-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى السيد والي ولاية وهران

إلى السيد والي ولاية وهران

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد؛

لقد قرأتُ أن مصالح ولاية وهران تشتغل مع المجلس الوطني للمهندسين المعماريين وأساتذة وباحثين لإنجاز متحفٍ ضخم بأعالي مدينة وهران، وفي جبل مرجاجو، وذلك تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية، وأن هذا المتحف الضخم سيتشرّف بحمل اسم المجاهد الأمير عبد القادر رحمه الله. (الشروق 14-3-2023 ص24).

إن الشعب الجزائري سيقدِّر هذا العمل الحضاري، الذي سيخلِّد أمجاد مجاهد مجيد شريف كريم إلى درجة أن أعداءنا الدائمين، الذين ليس لهم جنديٌّ شريف مثله، ودُّوا أن يَسْرِقُوهُ وينسبوه إليهم، إذ كتب المجرم الجنرال بول آزان  (Paul Azan) كتابا عن أكابر مجرمي فرنسا في الجزائر، وأحد الخَونة، ويهودي، ووضع المجاهد الأمير عبد القادر من بينهم وما هو منهم، لأنه يعتبر الفرنسيين كِلاَباً كما قال للرحالة الألماني هاينريش فون مالتسان، وأنه لاحظ نفورَ الأمير من الفرنسيين بصراحة تامة”. (انظر كتاب ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا ج1 ص 260-261).

سيادة الوالي، أودُّ أن ألفت نظركم إلى أمر يكَدِّرُ مِزَاجَ كلّ جزائري حرّ وجزائرية حرّة، وهو أنه توجد في ساحة أول نوفمبر، وأمام بلدية وهران مِسَلّةٌ أقامتها فرنسا المجرمة في سنة 1898 تخليدا لمعركة سيدي إبراهيم التي وقعت في سنة 1845، وفي أعلى هذه المسلّة تمثالٌ مُجَنَّحٌ من إنجاز النحّات الفرنسي دَالوُ (Dalou). وبعد استرجاع الاستقلال وطرد المجرمين الفرنسيين أُبْقِيَ على المِسَلَّةِ والتمثال، وَوُضِعَ تحت هذا التمثال الفرنسي صورة الأمير المجاهد عبد القادر، وآية قرآنية كريمة هي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ انظر (Guide Bel Horizon .p 63).

مهما تكن تبريراتُ من فعلوا هذه الفعلة الشنيعة من إبقاء التمثال الفرنسي، ثم الفعلة الأكبر من أختها بوضع مجسّم لرأس الأمير المجاهد تحت التمثال الفرنسي، ثم الفعلة الأشنع وهي كتابة الآية القرآنية في الأسفل، مع أن “كلمة الله هي العليا”، فإنّ  كلّ هذا لا ينسجم مع المساعي الرسمية الحثيثة الرامية إلى تجريم الاستعمار والحفاظ على الذاكرة الوطنية.

إذا كان هذا التمثال بهذه الأهمّية عند الحريصين عليه، فليُحَوَّل من ساحة أول نوفمبر، وأن لا يوضَع مع الأمير المجاهِد، ولو زعم الزاعمون أن التمثال يخلِّد أحد انتصارات الأمير، وأن يستغفرَ اللهَ مَنْ جعل كلمة الله هي “السفلى” والعياذ بالله.

إنني أدعوك -يا سيادة الوالي- باسم ملايين الشهداء، وآلاف المجاهدين الأحياء، وباسم الشعب الجزائري الغيور على القرآن الكريم، وعلى مكانة المجاهدين، وعلى أول نوفمبر أن تُسْعِدَنَا -وأنت سعيد- بنسخ هذا المسخ.. فإن فعلتَ -وما أظنك إلا فاعِلاً- تكون قد سجَّلت اسمك، وخلَّدت عملك، واستَوْجَبْت شكر الأمير المجاهد ناصر الدين بن محيي الدين، وأبناء الشهداء والمجاهدين، وجميع الأحرار الجزائريين، ولا تُلْقِ السمعَ لمن قلوبهم معلّقة بفرنسا المجرمة وما خلفته في الجزائر من أدناس، ولو اعتبرها “بعضُنا” نفائس.

والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته. اللهم فاشهد أني قد بَلَّغْتُ بعدما استنكرت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!