-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إن شَانِئَكُما هو الأَخْبَثُ والأَخْوَنُ

إن شَانِئَكُما هو الأَخْبَثُ والأَخْوَنُ

من أبلغ أمثال العرب القديمة قولُهم: “أحْقَدُ من جَمَلٍ”، ذلك لأن تجربتهم في الحياة أكّدت لهم أن هذا الحيوان الأليف يتميز بخاصية عجيبة هي أنه يضمر عداوة سوداء، ولا تزداد – مع الأيام – إلا سوادا، على من يظن أنه أساء إليه.
ولا أعلم فيما قرأت ورأيت من هم أكثر حقدا من الجمل إلا “غُلاة الشيعة”، الذين يكاد غلوُّهم في الحقد على أهل السُّنة يتجاوز حِقدَ الجمل بمسافة لا سبيل إلى اللحاق بها، رغم دعواهم بأنهم “شيعةُ أهل البيت”، وما هم شيعة إلا لما يمليه عليهم قُرَنَاؤهم ممن يَرَوْنَ ولا يُرَوْنَ.. ويزداد هذا الحقد حتى ليبلغ عَنَان السماء في مثل هذه الأيام من كل عام، فيما يسمونه “عيد الغدير”، وما يتبعه من أيام حتى العاشر من محَرَّم، بحيث إذا رأيتهم أقسمتَ -غير حانث- أن هؤلاء “المُطَبِّرِينَ” ليسوا بشرا لما يأتونه من أفعال، وذلك بمناسبة استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وما يسمُّونه “مظلومية آل البيت”.
والأعجب هو أن أصحاب العمائم السوداء، وهم من “يعتقدون” أنهم من “آل البيت” لا يشاركون العوام في هذا “التطبير” الذي يُلَوِّن ساحاتهم باللون الأحمر بسبب الدماء التي تسيل منهم على الحسين -رضي الله عنه – وصحبه الذين قتلوا في العاشر من محرم في كربلاء، فيضربون على رؤوسهم ويجلدون ظهورهم ويخمشون صدورهم ووجوههم بالسيوف والخناجر والسلاسل والأظافر، فتسيل دماؤهم حَزَنًا -زعموا- على الحسين رضي الله عنه ومن قُتِل معه على أيدي الظالمين.
ومما سمعتهُ من أحد “كبراء” الشيعة، وهو نوري المالكي، الذي يتزعَّم حِزْبًا من أحزابهم، لم يجد غضاضة في الركون إلى أعداء الإسلام وموالاته لهم، وفتح أبواب العراق ومنطقة الشرق الأوسط لهذا العدو، ولحقده الذي يفوق حقد الجمل أنه وَقَّعَ على إعدام صدام حسين في يوم عيد الأضحى. فهل لهذا الشخص عقلٌ وقلب ودين؟ ما أظن ذلك.
قلت مما سمعته من هذا “الكائن الأحقد” قوله عن الصحابيين الجليلين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما، وغفر لهما- أن أولهما – عمرو بن العاص – “خبيث”، وأن الآخر -أبا موسى الأشعري- “خائن”، وما الأخبث والأخون إلا هو ومن يتمذهب بمذهبه.
إن فضل صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورضي عنهم- كبير بشهادة الله -عز وجل- في قرآنه لهم، وبشهادة رسول الله – عليه الصلاة والسلام – فيهم، الذي يعلم أنهم بشر، وما من بشر إلا يخطئ.. ومنهم الإمام علي وأبناؤه إلى آخر يوم في هذه الدنيا.
ومن أفضال هؤلاء الصحابة – رضي الله عنهم – نشرهم الإسلام، ولولاهم لبقي أجداد المالكي على شركهم، وحفظهم القرآن الكريم الذي يناقض “الشيعة” أنفسهم فيَلْعَنون ويكفرون مَن أوصل إليهم هذا القرآن وحفظه كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وحفصة رضي الله عنهم وأرضاهم.
إننا لا نقول بـ”عصمة” أحدٍ إلا مَن عصمه الله – عز وجل – فكونوا “عقلاء” أيها القوم. ورحم الله -العلي القدير- رحمة واسعة صالحاً من صلحائنا، الأمير المعز بن باديس -أحد أسلاف الإمام عبد الحميد ابن باديس- الذي أنهى هذا “المذهب الغامض”، كما وصفه الإمام الإبراهيمي، من المغرب الإسلامي، فنحن الجزائريين كما قال عنا الشيخ محمد الغزالي الذي خالطنا بضع سنين: “إن الجزائريين يحبون آل البيت وليسوا شيعة، ويتمسكون بالسلفية وليسوا وهابيين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!