استمرار ارتفاع أسعار الوجبات الغذائية في المطاعم

رغم الانهيار الكبير في الأسعار، الذي شهدته مختلف المواد الغذائية واللّحوم البيضاء منذ مطلع شهر ماي الجاري، وتراجعها بنسبة 50 بالمائة عما كانت عليه، إلاّ أنّ ذلك لم يسهم في انخفاض أسعار مختلف الوجبات الغذائية والأطباق التي تقدمها المطاعم ومحلات الأكل السريع، وحتى محلات بيع الشواء، التي تحجج أصحابها في السابق بارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والبطاطا والبيض وغيرها، قبل أن تعاود أسعار تلك المواد سقوطها الحرّ في الأسواق خلال هذه الأيام.

وقد عرفت أسعار مختلف الأطباق المقدمّة في المطاعم ارتفاعا في الأسعار قبل أشهر، شأنها في ذلك شأن وجبات الأكل السريع و”السندويتشات” التي يتم تحضيرها بالبطاطا المقلية والبيض، وكذا شواء اللحوم البيضاء المستخلصة من صدر الدجاج أو الديك الرومي، وظلّ أصحاب المطاعم يتحججون بالتهاب الأسعار بعدما تجاوز سعر لحم الدجاج عتبة الـ 500 دج للكيلوغرام، وبلغ سعر صدر الدجاج 850 دج، فيما وصل سعر البطاطا إلى 160 دج في بعض الأيام، كما بلغ سعر البيض أرقاما قياسية وغير مسبوقة ناهزت 20 دج للبيضة، وهو ما أثّر بشكل مباشر على أسعار مختلف الأطباق المقدمّة في المطاعم ومحلات بيع الشواء والأكل السريع، التي التهبت أسعارها وبلغت أرقاما قياسية، جعلت الزبائن يندهشون من تكاليفها، بل إن بعض الزبائن الذين تجبرهم ظروفهم المهنية أو تنقلاتهم بعيدا عن بيوتهم، على اللجوء إلى المطاعم ومحلات الأكل السريع، لتناول وجباتهم الغذائية، أصبحوا يكتفون بتناول الشيء القليل من بعض الأطباق دون مرافقتها بقطعة من اللّحم الأحمر أو الدجاج بسبب غلاء سعره.

وعلى الرغم من أن أسعار اللحوم البيضاء والبطاطا والبيض وحتى بعض المواد الغذائية الأخرى، قد عرفت تراجعا في الأسعار، إلاّ أنّ أصحاب المطاعم مازالوا يعتمدون نفس الأسعار الجديدة المعدّلة بسبب الأزمة سابقا، لتحقيق هامش ربح أكبر على حساب زبائنهم، الذين يتساءلون عن المقاييس التي يتم اعتمادها في تحديد أسعار مختلف الأطباق والوجبات الغذائية في المطاعم، التي مازال أغلبها يحرق جيوب الزبائن بالأسعار المرتفعة دون الاحتكام إلى منطق تكاليف شراء المواد الغذائية المتضمنة في تحضير تلك الأطباق.