الرأي

ابتسم.. انت جزائري 

حسان زهار
  • 1577
  • 12
ح.م

بعيدا عن لغة التشاؤم والتيئيس، وعن “عين السخط” التي تبدي المساوئ، والتي يريد البعض توزيعها ورسكلتها، لأغراض دنيئة، من المهم أن نأخذ جرعة أمل عساها ترفع منسوب هرمون السعادة (السيروتونين أو الإندروفين)، بشكل يجعل الجزائري المنتكس قليلا، الجزائري المصاب بالخيبة لما يجري الآن، أن يرفع رأسه من جديد.. لأنه جزائري.

إرفع راسك فوق أنت جزائري يا اخي .. وتذكر أن:

1/ الحراك الشعبي الهادر في 22 من فبراير، وكيف كان سلميا حضاريا ووحدويا، امتزجت فيه دموع المواطنين بدموع رجال الأمن، فكان بحق أعظم حراك في الدنيا، أعاد في بضعة أسابيع ترميم ما هدمته منظومة بوتفليقة في عشرين سنة، حول صورة الجزائر والجزائري الذي تم تصويره همجيا، واذ بشعوب المعمورة تقف له احتراما وتضرب به الأمثال في الانضباط والوطنية.

2/ امتلاك جيش وطني نوفمبري متشبع بقيم الثورة والوطنية، حرص إلى جانب قوى الأمن والدرك، على منع سقوط قطرة دم جزائري واحدة، وتحييد ومواجهة أذناب العصابة التي كانت تحرض على ذبح الشعب في التسعينات، ليكون إلى جانب الشعب ومدافعا قويا عن طموحاته، بما يجعل من هذا الجيش فريدا من نوعه في كل العالم العربي الذي رفض استعمال العنف ضد شعبه ومنعه.

3/ إسقاط العصابة التي عاثت في الجزائر فسادا، وسجن رؤوسها السياسية والأمنية والمالية، أين عاش خلالها الشعب الجزائري أوقاتا غامرة من السعادة غير المسبوقة، وهو يتابع بفرح لا نظير له أفراد العصابة وهي تساق واحدا تلو الآخر إلى سجون الحراش والبليدة، حتى أن بعض المواطنين سجدوا سجود الشكر في الشوارع، وهناك من سفك دموع الفرح أن أبقاه الله حيا ليرى عدالة السماء تتحقق على أرض الجزائر.

4/ تحويل الاستئصاليين العلمانيين من مستأسدين على الشعب، إلى قطعان غنم وديعة، وجرهم من دائرة الهجوم على ثوابت الأمة ومعتقداتها، والعمل على طمسها ومسخها، إلى دائرة الدفاع عن النفس، وانتظار سوط العدالة في رعب وخوف، ليتنفس الناس اطمئنانا على مستقبل أولادهم من مخططات مدرسة بن غبريط، ومخططات محو الهوية، وتدمير العربية في بيتها، والسعى في محو القرآن من صدور الناشئة.

5/ إسقاط كبار السراق من رجال الأعمال والنهب العام، بما يشفي صدور الفقراء والمحرومين الذين حوربوا في لقمة عيشهم، بعد ان اغتنوا من زمن المحرقة، وهو ما يبشر بمستقبل مختلف تماما، يحسب فيه السارق ألف حساب لمآلات رجال كانوا يعتقدون أنفسهم أنهم فوق المحاسبة والعقاب، بما سيقلل من درجة الفساد إلى أقصى حد ممكن، ويفسح المجال واسعا لبداية الإصلاح الحقيقي.

6/ إعادة فرنسا وأذنابها إلى حجمهم الحقيقي، وإرسال رسائل قوية للأعداء التاريخيين بأن زمن الوصاية على الجزائريين قد ولّى، وأن العلاقات من الآن فصاعدا مع فرنسا ستكون علاقة ندية تضمن مصالح البلدين بعد أن كانت علاقة هيمنة واستغلال، تتوقف معها “السفارة” في العمارة، عن لعب أدوار قذرة، في صناعة الرؤساء وتوجيه الطبقة السياسية واستغلالها.

7/ تشكيل السلطة العليا للانتخابات التي كانت حلم المعارضة من قبل، واستعداد الشعب لأكثر الرئاسيات شفافية في تاريخ البلاد، وإن كانت بها نقائص، فقد شهدت الجزائر موعدين تاريخيين فقط (محليات 90 وتشريعيات 91)، بينما لم تحظ البلاد بأي انتخابات رئاسية بهذا الحد الأدنى من الشفافية، وهذه هي الفرصة التاريخية المناسبة الأولى لكي يمارس الشعب حقه في اختيار رئيسه، وحماية صوته الانتخابي، وفرض مسار جديد تماما للبلاد، يضمن مستقبل الأجيال الصاعدة.

بالمحصلة، لكي تعود لك الابتسامة، تذكر أين كنا وأين أصبحنا..

وأن القادم مهما يكن.. لن يكون أسوأ من الذي مضى..

فقط.. ابتسم.. ثق بالله.. وبالرجال الخيرين في هذا الوطن.

مقالات ذات صلة