-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اختناق مجموعة 5+1 في زاوية فشلها

اختناق مجموعة 5+1 في زاوية فشلها

النووي الإيراني تخطى أعقد مراحل التصنيع، واقترب من إعلان مولود نووي جديد، والقوى الكبرى فقدت أهم أوراق التفاوض، والهجوم على مفاعل “نطنز” فعل لم يحقق جدواه.

مفاوضات فيينا الجارية خلف أبواب مغلقة، لو تكشف عن مجرياتها لوسائل الإعلام المبعدة عن أداء دورها، لظهرت مجموعة 5 + 1 في أضعف حالات التفاوض، وهي تقدم جملة من العروض كآخر ما تبقى لديها من أوراق لثني إيران عن إعلان إنجاز القنبلة النووية.

تخشى مجموعة 5+1 إعلان فشلها في إيقاف الزحف النووي الإيراني بسرعة فاقت المعدل المطلوب في صناعة قنبلة تدميرية تتحكم بها “دكتاتورية دينية” ترى أنها ملتزمة بتنفيذ أمر إلهي، كما تخشى الكشف عن مطالبها الأضعف من خطابها السياسي المعلن.

مفاوضات فيينا في 2015 كانت تتحرك من أجل إيقاف تخصيب اليورانيوم المنضب، وتأجيل التصنيع النووي إلى 2025، هذا يعني أن مكونات صناعة القنبلة النووية جاهزة قبل ذاك التاريخ.

مأزق مجموعة 5+1 في مفاوضات 2021، أنها عادت بأقصى حالات ضعفها، في ظل تضارب السياسات الأمريكية المتناقضة، وسقوطها الذي لا يليق بهيبتها في مجتمع الكبار، وصارت تفاوض على ما هو أدنى من مطالبها السابقة، حاملة باقة من عروض الترضية التي رفضتها طهران علنا.

واقع ينخر مجموعة 5+1 غير المتجانسة هيكليا ومعنويا، فوحدة الموقف الأوروبي المعلن بالتوافق مع الموقف الأمريكي من الملف النووي، لم يمنح المجموعة قوة مفقودة أمام الرؤيا المغايرة التي تحملها روسيا في أوج خلافها مع واشنطن وتساوم بها الصين في مواجهة الحروب التجارية.

ما هو الموقف الجامع لمجموعة 5+1 “أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا”، أوروبا تتأهب لمواجهة ما تراه خطرا روسيا تستثمره أمريكا في سياستها الخارجية، والصين التي تقف في مواجهة حلف غربي يستهدف قطع طرقها التجارية الممتدة في قارات العالم الخمس، والنووي الإيراني بيد أطرافها المتناقضة ورقة يمكن تحريكها بأي اتجاه مرغوب.

العقل الغربي المتباهي بقوته العسكرية، ومنجزاته التكنولوجية المعاصرة، وتحكمه بآليات المجتمع الدولي، فضح قصوره واصطدام رؤيته بحواجز الحاضر، فاقدا أي رؤية استشرافية تحفظ مكانته، وتحصنه من أي مخاطر تحاصره في عالم مفتوح على قوى متعددة.

المشروع النووي الإيراني لم يكن وليد اليوم، فهو حصيلة عقود من الزمن، بدا مشروعا لأغراض سلمية معلنة للرأي العام العالمي، نبه المراقبون إلى خطورته إقليميا وعالميا، فخطط برامجه والميزانية التي رصدت له تكفي منذ ذلك الوقت لصناعة سلاح نووي متطور، لكن القوى الغربية تراخت في مواجهته، وانشغلت في غزوات همجية جلبت الخراب والدمار في العالم.

مفاوضات فيينا ستنطوي على فشلها في تحقيق هدف القوى الكبرى مجتمعة للملمة خطر تجاوز قدراتها على إيقافه، وستتجه طهران نحو إنجاز ولادة سلاحها النووي، واضعة مجموعة 5+1 في زاوية العزلة، قبل أن تنحصر المواجهة المرتقبة في أضيق أماكن الشرق الأوسط، بمزايا قدرتها على إسكات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.. المعني هنا “إسرائيل” طبعا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزاءري

    ليس مهما ان تكون إيران دكتاتورية او ديمقراطية ولا بهم ان تكون دينية او ملحدة. ما هو مهم أن إيران مستقلة رغم صعوبة الاستقلال في هذا العصر والمهم ايضا انها دولة جدية وليست هزلية وانها دولة مبدءية وليست ماءعة وانها دولة اصيلة وليست لقيطة ودولة يحكمها رجال وليس مراهقين. الدليل على ما أقول انها تفاوض امريكا و اوروبا و الصين وروسيا في آن واحد . الكلام عن الدكتاتورية والديمقراطية كلام فارغ .الصحيح ان السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد و اللعب . شخصيا لا اتغنى بالديمقراطية لأنني لا اعرف في العالم ولا اصدق أن هناك بلدان ديمقراطية في هذا العالم . كل شيء مبرمج ومخطط مسبقا وما يقال مجرد مسرحيات . الانتخابات كلها مسرحيات وعزوف الشعوب بحدسها عن المشاركة فيها دليل كذبها .