-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عوّلوا عليه لإنعاش الحركية التجارية الراكدة

إلغاء “الصولد” يحدث جدلا وسط المواطنين والتجار

نادية سليماني
  • 1132
  • 1
إلغاء “الصولد” يحدث جدلا وسط المواطنين والتجار

شكّل موضوع إلغاء عملية البيع بالتخفيض أو ما يعرف بـ “الصولد”، بسبب انتشار وباء “كورونا”، خيبة أمل لدى المواطنين، الذين كانوا ينتظرون بشغف هذا الموسم، لاقتناء ما كانوا يرغبون فيه، ووجدوه غاليا ساعتها، وحتى التجار رأوا القرار “مجحفا” ويحرمهم من مداخيل إضافية قد يحققها انتعاش تجاري، في ظل الركود الاقتصادي، وانهيار القدرة الشرائية، والقرار رفضه الاتحاد العام للتجار والحرفيين، بينما ثمنته منظمة حماية المستهلك، بشرط تأجيله بدل إلغائه.

شهد قرار وزارة التجارة، المتعلق بإلغاء موسم البيع بالتخفيض، المبرّر بتزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا، تباينا في آراء المواطنين والتّجار والفاعلين في الميدان.

” الشروق اليومي” نزلت إلى الشارع لاستطلاع الآراء حول الموضوع، وقد رصدنا اختلافا في رد الفعل حول قرار إلغاء “الصولد”، بين مؤيد ومعارض ولكل وجهة نظره المبررة، خاصة وأن القرار جاء فجائيا وقد يفوت الفرصة على التجار النظاميين الذين يعانون وضعا متدهورا.

انتظرنا “الصولد” بشغف لشراء الماركات العالمية

عبّرت “صبرينة” طالبة جامعية من العاصمة، عن رفضها القرار، مبررة الأمر بالقول “أنا أنتظر الصولد بشغف، لشراء ما لم أستطع اقتناءه سابقا، بسبب غلاء أسعارها، خاصة المعاطف الشتوية والأحذية باهظة الثمن”، فيما رأت “نسرين” بأن إلغاء موسم البيع بالتخفيض، حرمها من إكمال “جهاز عرسها”، لأنها كانت تنتظر هذا الموسم بشغف، لشراء ما ينقصها بأسعار مناسبة.

أما “مراد” فكان ينتظر “الصولد” لاقتناء ملابس من ماركات عالمية، بأسعار مخفضة نوعا ما، وهو ما جعله يتأسف لإلغائه.

ومع ذلك وجدنا مواطنين مرحبين بالقرار، مؤكدين أن إصابات كورونا في تزايد ونحن على أبواب موجة رابعة، قد تكون خطيرة على بلادنا، في ظل الانتشار السريع للمتحور الجديد ” أوميكرون”.

تجار مفلسون: “الصولد” كان فرصتنا الأخيرة..

وأبدى غالبية تجار الملابس الذين تحدثنا معهم، استياءهم من قرار وزارة التجارة، فقال “فارس”، وهو بائع ملابس من القبة بالعاصمة: “كورونا ليست وليدة اليوم لنلغي البيع بالتخفيض، تعايشنا معها لأربع سنوات، ونظمنا خلالها موسم “الصولد”، متقيدين بالإجراءات الوقائية، فلماذا الإلغاء هذا الموسم؟”. وشاطره الرأي “محمد” بائع أحذية، أكد “إفلاس” كثير من التجار بسبب انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، وحسبه، جميع التجار كانوا يحضرون أنفسهم لموسم “الصولد”، ليتفاجأوا بقرار إلغائه ساعات قبل انطلاقه.

نتأسف لعدم استشارة خبراء وتجّار حول القرار

وفي هذا الصّدد، اعتبر الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، حزّاب بن شهرة لـ ” الشروق”، أن قرار إلغاء البيع بالتخفيض “عشوائي وارتجالي، وهو قرار من بين كثير من القرارات الفردية التي اتخذها المسؤولون على قطاع التجارة، وأثارت جدلا وبلبلة في مجتمعنا، بل وزادت الأوضاع سوءا”.

وقال بن شهرة بأن قطاع التجارة، يشهد خللا خلال الآونة الأخيرة، “فمن أزمة الزيت إلى الدجاج واللحوم والبيض والحليب والخبز، والسماح للفلاح ببيع سلعته مباشرة إلى المستهلك متناسين دور التاجر، إلى رفع رسوم 30 بالمائة لـ 2608 مادة مستوردة”، وهو ما سيجعل المواطنين ينتفضون لكثرة القرارات، التي عادت بالسلب على قدرتهم الشرائية، وهي قرارات واجهها مسؤولو قطاع التجارة بحلول ترقيعية، على حد قوله.

وأكّد محدثنا أن قطاع التجارة، يعتبر من أهم القطاعات، لارتباطه مباشرة بقوت الجزائريين، مبرزا أن قرار إلغاء موسم “الصولد”، كان من الأجدر فيه، استشارة خبراء في الموضوع، وحتى أخذ رأي تجار ونقابات متواجدين في الميدان، في ظل انهيار القدرة الشرائية للمواطن، وإفلاس كثير من التجار.

وكشف محدثنا أن 50 بالمائة من التجار شطبوا سجلاتهم التجارية مؤخرا، متحوّلين نحو التجارة الموازية أو الإلكترونية، بعدما أرهقتهم الضرائب ومستحقات الكراء، وغياب المداخيل.

حماية المستهلك تثمّن إلغاء “الصولد” وتعتبره خطيرا

وعلى النقيض من ذلك، ثمّنت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده “أبوس”، قرار إلغاء موسم البيع بالتخفيض، حيث اعتبر رئيسها مصطفى زبدي في اتصال مع “الشروق”، بأن تنظيم موسم “الصولد” خلال السنوات الأخيرة وفي عز انتشار كورونا، تسبب في رفع عدد الإصابات، بسبب تدافع المواطنين واحتكاكهم، خاصة بالمراكز التجارية الكبرى، التي تبيع الماركات العالمية، وهو ما دفع بوزارة التجارة، إلى إلغاء العملية هذا الموسم، في ظل الانتشار الرهيب لـ”أوميكرون”.

واقترح زبدي، تأجيل موسم “الصولد” بدل إلغائه، حتى يستفيد المتعامل الاقتصادي والمستهلك على حد السواء، في ظروف تكون فيها الوضعية الوبائية اقل خطورة من الوضعية الحالية.

جمعية التجار تقترح التأجيل بدل الإلغاء…

بدوره أكّد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، في تصريح لـ”الشروق”، بأنّ عدد إصابات كورونا في ارتفاع سريع يوميا، مع وجود وفيات.

وقال بولنوار: “كثير من التجّار مصابون بكوفيد 19 ومثلهم العائلات، فكيف يمكننا تنظيم موسم البيع بالتخفيض، في وسط هذه الوضعية الصحية الخطيرة، وبالتالي فنحن نساند قرار الإلغاء”.

وكشف محدثنا أن الجمعية ستقترح على وزارة التجارة، تنظيم موسم “الصولد” أياما قبل شهر رمضان المعظم، في حال تحسنت الوضعية الوبائية في البلاد، خاصة أن الإقبال على الشّراء يزداد خلال هذه الفترة، وبالخصوص على ملابس العيد والأواني المنزلية، وهو ما سينعش مداخيل التجار، الذين يعانون مؤخرا من الركود الاقتصادي، على حد قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • فريفط زكريا

    حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم... دمرتم معيشة المواطن..الجزائر القديمة أفضل بكثير من جزائر اليوم .. كان كل شيء متوفر و رخيص آنذاك .. أما الان كارثة حقيقة .. غلاء الأسعار جحيم. نذرة في المواد الغذائية. طوابير لا تنتهي لم تعهدها الجزائر من قبل ... أنتم أفشل وزارة و مسؤولين.. لماذا لا تستقيلون و تغورو...