-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" وقفت عليها بمستشفى "ميموريال" التركي

إجراءات صارمة لحماية الجزائريين من الاحتيال في العلاج بالخارج

كريمة خلاص
  • 1439
  • 0
إجراءات صارمة لحماية الجزائريين من الاحتيال في العلاج بالخارج
أرشيف

يتعلق الجزائريون المصابون بأمراض مستعصية ببريق الأمل الذي قد ينطلق شعاعه من دول أخرى بعد تأكيد الأطباء الجزائريين استحالة علاجهم ببلادنا، فتجدهم “يبحرون” في الفضاء الأزرق من أجل البحث عن مراكز استشفائية تتوفر على تقنيات علاجية متطوّرة قد تنقذهم من المرض الذي يفتك بهم.. ومن هؤلاء المرضى من يختار الوجهة التركية التي برزت بشكل جلي في الآونة الأخيرة نظرا لسهولة إجراءات الحصول على التأشيرة وتطوّر الخبرة الطبية بها لاسيما في بعض المراكز الاستشفائية الخاصة..
“الشروق” كانت ضمن وفد إعلامي زار مستشفى تركي ووقفت على مختلف التخصصات المطلوبة وأحدث تقنيات العلاج المستعملة، كما وقفت أيضا على حالات بعض الجزائريين الذي استعادوا الأمل في الحياة من هناك…
“ميموريال” أوّل مستشفى تركي خاص يحصل على رخصة لزرع الأعضاء وحسب ما أوضحته وهيبة مرزوق فإنّ مجمّع “ميموريال” الاستشفائي كان أول مستشفى تركي خاص يحصل على رخصة من أجل القيام بعمليات زرع الأعضاء، خاصة الكلى والكبد والقرنية، وهو ما سمح له بتصدر مراتب متقدمة في زراعة الأعضاء عالميا، خاصة من الأحياء، وتقوم سياسة المستشفى على توفير المتبرع من قبل المريض من أجل تجنب الوقوع في ظاهرة التجارة بالأعضاء.
ويتوفر مجمّع “ميموريال” على 14 مستشفى في تركيا بالإضافة إلى مستشفى آخر في رومانيا بمجموع 1858 سرير و86 قاعة عمليات.
ويستقبل المستشفى سنويا 2.4 مليون مريض كما يقوم بإجراء 85000 عملية جراحية سنويا منهم مرضى أجانب يقدر عددهم بـ95 ألف مريض يتكفل بهم مركز خاص بهم يتحدث العاملون المقدر عددهم بـ700 موظف 30 لغة.

مستشفيات بمواصفات فنادق 5 نجوم
وسعى المجمع من خلال المستشفى الأخير الذي شيده إلى اعتماد هندسة معمارية مغايرة تماما تبعد المريض عن جو المستشفى، حيث يشبه كثيرا فنادق 5 نجوم، لا يشعر فيه المريض أنّه في مستشفى وهذا إيمانا من مسيّريه والقائمين عليه بقدرة المحيط على المساهمة في علاج المريض.. ويتوفر هذا المرفق الصحي على جميع المسار العلاجي لمريض السرطان من التشخيص إلى الأشعة إلى الجراحة وفق مقاربة متعددة الاختصاصات تضمن تكفلا كاملا وسريعا.
وإلى جانب زرع الأعضاء، يقوم المجمع الاستشفائي بعمليات جراحة القلب والأوعية ومعالجة الأورام السرطانية والتلقيح الاصطناعي وجراحة الأعصاب والعظام.
وهنالك نقص فادح في زراعة النخاع العظمي لدى الأطفال وهو ما يفسر الطلب الكبير على هذا النوع من العمليات..

هكذا يتم التعامل مع المريض الجزائري لحمايته من الاحتيال
واستعرضت وهيبة مرزوق مسار المريض الجزائري خطوة بخطوة، من بداية أول اتصال إلى غاية وصوله إلى المستشفى وعلاجه وعودته إلى الجزائر، وقالت “يعمل الفريق المكلف باستقبال ومعالجة الملفات على دراسة الملف الطبي للمريض قبل انتقاله إلى تركيا وترجمته لتحويله إلى الطبيب المختص مع تقديم تكلفة تقديرية للعلاج وفق الملف الطبي المحوّل وهي تكلف تقريبية لكي يكون المريض على اطلاع بما سيكلفه العلاج، وفي حال عدم وجود علاج لمرضى يعتذر الفريق الطبي ويرفض الملف”.
وأضافت محدثتنا “بعدها يتحضر المريض ماديا ومعنويا، حيث يحظى المريض الجزائري بدعم خاص، لأن أغلبهم يعتمدون على التبرعات لتأمين المبلغ في غياب تعاقد مع مصالح الضمان الاجتماعي، وبعدها يحدد موعد استقبال المريض الذي قد تراوده مخاوف وقلق نحاول تخفيفها خاصة اللغة وأحيانا يتعلق الأمر بمرضى لم يسافروا من قبل، لذا نعمل على توفير محيط مناسب لهم ونرافقهم في جميع الإجراءات من الانتقال من المطار إلى المستشفى ونساعدهم على القيام بالحجز الفندقي وتأمين تنقلاتهم من المستشفى إلى الفندق مع مرافق يتحدّث اللغة الأم للمريض.. نحاول تسهيل المسار العلاجي للمريض”.
وتهدف هذه الإستراتيجية المنتهجة حسبها إلى حماية المريض وتأمينه من محاولات الاحتيال التي قد يقع فيها من قبل الانتهازيين والمتلاعبين بحياة المرضى، وعليه يتم الحرص على توجيه المريض نحو المؤسسات المعتمدة فيما يتعلق بتسديد مصاريفه وانتقاء تعاملاته.

استعمال أحدث التقنيات العالمية في العلاج
ويقصد العديد من الجزائريين مستشفى “ميموريال” بحثا عن آخر التقنيات العلاجية المتطورة لأمراضهم المستعصية، خاصة في مجال زراعة الأعضاء وبالتحديد النخاع العظمي للأطفال والكبد وعلاج اضطرابات الحركة والأورام باختلافها.
وأكّد البروفيسور “إيلكر يوسف تشوميز” رئيس مصلحة أمراض المسالك البولية بمستشفى “ميموريال” أن المستشفى يهدف إلى استعمال أحدث التقنيات العالمية واستغلالها في علاج أمراض المسالك البولية لاسيما البروستات، مشيرا إلى إدراج تقنية “هايفو” وهي تقنية “حرق” الورم التي تمكّن من إنقاذ 100-150 شخص سنويا، فيما تتراجع نسبة الانتكاسة بهذه التقنية إلى 2 بالمائة، وهي نسبة أقل كثيرا من النسب العالمية، كما أنها تخفّض الآثار والمضاعفات الجانبية عقب العملية لاسيما في سرطان البروستات.
وأوضح “إيلكر يوسف تشوميز” أنّ “ميموريال” كان من أوائل المستشفيات التركية التي استعملت هذه التقنية التي لا توجد في الدول الإفريقية إلى غاية الآن.
وتطرق البروفيسور إلى جراحة الروبوتيك “دافينشي” الذي تم إدخاله في جراحة أمراض المسالك البولية بما يجعل التدخل الجراحي أكثر دقة وراحة للمريض وبدون فتح المريض في المنطقة التي يراد التدخل فيها وهي أكثر استعمالا في مجال البروستات والمثانة والكلى، وتمكن هذه التقنية المريض من استئناف حياته بشكل عادي بعد 3 أيام ومغادرة المستشفى، ويساعد الروبوتيك “دافينشي” على تكبير المكان مرتين أكثر من العين المجردة بما يعطي تحديدا دقيقا للأنسجة المريضة والسليمة.
بدوره كشف أونو يامان، المختص في تشوهات العمود الفقري عن تقنية “رومونيتور” عن طريق استعمال لوالب تضبط حركة العمود الفقري للطفل ويعود كل 6 أشهر من أجل تمديدها بنحو 0.5 سنتيمتر بواسطة جهاز تحكم عن بعد بدون جراحة، وهو ما يكبح الانحراف والاعوجاج أثناء فترة النمو وعند بلوغه سن 10 سنوات يخضع الطفل للعملية الجراحية.
أمّا البروفيسور قولشا أوزتيرك فتحدّثت عن استعمال تقنية حديثة لعلاج اضطرابات الحركة لاسيما لدى مرضى الصرع والباركنسون من خلال زرع بطارية في أعلى الصدر تربط بالأعصاب التالفة في المخ للتحكم في الحركة، والجديد في هذه التقنية هو انتقالها من مجرد بطارية تتجدد دوريا إلى بطارية تشحن عن بعد كهربائيا كل حسب طاقته واستعماله لها، مع اتباع بعض الضوابط الخاصة بعدم المرور على مراكز المراقبة بـ”السكانير” والابتعاد عن “الهوائيات اللاسلكية” وقد ساهمت إلى حد بعيد في تحسين حياة كثير من المرضى الذين استعادوا وظائفهم الحركية العادية ومنهم جزائريون كثر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!