلي رحمه الله وزروال حفظه الله. قال لي: وما أدراك أني لا أستقيل بعد الفوز؟ ضحكت وقلت له: تستقيل؟ هئهئهئ.. الشعب هو من سيتسقيل وأنت ستبقى! الله يعاونك ويعطيك الصحة والسلام. قال لي: فوزي غير مضمون لأننا بلد ديمقراطي، لكني مع ذلك سأترشح بوكالة وقد أفوز بوكالة (الأنباء). قلت له: وإذا لم تفز، وهذا مستحيل؟ قال لي: ها نبقى في بلاصتي والسلام! ضحكت وقلت له: لم أقل لك إن العهدة الرابعة معناه نهاية العهد برباعين؟ قال لي: فسر لي المنام وبركة من التكعرير، هيا خف. قلت له: الأول، وهو الحمار، الفقير، الوحيد الذي يعمل. الفيل هو الغني الذي يعيش على ظهر الأول. النمر هو الجندي الذي يعيش لأجل الاثنين معا. البغل هو دافع الضرائب الذي يدفع أجور الثلاثة. الكلب هو المتسول الذي يعيش عالة على الأربعة. القرد هو السكير الذي يشرب على نخب الخمسة. الغراب هم رجال البنوك الذين يحتالون على الستة. الثعلب هو المحامي الذي يخادع السبعة. اللقلق هو الطبيب الذي يقتل الثمانية. البومة هو حفار القبور الذي يدفن التسعة. والنعامة هو السياسي مثلكم الذي يعيش على ظهور العشرة.

وأفيق وأنا أضيف: … والبقرة هو أنا اللي مازالني “نضحك”!