-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إصرار على الفضائح

إصرار على الفضائح

لم تمرّ تسعون دقيقة من عمر أولى مباريات الدوري الجزائري، الذي سيزيد عمره عن العشرين ألف دقيقة، حتى قدّم أنصار اتحاد العاصمة الذين سيمثلون الجزائر لاحقا في رابطة أبطال إفريقيا، وأنصار مولودية بجاية الذين يمثلون حاليا الجزائر في كأس الكونفدرالية، عرضا عنيفا من الشغب، يوحي بأن الدرس القادم من أوروبا ومن دورة البرازيل الأولمبية الذي ظننا بأن أنديتنا التي سافرت للتحضير في الخارج والتي لم تهبّ عليها عواصف التقشف، قد أهمِل، ولا أحد اهتم بحفظه أو حتى مراجعته. والفضيحة التي “طردت” وفاق سطيف بأنصاره من رابطة أبطال إفريقيا نهاية الموسم الماضي، مُرشحة لأن تتكرر مع بقية الأندية، ونخشى أن تنتقل العدوى إلى أنصار المنتخب الجزائري المقبل في الخريف القادم على مشواره التأهيلي المعقد لبلوغ كأس العالم في روسيا.

سيكون من العبث أن يُسمعنا أي مسؤول على الكرة، أسطوانة الشجب والتنديد التي قالها بالحرف الواحد في عدة مناسبات في الموسم الماضي، وما قبله، وسيكون إصرار على الفضائح لو تمرّ هذه المشاهد القبيحة، التي حدثت في ملعب عمره قرن من الزمن، من دون ضرب من حديد، ولو بمنع أنصار الناديين طوال الموسم من حضور مباريات نادييهما.

 والذين صاروا يطالبون بتوقيف الدوري الجزائري لكرة القدم نهائيا، أصبح لهم مناصرون ومٌنظرون، يمتلكون كل المبرّرات من سوء الأداء الفني والإداري والتبذير الجنوني للمال العام والقضاء على بقية الرياضات الأولمبية التي “بهدلتنا” في ريو دي جانيرو أمام الأمم، وانتهاء بهذا العنف الذي ولّد الأحقاد ما بين أهل مختلف المدن.

لقد صدق المصارع عمار بن يخلف، عندما أطلق صيحة حق أريد بها حق، عندما تحدث عن اعتكافه الرياضي الذي دام أربع سنوات كاملة، من أجل أن يحصل على فضية المصارعة اليابانية في بلاد المصارعة الصين في أولمبياد 2008، لتكافئه السلطات الصامتة على فضائح كرة القدم المحلية، بمنحة لم تزد قيمتها عن نصف المرتب الشهري الذي يتقاضاه لاعب كرة من الصنف الأخير، ومع ذلك لا أحد يعتبر، وهو يشاهد كيف تحقق بلدانا صغيرة انتصارات رياضية وأخلاقية راقية، جعلت اللعبة أشبه بمسرحية غنائية أو موسيقى كلاسيكية، تباع لنا عبر مختلف القنوات العربية والغربية، ونضحي بخبز أبنائنا من أجل أن نسهر مع فنونها، ونعيش مع الكوابيس، كلما فكرنا في متابعة هذه المباريات التي انتهت الموسم الماضي بالفضيحة التي حدثت في ملعب عين فكرون، وبدأت هذا الموسم بالفضيحة التي حدثت في ملعب بولوغين.

في كل بلاد العالم، صورة المجتمع تنتقل إلى ملاعب الكرة، إلا عندنا، فهي تنتقل من الملاعب إلى الشارع والجامعات وحتى إلى الأعراس، التي صارت أفراحها خليطا بالهتاف الكروي والشماريخ وحتى الشجارات، فقد عشنا الألم في ريو دي جانيرو بسبب النتائج الهزيلة، ونعيش الأمل لأجل رحلة موسكو المونديالية ونخشى أن يكون ما بين الألم والأمل.. عام من العنف وعام من الصمت على الفضائح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • الاسم

    الحقيقة ان الشباب قليل التربية ...حقيقة واقعية

  • امل

    الاصرار علي الفضائح اصبح شيئ عادي و قطاع الرياضة هو الرائد في المجالات المختلفة اللهم اصلح الاحوال .

  • امل

    من المؤسف ان تتكرر المهازل كل سنة و لا تجد من يوقفها اشياء تخجل حقيقة و اري ان الرياضة مريضة في الجزائر و قد نقلت مرضها الى القلوب و اين الدواء لاستاصال هاته المهازل المختلفة .

  • محمد

    كاميرات على المدرجات و حملات تحسيسية قبل اللقاء من طرف اعوان حفظ الامان تنقص من الظاهرة