-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجنس اللطيف يدير دواليب الأسواق

إنزال نسوي بالفضاءات التجارية والتونسيات حاضرات بقوة

سمير مخربش
  • 2389
  • 0
إنزال نسوي بالفضاءات التجارية والتونسيات حاضرات بقوة
أرشيف

تعرف الفضاءات التجارية عبر الوطن تسوقا جنونيا، عمت فيه مظاهر الفوضى والتهافت والازدحام من أجل الظفر بكل ما هو قابل للاستهلاك برعاية نسوية سيطرت فيها المرأة على ميادين التسوق.
هذه الأيام هي فترة الفوضى التجارية بملابس نسوية استنفرت الجميع بهدف التهام كل شيء يعرض للبيع، وهي حال الناس بولاية سطيف التي تعد عينة مصغرة لما يحدث عبر ولايات الوطن. فلا حديث يعلو فوق حديث الشراء والأسعار والتسوق في ظروف تحكمها نون النسوة، وذاك ما لمسناه في سوق دبي بالعلمة الذي يشهد أيام الزحف الأكبر لاقتناء مختلف السلع التي ربطها الناس بشهر رمضان.
فالمشهد هنا بحي دبي بالعلمة أخذ منحى آخر بعد رفع وتيرة التهافت على الأواني المستوردة والمحلية، التي رغم ارتفاع أسعارها إلا أن الإقبال يوحي بأن الزيادات لم تفرمل هجوم المتسوقات المشاركات في إنزال وطني يمثل كل الولايات. فالمحلات اكتظت وضاقت بالنسوة ومن معهن، وتعذرت الحركة وسط الحي التجاري وتعالت أصوات الصحون والكؤوس والأواني بمختلف أشكالها وأنواعها.
وبحسب التجار الذين تحدثنا إليهم، فإن هذه الأيام التي تسبق الشهر الفضيل أنعشت إلى حد ما الحركة التجارية بالعلمة وأعادت الحي الى أيام زمان. فكل ما له علاقة برمضان هو الآن عملة مطلوبة تلقى إقبالا كبيرا خاصة من طرف النساء. وعادة تجديد أسطول الأواني في المنازل قبل رمضان خدمت التجار وأخرجتهم من أزمتهم التي عانوا منها منذ مدة.
وامتد الاجتياح إلى محلات الملابس أين انتشرت عادة أخرى تتعلق بشراء ملابس العيد قبل شهر رمضان، تجنبا للازدحام وارتفاع الأسعار عند اقتراب يوم العيد، وهي الفكرة التي اهتدى إليها أغلبية العائلات فأضافت للسوق سُنة أخرى اختلط فيها الحابل المحضر لرمضان بالنابل الذي يبحث عن ملابس العيد.
وقد تزامن هذا الاجتياح الوطني النسوي مع الإنزال القادم من الشرق مع التونسيين الذين يسجلون هذه الأيام حضورا قياسيا بطابع نسوي كذلك، وهذا بعد تكثيف الرحلات من تونس الى العلمة مباشرة لاقتناء مختلف البضائع سواء كانت ملابس أو أواني أو أجهزة كهرومنزلية أو هواتف، بل كل البضائع التي تغري التونسيين الذين استغلوا عامل الوفرة والتنوع، وكذا فارق العملة الذي يسمح لهم بالقيام بعمليات تجارية مربحة خاصة مع حاجة السوق التونسية للسلع المتوفرة في العلمة. وهي العملية التي تقودها المرأة التونسية بثقة كبيرة.
وتقول إحدى التونسيات التي التقيناها بحي دبي: “وجدنا ضالتنا في مدينة العلمة، فكل شيء متوفر وبأسعار معقولة، كما أن تجار العلمة يعاملوننا معاملة حسنة ويقدرون المرأة التونسية، ما سمح لنا بخلق علاقات تجارية وأخوية في نفس الوقت، وقد تطور هذا التعامل مع تجار العلمة وخلق بين الطرفين روابط متينة أصبح فيها القرض والتقسيط من التعاملات اليومية. وهناك من يأخذ البضاعة ولا يدفع لصاحبها حتى يبيع ويعود في الرحلة المقبلة وهو العامل الذي عزز الروابط التجارية بين التوانسة والجزائريين وقد أعجبنا الوضع”..

سيدات يفقدن أطفالهن في الزحام
هذه الحيوية التجارية رافقتها فوضى في التسوق، مع ازدحام كبير طغى على حي دبي وامتد إلى حي بلعلى المعروف هو الآخر بوفرة الملابس والأواني، الذي يشهد إقبالا كبيرا هذه الأيام. والتوافد يتعلق أيضا بالعنصر النسوي الذي يتزعم حاليا الحركة التجارية. فالمرأة هنا هي التي تنعش الأسواق وتسعد التجار.
وقد خلق هذا التوافد اكتظاظا كبيرا إلى درجة أن بعض النسوة فقدن أولادهن، حيث شهدنا عملية ضياع طفلة وصراخ أم وهي تبحث عنها بعدما فلتت من يدها، ومن حسن الحظ تمكن مجموعة من الشباب من العثور عليها في مشهد أبكى الأم والمتابعين للحادثة.
فالتسوق أضحى مهمة نسوية تقلص فيها دور الرجل، الذي فسح المجال للمرأة فاقتحمت الميدان ولبست مئزر البائع والزبون، والمتحكم في زمام الأمور متحدية الصعاب ومشقة الازدحام، لتفرض بذلك سوق النساء التي كانت مقولة متداولة فأصبحت واقعا يفرض نفسه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!