-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اطلبوا‮ ‬السكن‮ ‬ولو‮ ‬في‮ ‬الصين‮!!‬

اطلبوا‮ ‬السكن‮ ‬ولو‮ ‬في‮ ‬الصين‮!!‬

مشكلتنا في الجزائر هي مشكلة القرارات الصغيرة. بدل أن نفكر في حلول كبيرة لمشكلاتنا نغوص ثانية وثالثة في التفاصيل، حيث تعيش شياطين الإنس والجن جميعها. بدل أن نضع الإصبع على الجرح في ما يتعلق بتوزيع السكن، ونُحمّل الإدارة مسؤولية الذي يبيع ما ليس من حقه والذي‮ ‬يشتري‮ ‬مِمَّن‮ ‬لا‮ ‬يملك،‮ ‬نُحمِّلها‮ ‬للشاري‮ ‬والبائع،‮ ‬والكل‮ ‬يعلم‮ ‬أن‮ ‬أحدهما‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬ليبيع‮ ‬لولا‮ ‬تواطؤ‮ ‬الإدارة،‮ ‬والثاني‮ ‬ما‮ ‬كان‮ ‬ليشتري‮ ‬لو‮ ‬أنها‮ ‬أنصفته‮..‬

وأكاد أجزم أنه لا توجد دولة في العالم تعتمد سياسة السكن التي نعتمد. لا توجد دولة في العالم لديها من الإمكانات ما لدينا ولحد الآن ليست بها أكثر من 20 مقاولة بناء تستطيع أن تنجز ما بين 500 و2000 مسكن. ولا يزيد عدد المرقين العقاريين الصغار بها عن 1200.. ولا توجد دولة في العالم لديها هذا التعقيد في التسيير، حيث نكتشف في كل مرة أننا أخطأنا في حرف من حروف البرنامج: من LSP إلى LPA إلى LPI إلى LPP في ظرف سنوات قليلة، ناهيك عن التسميات الأخرى والصيغ اللامتناهية في الصغر.

 

نحن‮ ‬قمنا‮ ‬بتصغير‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬سياسة‮ ‬السكن‮ ‬فكبرت‮ ‬مشكلاتنا،‮ ‬وبدل‮ ‬أن‮ ‬نفكر‮ ‬بطريقة‮ ‬استراتيجية‮ ‬كبيرة‮ ‬thinking‭ ‬big‭ ‬نُقزّم‮ ‬تفكيرنا‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬تغيير‮ ‬الحروف‮.‬

هل تتصوروا معي أن دولة مثل الصين ــ وقد كانت مثلنا من العالم الثالث في السبعينيات ــ بها الآن 64 مليون سكن شاغر، وفي كل سنة تنجز أكثر من 20 مدينة تبقى شاغرة احتياطيا، وهي التي يفوق عدد سكانها 1.36 مليار نسمة.

أما‮ ‬نحن‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬يزيد‮ ‬عدد‮ ‬سكاننا‮ ‬عن‮ ‬مدينة‮ ‬صينية‮ ‬واحدة‮ ‬مازلنا‮ ‬نتفلسف‮ ‬بين‮ ‬الأحرف،‮ ‬ونبحث‮ ‬عن‮ ‬من‮ ‬زوّر‮ ‬وثائق‮ ‬بيع‮ ‬سكن‮ ‬اجتماعي‮… ‬

الصين أو كوريا أو حتى منغوليا، إنما فَكَّر ساستها بعظَمة، ولم يُحجِّموا أنفسهم في الجزئيات.. ومكَّنتهم منهجية التفكير هذه من أن تصل مجموعة Broad Group من تصنيع 93 % من السكن في المعامل بدل الـ45 % المعروفة: أي أن تُحول سياسة البناء إلى صناعة.. إلى درجة أنها‮ ‬بنت‮ ‬عمارة‮ ‬من‮ ‬30‮ ‬طابقا‮ ‬على‮ ‬مساحة‮ ‬17000‮ ‬متر‮ ‬مربع‮ ‬في‮ ‬ظرف‮ ‬15‮ ‬يوما‮.. (‬وهذا‮ ‬ليس‮ ‬خيالا‮ ‬تابع‮ ‬على‮ ‬اليوتوب‮) ‬http‭://‬www‭.‬youtube‭.‬com‭/‬watch‭?‬feature‭=‬player‭_‬detailpage‭&‬v‭=‬Hdpf‭-‬MQM9vY‭…‬

ونحن،‮ ‬مازال‮ ‬ساستنا‮ ‬ومسؤولونا‮ ‬يفكرون‮ ‬باتخاذ‮ ‬قرارات‮ ‬صغيرة‮ ‬لحل‮ ‬مشكلات‮ ‬أصغر،‮ ‬هم‮ ‬صانعوها‮ ‬لا‮ ‬تزيد‮ ‬عن‮ ‬كونها‮ ‬تُنغِّص‮ ‬على‮ ‬المواطن‮ ‬حياته‮ ‬أكثر،‮ ‬أو‮ ‬تنقله‮ ‬من‮ ‬حسرة‮ ‬إلى‮ ‬حسرة‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬التي‮ ‬هو‮ ‬فيها‮… ‬

فيا‮ ‬أيّها‮ ‬المسؤولون،‮ ‬إذا‮ ‬عجزتم‮ ‬بتفكيركم‮ ‬الصغير‮ ‬عن‮ ‬حل‮ ‬مشكلة‮ ‬السكن‮ ‬في‮ ‬بلادنا،‮ ‬اطلبوها‮ ‬في‮ ‬الصين،‮ ‬وارحمونا‮ ‬يرحكم‮ ‬الله‮.‬ 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عمر

    هذا ما نفعله, أليس الصينيون من يبني معظم مساكننا؟ بقي يقوموا بالتوزيع.

  • nabil

    يا صاحبي لماذا لا نعترف بعجزنا .هذه الدولة حابسة بشعبها ومسؤوليها

  • بدون اسم

    لو ختمت مقالك ب "ايا بزاف قرعتوها"

  • بدون اسم

    فاقد الشيء لا يعطيه...هذا هو حالنا للأسف و في كل المجالات... فهذا البلد يعتمد سياسة "دعوها فإنها مأمورة" التي قالها صلى الله عليه و سلم حين وصوله إلى المدينة، حينما أراد كل واحد من الأنصار أن ينزل في بيته فقال لهم قولته آنفة الذكر... و نحن نطبقها بسلبية على أحوالنا العامة و الخاصة...

  • djamel

    عدد السكنات التي قسمت على أصحابها في مختلف الصيغ والتي هي اليوم مغلقة بعد سنوات من استلامها دليل على أن السكن في الجزائر يمنح الى من لا يحتاجه وبالتالي لن تحل أزمة السكن وهي أزمة مفتعلة ومقصودة.
    المستأجرون فئة لا يحس بآلامها أحد في الجزائر فهم يعملون ويقدمون الكثير مما جنوه من عملهم الى المؤجر ويأخذون الفتات لأنفسهم ولأولادهم ،فأين المثقفون وأين الكتاب والمحللون والنواب ليحملوا هموم هذه الفئة ..حسبي الله ونعم الوكيل في كل من سرق فلس من أموالنا.

  • محمد

    يا دكتور، هل تعتقد أن الحكومات السابقة أو الحالية غير قادرة على التغلب على مشكل السكن في الجزائر ؟

  • kamel cherchour

    المشكلة التي تعيشها الجزائر حاليا هي مشكلة مسؤولين
    فالمسؤول في الجزائر أصبح لا يستطيع أن يتخذ ويطبق قرار إستراتيجي لمدة 10 سنوات ليحل بذلك مشكلة من مشاكل التي يتخبط فيها المواطن الجزائري من أزيد من عقد,
    و هذا راجع بالطبع لنقص التكوين العملي و التخصص في المجال
    إضافة إلى أن الكثير من المسؤولين في الجزائر يفكرون في أنفسهم فقط , فمشاكل الجزائر التي لم تحل لحد سببها المسؤول في السلطة لانه لم يعاني منها و لم يحس بها, أصلا حتى يتعرف على المشكلة و بذل كل جهده من أجل إيجاد الحل,
    وشكرا

  • قادة

    لانريدمنهم ان يطلبونها من الصين.نريد ان يرحلوا علينا يتركوا مكانهم لان يطلبهاغيرهم لانهم فشلوا حتى في الطلبة. فما بالك في ابتكار حسن التسيير.كل بلادبرجالها والجزائرلها رجال ان هم ترك لهم المجال ليصنعون المعجزات ويبعدون سياسةالاتكال على الغير ويعلمون الناس التشمير على السواعد وحب العمل واكتساب الخبز والسكن من عرق الجبين ولايبقون ينتظرون ذلك من الغيرلامن الدولة ولا من الثلاثية و لامن النقابة ولا من الاحزاب ولا من فخامته بل يتكلون على الله وعلى ما جادت به مجهوداتهم وقدراتهم الذاتية في العمل الشريف