-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إصلاحات‮ “‬القافلة‭ ‬تسير‭ ‬والكلاب‭ ‬تنبح‮”‬

الشروق أونلاين
  • 4933
  • 7
إصلاحات‮ “‬القافلة‭ ‬تسير‭ ‬والكلاب‭ ‬تنبح‮”‬

فيما تسابق بعض البلدان والأنظمة العربية الزمن لإنجاز الإصلاحات السياسية التي تجنبها الانهيار أو الوقوع في براثن الثورات والفوضى وأخطار السقوط والرحيل، لاتزال السلطة في الجزائر تأخذ كل وقتها وتنام على إصلاحاتها التي بادرت بها بنفسها وكأنها في مأمن من الرياح‭ ‬والعواصف‭ ‬التي‭ ‬تهب‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الواحد‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬وأصبحت‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬الأوربية‭ ‬ودولة‭ ‬اسرائيل‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬مؤخرا‭ ‬بالركب‭.‬

  • فعلى الرغم من مرور عدة شهور على الإعلان عن بعض الإصلاحات المحتشمة والمزعومة من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وانتهاء الأشغال الماراطونية لآلية السيد عبد القادر بن صالح وعلى الرغم من عدم جدية هذه الآلية وهشاشة أعمالها وسيرها والقضايا السطحية التي تناولها والتي لا تمت بصلة تقريبا لعمق الأزمة المتعددة الأبعاد التي تعيشها الجزائر، فإن السلطات لاتزال تقابل التساؤلات التي يطرحها الجزائريون حول مصير هذه الإصلاحات بالصمت المطلق والمطبق وبالكثير من التحدي، حيث عوض الإجابة عن هذه التساؤلات والخروج إلى العلن بما تقرر أو سيتقرر، عاد الرئيس بوتفيلقة مع بداية شهر رمضان الحالي إلى السنة التي سنها منذ مجيئة إلى الرئاسة وهي جلسات الاستماع الرمضانية التي يعقدها للوزراء وكبار المسؤولين وفيها تتخذ القرارات السرية على انفراد وتأخذ طريقها إلى التنفيذ بعيدا عن أي شفافية وخارج مجالس الوزراء والحكومة وفي غفلة من البرلمان الذي يقال انه منتخب من طرف الشعب. إنه دليل آخر أن النظام الجزائري ماض أكثر من أي وقت مضى في انتهاج سياسة “القافلة تسير والكلاب تنبح” التي ينتهجها منذ عقود من الزمن، خاصة في ظل ساحة سياسية فارغة إلا من الانتهازيين والأذناب والمتواطئين والمتآمرين وبطانات السوء إلى درجة أصبح النظام يبدو وكأنه لم يعد في حاجة حتى إلى ممارسة الحيل كتلك التي تتعلق باتخاذ القرارات على أساس أنها إجماع وطني تم في مشاورات كتلك التي أجراها بن صالح مع من هب ودب.
  • يحدث هذا في الوقت الذي أصبحت الإصلاحات ضرورة ملحة ليس من أجل سواد عيون الشعب أو حبا فيه أوفي حقوقه المهضومة، ولكن من أجل إنقاذ النظام ذاته وإيجاد شرعية له ولو مؤقتة لتثبيت أرجله، خاصة أمام ما يتعرض له في إطار استغلال الثورات الشعبية وتحديدا الثورة في ليبيا التي أصبحت ذريعة لكل التهم الخطيرة وممارسة التجسس على أوسع نطاق لصالح قوى أخرى تريد الإطاحة به ولو في إطار غير ثوري، وربما هذا ما يفسر كثافة حملات الجوسسة والاستعلامات التي تمارسها فرنسا على سبيل المثال، خاصة على الحدود الشرقية باستعمال ثوار ليبيا أو من يلبس‭ ‬لباسهم‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • ISMAEL

    اسماعيل منشتر
    لقد قالها بوتفيقة اتيدون العودة لزمان اجل احسن من عهدته

  • sam

    el chourouk critique l'etat algérien ......???? incroyable.....et qui va vous payer les dettes ??..ya chourouk

  • نونو

    الله يستر الجزائر من اي ثورة والله ذقنا العذاب لمدة 10 سنوات ولا نريده مرة ثانية
    واقول الى التعليق رقم2 ما همنا نحن بليبيا و ثوارها كل واحد يعوم بحرو
    صحا فطوووووركم

  • حمادي

    والله أن تفجر لا قدر الله الوضع في الجزائر أخطر من أي دولة عربية أخرى وتتحمل تعدهاالسلطات الحالية المسؤولية لا لسبب ألا لتباطئها في الاصلاحات فهي تراهن على عامل الوقت وهذا ليس في صالحها

  • سعيد الحارثي

    أتفق مع الكاتب على ضرورة المسارعة الى الاصلاحات في أي وطن عربي لم يصله لهيب (الثورات) بعد. لازلنا نتعامل مع الثورات العربية برومانسية حالمة والحقيقة أن،على سبيل المثال، ليبيا تعيش حالة حرب وتفكك تسببت في خسائر بشرية وبنيوية هائلة، ومهما كانت طبيعة النظام لاحقا ، فإن المحصلة لا تساوي الثمن الذي كان باهضا جدا. اذا هي حالة بحالة، ولذلك قد تنجح في مصر وتونس وقد تفشل في غيرهما. الاصلاح هو الأمثل لتفادي (المجهول).

  • محمد

    رجاء أتركوا ثوار ليبيا الأشاوس وشأنهم كفى طعنا في الخلف ولا تتهموهم بتهم لن تنال من عزيمتهم على الإطاحة بطاغية ليبيا. إن التاريخ لن يرحمكم وستصبحوا على ما فعلتم نادمين.

  • nabil

    با سيدي من قال ان الشعب يريد التغيير.فهدا الشعب ليست له القدرة على التعامل مع الجديد لان فيه مساس بمصالحه الخفية.ان هدا الشعب اعتاد العيش و الاصطياد في المياه العكرة