-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم

إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم

قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِي)) (الحجرات، 13).

لقد دلّت الآية الكريمة على جملة من الأمور لا يجوز للمتأمّل أن يغفلها.

أوّلها وحدة الأصل الإنساني؛ فالخطاب العامّ بصورة النّداء بعنوان الإنسانية الأعمّ ((يَا أَيُّهَا النّاس)) جعل من متعلّق الخطاب وحدة الإنسانية في نشأتها الأولى.. وقد كان أوّل تطبيق عمليّ لهذه الآية في الوجود الإنسانيّ هو ما صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد أطلق هذه الصّيحة المدوية في أعظم مجتمع ضمّ أكبر عدد من أبناء البشرية المستظلين بلواء الإيمان في وحدة العقيدة الإسلامية في حجة الوداع.

وثانيها وحدة الدّين، ونعني بوحدة الدّين أنّ الدين الذي ارتضاه الله للبشرية هو دين واحد، وهو دين الإسلام، مِن لدن آدم إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، صلى الله عليهم جميعا، وما تخلّل هذه السّلسلة الشّريفة من موكب الأنبياء والرسل الكرام عليهم صلاة الله وسلامه.. فهذه هي الحقيقة الكبرى أنّ الإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لكلّ الشّعوب والأمم على اختلاف ألسنتها وألوانها وأصولها..

وثالث تلك المعاني العظيمة أنّ التقوى هي أساس التّفاضل بين البشر.. وفي واقع البشرية للأسف وفي غابرها أمثلة لرهط من الغواة استهوتهم المراتب والسلطان، فظنوا أنّ هذه الموازين الأرضية هي مقياس الخيرية والتفضيل عند الله وعند خلقه، بيْد أنّ حقائق التّنزيل كانت قوية هادرة مزلزلة، مصحّحة لتلك المعتقدات المحقورة، معلنة أنّ تفاضل البشر إنّما يكون بكمالات نفسية وخلقية وروحية، هي أنظف وأشرف من تلك المقاييس الصغيرة التي ينظر إليها بعض الناس لصغر نفوسهم ولا يتجاوزونها.. قال الله تعالى: ((وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُون)) (سبأ، 37).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!